السبت، 13 نوفمبر 2010

نصٌ من كتاب الصهيل





هل تشيد الآن مقبرة لدعواك القديمة ؟
هل تشكل من رفاة الوقت أغنية، بحجم تساهـل
الفلوات ؟
تستثني الغيوم، تهشها ، وتسوقها نحو انتحار
لا يقاوم ؟ . هل أنت تنتحل السلام لكي
تكون فريسة للسهو  قل  يا توق أي مجامر
توقد لينتقم الفراش من الحياة ؟
يا صديق السهو قل لي .    كيف ينتعل الغمام
خطى الغمام ، بل كيف تعجمك السهام
ولم تزل
تجتاح مفرزة الأمل ؟
وتـشـــكّل  الاحلام أعلاماً
وتعطي النيل أوسمة لكي يغفو قليلاً .
.. أو يكف عن البكاء .
.. وتخبئ الصيف الموشى بالرحيل
تشد أوردة الغناء
.....................
يا صديقي
كنت مهموماً قليلاً
المدينة داهمتني .
 قلت : ما يبغيك عاهرة ، و كل
الصيف ضمن ظلالك  الكسلى، وكل الموت
ضمن اهابك المثقوب من كل الجهات ؟ وأنا
أمتهنت ضجيج أوهامي فكفى كي أنام
ولكن المدينة راودتدني..
قلت : لي كفن تحاشته العشيرة كلها .  إني أخبئ
فيه حاشيتي ، و جندي والكثير من المهام..
كفى لكي أغفو قليلاً  . . أو أنام!
لكن المدينة ضاجعتني ، قلت  : قد تلدين كارثة ،
وقد يتغـافل الصيف الظلال .. وقد تهاجر
تدرين كم وجع الأنامل حين يحملها الكلام على
الكلام ؟
لكن المدينة كارثتني
قلت: فانتظري قليلاً  كي أرتب موتي الملكي ،
أدحو ما أحتقبت من الأسى، وأنضّد السهو
المفارق، أمنح الأشياء خنجرها وأكتب كل
أسمائي ، لعل الطائر الجمري يمنحني قليلاً
من رماد الوقت .
يذهبني إلى حيث المسافات أزدهت بالخيل ،
حيث سكينتي سكنت، وأممت المسافة بين
روحي والمدى
قلت :
انتظرتك ، فـانمحي حتى أرتب ما تبقى من
هواء فاسد، وأوسد الأسفار مايربو على لغو
الكلام ، فدعي دمي يغفو قليلاً .. أو ينام
لكن المدينة يا صديق الصحو   .
هل أدعو دمي حجراً و أمنحه سمات البحر
أو صمت الكلام حتى يكف عن الضجيج
لكي أنام
إني أسمي الريح مملكتي وأوهامي
جنودي، والمدى سيفي ، وكل فريّة فيّ
الأرض فاصلة الذي أسميه إسمي، أو أسميه
التخثر في عيون الآخرين .
فخذوا الممالك ،
والنياشين الصقلية ، والجنود الانكشاريين،
أبواب الدخول الى السلاطين ، الخيول
الباردة ، وخذوا الغمام.
ودعوا الكلام..
أنني أخبئ فيه أوردتي وطيف حبيبتي،
وأخبئ الوقت الشفيف لكي أنام
أبدعت عاشقتي، وأطلقت الكلام على عواهنه،
وقلت لها تسافر ، فالمدى ظلي، وأسمائي
هي الوطن الذي سكنته من قبل التكوّن قبل
فاصلة الكلام / سكنت
فقلت : حبيبتي رجِّي قليلاً ماء هذا الجرح
حتى لا يغالبني ويغلبني المنام
أوغلت في سهوي وصحوي ، واندغمت
بصورتي آه انفتحت أيا سهوب ا لنار  لمْ
عمدتني خيلاً تخلت عن هويتها ، وسيفاً تاه
عن غمد الفضيحة واستراح آهٍ ، أيا سرب
القطا لو نمت ، نمت بلا صباح .
سكنت .
فقلت :
حبيبتي ما زال في الروح الكثير من البياض،
ما زال طائري الأنيق يشكل الفلوات قرطاساً
وينشر ظله علماً على ما قد تبقى من بلادٍ
يمنح الأسماء سطوتها  وأسمائي بلا عدد،
فهلا قلت شيئاً كي أرقمها بما  في الروح من
ألق السواد .
كفرت .
فقلت :
البحر خيمتي الوحيدة ليس فيها شذى وتد .
وخطوت نحو متاهتي
عادت إليّ سفاهتي . 
وهتفت أسميني البلد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق