الاثنين، 10 أكتوبر 2016


آتيكم من امري إدّاً


آتيكم من امري إدّاً 

الي ابن دوحتنا عبