في الطريق الي مدن ب. م. ف.
او هكذا قرأت « نشيجٌ متخشبْ ـ طريقٌ منسيٌّ في يدي»
صعدتُ عتبةَ «نشيج متخشب»، كمن يمشي في النوم وهو مطمئن.
مشيتُ، ويدِي بِيَدْ سيدي النومْ، وفي يديَ الاخري: «طريقٌ منسيٌ»، تذكرتُه لحظةَ ان احسَسَتُ باكلانٍ في الروحْ، اردت حكَّه. فمشي امامي [ الطريق]، وامام نومي؛ طويلٌ طويلْ، ولكنَّه لمْ يستَطِعْ قطفَ تفاحةِ الاغراء التي غَرَسَها الربُّ علي جانبيه، ليُضِلني بها الشيطانُ عن مبغاي، او قل تناساها تواطأً مع نوَايَايَ، رأفة بي.
مشي، حتي لم الحظْ صعودَه الحادْ باتجاه ملكوتِ الله.
بلّة؛ اشكو لك ضعفي، وقلةَ حِيلَتِي، وضيقَ مواعيني، وسعةَ هذا «النشيج».
هذه كتابةٌ لم يُدَرِبها الربُّ علي الشفقةِ بعباده المدلجين في ليلِ الكلامْ. او قلْ انها اسقَطَتْ الكثيرَ من مُدَرِبي الربّْ المُوكلين بِتَرْوِيضها، واوغلتْ في الجُمُوح.
فَقَد خَلَي قامُوسُها من المُهادنةِ والتريثِ، والمداراة، ومن مفرداتِ بخٍ ومُتشَابِهاتِها. ومثل كلِّ مهرةٍ جموحٍ، انْطَلَقَتْ في فيافي الربِّ. ترعي كلأَه وتتشبهُ بِهِ في التعالي والمُكْر.
فانْ وضَعَتْكَ المقاديرُ علي ذلك الدربْ المُمْتد من هناك حتي منافي الرب، حيثُ ترعي تلك البغلةُ؛ كما حدث معي، فإنها تأخذُكَ اخْذَ مقتدرٍ جبارْ، بِشِعْبَةِ خليفة المهدي، التي لا تعرفُ من الاتجاهاتِ إلا اتجاهاً واحداً، هو اتجاه الانصاري المُوكَلُ بها.
ايها القارئى هذه اللَّحظة، وقبل ان تدخلَ بهوَ النشيجِ هذا، اسألك [ انا المتحدثُ الرسميُّ] بصيغة الامر ،
: اِخْلَعْ عَقْلَكَ، وضعهُ مباشرةً قبلَ صعود العتبةْ.
اِخْلَعْ دَمَكَ الملوثَ بالعاديِّ من مكرور الكلام.
اِخْلَعْ لِسانَكَ الذي افسدَهُ اختلاطُ انساب اللغاتْ.
اِخْلَعْ حَواسَكَ واتبعني، اقودك الي حدائق الرَّبْ.
اِخْلَعْ كٌلَكَ، واصطحب نومك ماشيا، فللحلمِ شجَرَهُ ومراعيه.
انتَ تدخلُ ملاعبَ الجِنِّ، وفيها ستسمعُ ما لا يُسْمَعُ، وسَتَري ما لا يُري. وفيه مالا عينٌ قرأتْ، ولا خَطَرَ علي كتابةِ بشرْ.
فقط، وعند «عتبةِ سرمدْ» هكذا بالبناءِ علي المجهولْ الذي امامك، ومع خطوتك الاولي، يضرِبُكَ هذا النشيجُ بزلزلةٍ منحولةٍ بكاملها عن صُورِ النُشُور. دَهْم ٌ كاملٌ ومباغتٌ، وليس من فسحةٍ للسؤآل؛ عن كيف يتخشبُ النشيجُ؟ هذه خطيئة تُخْرِجْكَ من جنةِ الكلام، وتُعِيدُكَ الي خشبِ الوجودْ. وان حدثَ ذلك ؛ فتأكد انك تتعرض لخديعةٍ مهلكةٍ تُخْرِجْكَ من الملَّة.
وهناك يصّاعدُ النشيجُ الملكيُّ، اعلي فاعلي، في طريقه الي الله. هو نشيجُ عالٍ لكائناتٍ شكلها بلّة الفاضل علي مهلٍ وبمزاجٍ انيق. تمَّ كل ذلك وهو في طريقة للحجِّ داخله!. وهي كائناتٌ يتساءلُ الربُّ دائماً كيفَ سكنتْ ملكوتَهُ؟ حتي بلّة نفسُهُ سيكون ُ موضعَ مساءلة عن هذه الكائنات الصائتة؟
عند عتبة سرمد هذه، فكُلُكَ يُذْهَلُ، من شذراتِ الشعرِ التي لِبلة الفاضل وهي « تصرم الملام»، «بهواجس اسيانة»، ولكنها تقودك في الدرب المُمَهدِ «درب الرماد والدخان» والذي فيه:ـ
/ الاسئلة محرمة!
/ الاجابات محرمة!
/ المعاني محرمة! حتي ضفاف المجاز القصية!
/ كل شئٍ محرمٌ!
فامشِ عارياً إلا من صمتِكَ النبيلْ، امام هول ما تري وما تسمع؟
اسْلِمْ بَدَنَكَ لفاكهةِ الخيال الجموح، وخُذِ الحذرَ كاملاً، فقد تَشُكَّ يديك «شمسٌ متهورة»، و«الزيغ قد ينتحل وقد يهرول جهة « الحبر والنفس»
انت مشمولٌ بالضجيجِ المتخشبِ./ ما فوقك ضجيجٌ/ وما تحتك ضجيجٌ/ امامك ضجيجٌ/ وخلف ضجيجٌ / وفوقك ضجيجْ/ وما تحتك كذلك. فاين المفر؟
بدنُكَ مستعمرةُ زلازل. وحدك في مواجهة زلزلة اللغة وزلزلة الاخيلة، والالهُ بعيدٌ، وما من مغيث/
الروح المتنمرة، روضها هذا الطريقُ الذي لا يفضي إلا إليك، او الي وكرِ بلة ؛ وهناكَ تُؤكَلُ كاملاً. ولن تنجو إلا إذا اخرجت زكاة دمك من دم اللغة. او تصيحُ في بريةِ اللهِ: « ما في بدني اللغوي إلا بلة محمد الفضل.
هل تفرست يوماٍ في هذا البلّة؟ هل رأيته مدرعاً بلغةٍ بريةٍ واخيلة من بقايا لغة جديس؟ لغة بكر طازجة لا تعترف بالقواميس، ولا بالمتحقق من الخيال.
لغة ضد!
ضد اللغو!
ضد السهو!
لغة الشطح والترجمة!
القواميس تقول: بلّة «إنه الخير الوفير»
بلّة: « انه العافية»؛ حين تصيب اللغة
بلّة: «انه النضارة»
نضارة اللغة/ ونضارة الاخيلة/ نضارة النوم إذا مشي في نومه، ونضارة اليقظة.
وقيل: «الثراء» اقاصي فجوره.
وفي حصة اخري ومن كلام منسوبٌ لي، هو: «سلاسة اللسان». وفي المعجم المنسوب للسيد ا. ا. ع، هو كل ما قالته المعاجم وفوق ذلك.
لست علي يقين ان كان السيد محمد الفضل علي درايةٍ بكل هذه الشواطئ البَلِّية؟، ام هو مجرد حدس حديد؟
هل هو فعلاً اسم مَرَّة.؟
هو جامعٌ بحيث كل ما قيل ، وما يمكن ان يقال، يتسع له هذا البلّة.
انت الآن تقودك بصيرة الكلام البصيرة، لتجد نفسك «المدخن للكلام»
هو خيال يفضحك امام الله. فلا تحاجه بالكلام.
بل: «قل شعراً» هذا امرٌ من لَدُنْ خيالٍ آمر. فأين المفر؟ قل: « للبلاد التي لا تتموضع..» فلن تضل ابداً.
وهنا تكون قد امتلأت به، وكأني بك تَشْذُرْ كما يَشْذُر، البلاد التي لـ « الممسوس بهسهسة الكلام» يتشح بشراً إذا جادته التراتيل راجلة»
قل اعوذ برب الشطح.
انت الآن٫ شهيد، ولك راياتٌ وطبولٌ وطيورْ من لغةٍ تحرِسُكْ، تَتَحَرّشُ بك، تمشي امامك، تقودك ، تمشي خلفك تحرسك، تمشي فوقك، تظلك، تمشي تحتك، حماية لظلك من الدرن.
قل شعراً: يصلك «بالمطالب الرابحة»
إستراحة (1):
إذا ابصرت فخاً مموهاً بعناية كالآتي:
«الصوت والدوران
الي عماد عبد الله، وعز الدين عثمان، والي متسيب يتسكع بالخيال» فاعلم يا هداك الله، انه يقودهم الي مذبح الخيال قرباناً لطموحة الجائر، ويقودهم في نفس اللحظة الي حدائق الابد،
إستراحة (2):
لتجميع اطراف بدنك. ليستريح لهثُك. وهذا مطمح بعيد المنال، ما دامت هذه القافلة تمشي بحدوِ بلّة.
فاشذر..
كل شذرة فتح..
وكل فتح بلاد من لغة.. وبلاد من خيال..وبلاد من مقال.
كلها متاحة امامك صدقةٌ جاريةٌ.. ماشيةٌ..راكضةٌ .. تقودك حتي مهامه الضوء، قبل ادغامك فيها وتشرق كلك.
«قُل شِعْراً»
فبلّة هنا لا يكتب شعراً؛ بل يأمرك امراً نافذاً «قل شعراً ..لمطيةٍ تململ الاسفلت من اقدامها..»
«لبيت تجملت اركانه»
«لاطفال شحذوا الضحكات»
«لورد لا يغفو اريجه»
«للذي كتم الارزاء، نهض للايام»
قل شعراً : «للذين احالوا الحياة الي آمال سابحة»
قل. فانت الآن مؤهل للقول.
فقد قذف بلّة فيك نضفة الكلام / القول/ فقل:
قل اعوذ برب الشطح والفيض.
ان لم تتعوذ ستعرج. وربما ظلعت.
ولكن بلّة اقسم ان لا يظلع مرتاد حقوله، ولا يجوع آكل حنطة بذاره. هذا الكلام البهي، الذي كلما اظلك منه قمرٌ؛ كافأك بشموس واقمار، وحدائق غلبٍ، من كلام يتمناه الكلام. حتي تري انك «استعدت صفحة وجهك مملوءة بالنزق» وشذرات بوحٍ عذبة.
«قد يتقاطر المطر » فجأةً، «إذا كان صديقي يملك الحيَّ باحلامه ذات الدفاتر المرصوفة بالحاجيات المنقرضة» وبعض الذكريات المطيرة.
خُذ واقياً من مطرٍ قد يبلل روحك، ويجتاحك كخيال فالت عن سعة الخيال.
هنا مدينة قد تغافلك، فتنزو بك « لتختلي بالآخرين» وقد ـ نكاية بك ـ قد تضمرك ضمن الآخرين!
احترس.
وامر قلبك يحترس.
بل امر بدنك كله يحترس.
فهذا البلّة ماكر؛ وهو من اورث الثعالبَ الاثر المشاع عنها. فإن لم تحترس تضل وتتوه في ملكوته،. وقد يدغمك في اللامعني، فهو مخترع شذرات الشعر، لا يهمك ان اسميته شعراً ، او لسميته كرخاً الرغائب، او اسميته قيامة الابجدية، اوحتي ذهبت الي تسميته طائراً بعنق من شظايا. سمه ما شئت، فإن عائده علي بدنك، وعلي كلك، سيكون فائق الجودة والوسامة.
كيف تتحاشي الذلل؟ خذ مثلاً: هو قد ينجرُ باباً امام كل شذرة، موهمك ان ذلك مدخلاً لحدائقها. وهنا النكتة: فكل باب مدينة من مدنه الكتابية. وكل مدينة سكنٌ للروح والبدن. هو كله مدينة شائكة الهندسة. عصية علي التجول فيها بلا خرائط؟ فاخلع نعليك، وانتعل الحفا، حتي لا تتوه،
وإليك بعض اسماء ابواب مدنه:
1/ «اليتيم والسهو»/ باب.
2/ «عتبة سرمد»/باب.
3/ «طريق منسي في يدي» /باب.
4/ «مفتتح الزيغ» /باب.
5/ « اليتيم تصاوير في مهب المرايا. /باب.
مثلاً مثلاً...................
وفجأةً تنهض في وجهك عنقاء طازجةً، خارجةً من محرقتها، لتصيح في وجهك: «ايها المثقوب/ ماغرَّك؟
فـ «ثمة بيوت من خبايا/
بيوتها سعف النوايا الرابضة في مخيلة الشطآن....»
ويجتاحك الكلام الكلام. اثبت ولا تخف، ولا تضطرب. فليس قربك من يدثرك، واكدح غير هياب ولا مغبون، فقد آلي ان يحرر عنقك من شعبة (ود تور شين). واغمض روحك، فهو يقودك عبر المتشابك من دروبه الي بهو المليكات،حيث تستقبلك الابجدية صفاً صفاً، والعصافير وما اشتبه من لغاتها ومنطقها، حتي يجلسك قرب عرشه، ويطلقك في بهو الغناء. لا خوف عليك ولا حزن.
هذه الشذرات الشعرية، ذات المسارب السرية الي ابد الشعر. البادئة من نقطة لا يعرفها إلا هو، والمنتهية الي مدي هو وحده العليم به.
هذا كله صنيع بلّة. هذه مدن دائرة وكذلك ابوابها وشوارعها وحواريها. فمن ايِّ جهة من جهاته دخلت، وصلت.
هو نص واحد مفتوح علي البهاء. ابوابه خدعة، عناوينه الجانبية خدعة،.
كلها مفاصل شعر او قل كتابة تعلم الكتابة.
ادخل من ايِّ الابواب ترشُدِ.
ادخل انت وكدحك، فإنك ملاقيه.
وهذا ما فعلته انا المدعو ا. ا. ع. القارئ الافتراضي لهذه البهجة، والمُشْرِكُكَ فيها والمجتهد في تخليق نسختي الخاصة منها.
هذه ترجمة[ كما هي لغة الدراويش لحظة شطح] لما اصابني من عصف عند مغامرتي في دروب هذه المتاهة الكلامية المسماه « نشيج متخشب» بمتفرع: «طريق منسي في يدي» والتي للمدعو ب. م. ف. او هكذا خيل لي.
*** هذه كتابة تقود لا اقل.
*** مكانها مقصورة القيادة في ايّ مركبة للكلام.
*** توكل. لا تسأل. فالحضرة معقودة. والصمت هو السيد.
عزيزي، وما ننسخ مما نرسل اليك من كتابة، إلا قومنا ما اعوج من المنسوخ، قدر ما نستطيع، وحسّنّا من نسلها، حتي نباهي بها الكتابات.
تقع مدن بلَّة ضمن خارطة منطقة خوافي الرب، القريبة وفق جغرافية تلك الاماكن، قريباً من منافي الرب، ويربطها بها سراطٌ متعرج، لا يعرف اسراره إلا الخوارج، وهم السكان الاصليين لمدن بلة، وسلالة منهم تسكن، ايضاً منافي الرب. وكلهم كهنة وحراس خوافي الرب ومنافيه. وحملة اختامهما ومحتكري تصاريح الدخول لكليهما.
كل بواباتها المئة، مكتوب عند مداخلها وبلغة لا يعرفها إلا الخوارج، وترجموها كالآتي:ـ
ادخلوها بقلقكم الخلاق؛ كاتبين/ راسمين/ قائلين/. ففيها لا يضل كائن» شجراً كان او ابجدية.
ادخلهاعائلاً: تُغني/
ادخلها اعجفاً: تسمن/
ادخلها اميّاَ: تقرأ/ او يتيماً: تُؤوي./
ادخلها اصماً: تسمع/
ادخلها ابكماً تتكلم/
ادخلها ضالاً: تُهدي/
ادخلها فرداً: تُجمع./
ادخلها واحداً: تكْثُر؛/
ادخلوها اصحاباً: تتكاثرونن نسلاً من الصحبة ومأوي لها./
لا نوم هنا/ لا صحو/ لا عري / لا كساء/ لا غفلة/ لا انتباهة./ لا زمان لا مكان.
كل سكان الخافية مارقون/ كلهم حمقي بدرجة شاعر /. لا يجيدون الرياضيات؛ وبالتحديد حساب المثلثات واللوغرزمات..
يجيدون المشي علي الماء، والسهو.
الشارقة/ الخميس/31 يوليو/2014م (4:55) بعد الظهر/
او هكذا قرأت « نشيجٌ متخشبْ ـ طريقٌ منسيٌّ في يدي»
صعدتُ عتبةَ «نشيج متخشب»، كمن يمشي في النوم وهو مطمئن.
مشيتُ، ويدِي بِيَدْ سيدي النومْ، وفي يديَ الاخري: «طريقٌ منسيٌ»، تذكرتُه لحظةَ ان احسَسَتُ باكلانٍ في الروحْ، اردت حكَّه. فمشي امامي [ الطريق]، وامام نومي؛ طويلٌ طويلْ، ولكنَّه لمْ يستَطِعْ قطفَ تفاحةِ الاغراء التي غَرَسَها الربُّ علي جانبيه، ليُضِلني بها الشيطانُ عن مبغاي، او قل تناساها تواطأً مع نوَايَايَ، رأفة بي.
مشي، حتي لم الحظْ صعودَه الحادْ باتجاه ملكوتِ الله.
بلّة؛ اشكو لك ضعفي، وقلةَ حِيلَتِي، وضيقَ مواعيني، وسعةَ هذا «النشيج».
هذه كتابةٌ لم يُدَرِبها الربُّ علي الشفقةِ بعباده المدلجين في ليلِ الكلامْ. او قلْ انها اسقَطَتْ الكثيرَ من مُدَرِبي الربّْ المُوكلين بِتَرْوِيضها، واوغلتْ في الجُمُوح.
فَقَد خَلَي قامُوسُها من المُهادنةِ والتريثِ، والمداراة، ومن مفرداتِ بخٍ ومُتشَابِهاتِها. ومثل كلِّ مهرةٍ جموحٍ، انْطَلَقَتْ في فيافي الربِّ. ترعي كلأَه وتتشبهُ بِهِ في التعالي والمُكْر.
فانْ وضَعَتْكَ المقاديرُ علي ذلك الدربْ المُمْتد من هناك حتي منافي الرب، حيثُ ترعي تلك البغلةُ؛ كما حدث معي، فإنها تأخذُكَ اخْذَ مقتدرٍ جبارْ، بِشِعْبَةِ خليفة المهدي، التي لا تعرفُ من الاتجاهاتِ إلا اتجاهاً واحداً، هو اتجاه الانصاري المُوكَلُ بها.
ايها القارئى هذه اللَّحظة، وقبل ان تدخلَ بهوَ النشيجِ هذا، اسألك [ انا المتحدثُ الرسميُّ] بصيغة الامر ،
: اِخْلَعْ عَقْلَكَ، وضعهُ مباشرةً قبلَ صعود العتبةْ.
اِخْلَعْ دَمَكَ الملوثَ بالعاديِّ من مكرور الكلام.
اِخْلَعْ لِسانَكَ الذي افسدَهُ اختلاطُ انساب اللغاتْ.
اِخْلَعْ حَواسَكَ واتبعني، اقودك الي حدائق الرَّبْ.
اِخْلَعْ كٌلَكَ، واصطحب نومك ماشيا، فللحلمِ شجَرَهُ ومراعيه.
انتَ تدخلُ ملاعبَ الجِنِّ، وفيها ستسمعُ ما لا يُسْمَعُ، وسَتَري ما لا يُري. وفيه مالا عينٌ قرأتْ، ولا خَطَرَ علي كتابةِ بشرْ.
فقط، وعند «عتبةِ سرمدْ» هكذا بالبناءِ علي المجهولْ الذي امامك، ومع خطوتك الاولي، يضرِبُكَ هذا النشيجُ بزلزلةٍ منحولةٍ بكاملها عن صُورِ النُشُور. دَهْم ٌ كاملٌ ومباغتٌ، وليس من فسحةٍ للسؤآل؛ عن كيف يتخشبُ النشيجُ؟ هذه خطيئة تُخْرِجْكَ من جنةِ الكلام، وتُعِيدُكَ الي خشبِ الوجودْ. وان حدثَ ذلك ؛ فتأكد انك تتعرض لخديعةٍ مهلكةٍ تُخْرِجْكَ من الملَّة.
وهناك يصّاعدُ النشيجُ الملكيُّ، اعلي فاعلي، في طريقه الي الله. هو نشيجُ عالٍ لكائناتٍ شكلها بلّة الفاضل علي مهلٍ وبمزاجٍ انيق. تمَّ كل ذلك وهو في طريقة للحجِّ داخله!. وهي كائناتٌ يتساءلُ الربُّ دائماً كيفَ سكنتْ ملكوتَهُ؟ حتي بلّة نفسُهُ سيكون ُ موضعَ مساءلة عن هذه الكائنات الصائتة؟
عند عتبة سرمد هذه، فكُلُكَ يُذْهَلُ، من شذراتِ الشعرِ التي لِبلة الفاضل وهي « تصرم الملام»، «بهواجس اسيانة»، ولكنها تقودك في الدرب المُمَهدِ «درب الرماد والدخان» والذي فيه:ـ
/ الاسئلة محرمة!
/ الاجابات محرمة!
/ المعاني محرمة! حتي ضفاف المجاز القصية!
/ كل شئٍ محرمٌ!
فامشِ عارياً إلا من صمتِكَ النبيلْ، امام هول ما تري وما تسمع؟
اسْلِمْ بَدَنَكَ لفاكهةِ الخيال الجموح، وخُذِ الحذرَ كاملاً، فقد تَشُكَّ يديك «شمسٌ متهورة»، و«الزيغ قد ينتحل وقد يهرول جهة « الحبر والنفس»
انت مشمولٌ بالضجيجِ المتخشبِ./ ما فوقك ضجيجٌ/ وما تحتك ضجيجٌ/ امامك ضجيجٌ/ وخلف ضجيجٌ / وفوقك ضجيجْ/ وما تحتك كذلك. فاين المفر؟
بدنُكَ مستعمرةُ زلازل. وحدك في مواجهة زلزلة اللغة وزلزلة الاخيلة، والالهُ بعيدٌ، وما من مغيث/
الروح المتنمرة، روضها هذا الطريقُ الذي لا يفضي إلا إليك، او الي وكرِ بلة ؛ وهناكَ تُؤكَلُ كاملاً. ولن تنجو إلا إذا اخرجت زكاة دمك من دم اللغة. او تصيحُ في بريةِ اللهِ: « ما في بدني اللغوي إلا بلة محمد الفضل.
هل تفرست يوماٍ في هذا البلّة؟ هل رأيته مدرعاً بلغةٍ بريةٍ واخيلة من بقايا لغة جديس؟ لغة بكر طازجة لا تعترف بالقواميس، ولا بالمتحقق من الخيال.
لغة ضد!
ضد اللغو!
ضد السهو!
لغة الشطح والترجمة!
القواميس تقول: بلّة «إنه الخير الوفير»
بلّة: « انه العافية»؛ حين تصيب اللغة
بلّة: «انه النضارة»
نضارة اللغة/ ونضارة الاخيلة/ نضارة النوم إذا مشي في نومه، ونضارة اليقظة.
وقيل: «الثراء» اقاصي فجوره.
وفي حصة اخري ومن كلام منسوبٌ لي، هو: «سلاسة اللسان». وفي المعجم المنسوب للسيد ا. ا. ع، هو كل ما قالته المعاجم وفوق ذلك.
لست علي يقين ان كان السيد محمد الفضل علي درايةٍ بكل هذه الشواطئ البَلِّية؟، ام هو مجرد حدس حديد؟
هل هو فعلاً اسم مَرَّة.؟
هو جامعٌ بحيث كل ما قيل ، وما يمكن ان يقال، يتسع له هذا البلّة.
انت الآن تقودك بصيرة الكلام البصيرة، لتجد نفسك «المدخن للكلام»
هو خيال يفضحك امام الله. فلا تحاجه بالكلام.
بل: «قل شعراً» هذا امرٌ من لَدُنْ خيالٍ آمر. فأين المفر؟ قل: « للبلاد التي لا تتموضع..» فلن تضل ابداً.
وهنا تكون قد امتلأت به، وكأني بك تَشْذُرْ كما يَشْذُر، البلاد التي لـ « الممسوس بهسهسة الكلام» يتشح بشراً إذا جادته التراتيل راجلة»
قل اعوذ برب الشطح.
انت الآن٫ شهيد، ولك راياتٌ وطبولٌ وطيورْ من لغةٍ تحرِسُكْ، تَتَحَرّشُ بك، تمشي امامك، تقودك ، تمشي خلفك تحرسك، تمشي فوقك، تظلك، تمشي تحتك، حماية لظلك من الدرن.
قل شعراً: يصلك «بالمطالب الرابحة»
إستراحة (1):
إذا ابصرت فخاً مموهاً بعناية كالآتي:
«الصوت والدوران
الي عماد عبد الله، وعز الدين عثمان، والي متسيب يتسكع بالخيال» فاعلم يا هداك الله، انه يقودهم الي مذبح الخيال قرباناً لطموحة الجائر، ويقودهم في نفس اللحظة الي حدائق الابد،
إستراحة (2):
لتجميع اطراف بدنك. ليستريح لهثُك. وهذا مطمح بعيد المنال، ما دامت هذه القافلة تمشي بحدوِ بلّة.
فاشذر..
كل شذرة فتح..
وكل فتح بلاد من لغة.. وبلاد من خيال..وبلاد من مقال.
كلها متاحة امامك صدقةٌ جاريةٌ.. ماشيةٌ..راكضةٌ .. تقودك حتي مهامه الضوء، قبل ادغامك فيها وتشرق كلك.
«قُل شِعْراً»
فبلّة هنا لا يكتب شعراً؛ بل يأمرك امراً نافذاً «قل شعراً ..لمطيةٍ تململ الاسفلت من اقدامها..»
«لبيت تجملت اركانه»
«لاطفال شحذوا الضحكات»
«لورد لا يغفو اريجه»
«للذي كتم الارزاء، نهض للايام»
قل شعراً : «للذين احالوا الحياة الي آمال سابحة»
قل. فانت الآن مؤهل للقول.
فقد قذف بلّة فيك نضفة الكلام / القول/ فقل:
قل اعوذ برب الشطح والفيض.
ان لم تتعوذ ستعرج. وربما ظلعت.
ولكن بلّة اقسم ان لا يظلع مرتاد حقوله، ولا يجوع آكل حنطة بذاره. هذا الكلام البهي، الذي كلما اظلك منه قمرٌ؛ كافأك بشموس واقمار، وحدائق غلبٍ، من كلام يتمناه الكلام. حتي تري انك «استعدت صفحة وجهك مملوءة بالنزق» وشذرات بوحٍ عذبة.
«قد يتقاطر المطر » فجأةً، «إذا كان صديقي يملك الحيَّ باحلامه ذات الدفاتر المرصوفة بالحاجيات المنقرضة» وبعض الذكريات المطيرة.
خُذ واقياً من مطرٍ قد يبلل روحك، ويجتاحك كخيال فالت عن سعة الخيال.
هنا مدينة قد تغافلك، فتنزو بك « لتختلي بالآخرين» وقد ـ نكاية بك ـ قد تضمرك ضمن الآخرين!
احترس.
وامر قلبك يحترس.
بل امر بدنك كله يحترس.
فهذا البلّة ماكر؛ وهو من اورث الثعالبَ الاثر المشاع عنها. فإن لم تحترس تضل وتتوه في ملكوته،. وقد يدغمك في اللامعني، فهو مخترع شذرات الشعر، لا يهمك ان اسميته شعراً ، او لسميته كرخاً الرغائب، او اسميته قيامة الابجدية، اوحتي ذهبت الي تسميته طائراً بعنق من شظايا. سمه ما شئت، فإن عائده علي بدنك، وعلي كلك، سيكون فائق الجودة والوسامة.
كيف تتحاشي الذلل؟ خذ مثلاً: هو قد ينجرُ باباً امام كل شذرة، موهمك ان ذلك مدخلاً لحدائقها. وهنا النكتة: فكل باب مدينة من مدنه الكتابية. وكل مدينة سكنٌ للروح والبدن. هو كله مدينة شائكة الهندسة. عصية علي التجول فيها بلا خرائط؟ فاخلع نعليك، وانتعل الحفا، حتي لا تتوه،
وإليك بعض اسماء ابواب مدنه:
1/ «اليتيم والسهو»/ باب.
2/ «عتبة سرمد»/باب.
3/ «طريق منسي في يدي» /باب.
4/ «مفتتح الزيغ» /باب.
5/ « اليتيم تصاوير في مهب المرايا. /باب.
مثلاً مثلاً...................
وفجأةً تنهض في وجهك عنقاء طازجةً، خارجةً من محرقتها، لتصيح في وجهك: «ايها المثقوب/ ماغرَّك؟
فـ «ثمة بيوت من خبايا/
بيوتها سعف النوايا الرابضة في مخيلة الشطآن....»
ويجتاحك الكلام الكلام. اثبت ولا تخف، ولا تضطرب. فليس قربك من يدثرك، واكدح غير هياب ولا مغبون، فقد آلي ان يحرر عنقك من شعبة (ود تور شين). واغمض روحك، فهو يقودك عبر المتشابك من دروبه الي بهو المليكات،حيث تستقبلك الابجدية صفاً صفاً، والعصافير وما اشتبه من لغاتها ومنطقها، حتي يجلسك قرب عرشه، ويطلقك في بهو الغناء. لا خوف عليك ولا حزن.
هذه الشذرات الشعرية، ذات المسارب السرية الي ابد الشعر. البادئة من نقطة لا يعرفها إلا هو، والمنتهية الي مدي هو وحده العليم به.
هذا كله صنيع بلّة. هذه مدن دائرة وكذلك ابوابها وشوارعها وحواريها. فمن ايِّ جهة من جهاته دخلت، وصلت.
هو نص واحد مفتوح علي البهاء. ابوابه خدعة، عناوينه الجانبية خدعة،.
كلها مفاصل شعر او قل كتابة تعلم الكتابة.
ادخل من ايِّ الابواب ترشُدِ.
ادخل انت وكدحك، فإنك ملاقيه.
وهذا ما فعلته انا المدعو ا. ا. ع. القارئ الافتراضي لهذه البهجة، والمُشْرِكُكَ فيها والمجتهد في تخليق نسختي الخاصة منها.
هذه ترجمة[ كما هي لغة الدراويش لحظة شطح] لما اصابني من عصف عند مغامرتي في دروب هذه المتاهة الكلامية المسماه « نشيج متخشب» بمتفرع: «طريق منسي في يدي» والتي للمدعو ب. م. ف. او هكذا خيل لي.
*** هذه كتابة تقود لا اقل.
*** مكانها مقصورة القيادة في ايّ مركبة للكلام.
*** توكل. لا تسأل. فالحضرة معقودة. والصمت هو السيد.
عزيزي، وما ننسخ مما نرسل اليك من كتابة، إلا قومنا ما اعوج من المنسوخ، قدر ما نستطيع، وحسّنّا من نسلها، حتي نباهي بها الكتابات.
تقع مدن بلَّة ضمن خارطة منطقة خوافي الرب، القريبة وفق جغرافية تلك الاماكن، قريباً من منافي الرب، ويربطها بها سراطٌ متعرج، لا يعرف اسراره إلا الخوارج، وهم السكان الاصليين لمدن بلة، وسلالة منهم تسكن، ايضاً منافي الرب. وكلهم كهنة وحراس خوافي الرب ومنافيه. وحملة اختامهما ومحتكري تصاريح الدخول لكليهما.
كل بواباتها المئة، مكتوب عند مداخلها وبلغة لا يعرفها إلا الخوارج، وترجموها كالآتي:ـ
ادخلوها بقلقكم الخلاق؛ كاتبين/ راسمين/ قائلين/. ففيها لا يضل كائن» شجراً كان او ابجدية.
ادخلهاعائلاً: تُغني/
ادخلها اعجفاً: تسمن/
ادخلها اميّاَ: تقرأ/ او يتيماً: تُؤوي./
ادخلها اصماً: تسمع/
ادخلها ابكماً تتكلم/
ادخلها ضالاً: تُهدي/
ادخلها فرداً: تُجمع./
ادخلها واحداً: تكْثُر؛/
ادخلوها اصحاباً: تتكاثرونن نسلاً من الصحبة ومأوي لها./
لا نوم هنا/ لا صحو/ لا عري / لا كساء/ لا غفلة/ لا انتباهة./ لا زمان لا مكان.
كل سكان الخافية مارقون/ كلهم حمقي بدرجة شاعر /. لا يجيدون الرياضيات؛ وبالتحديد حساب المثلثات واللوغرزمات..
يجيدون المشي علي الماء، والسهو.
الشارقة/ الخميس/31 يوليو/2014م (4:55) بعد الظهر/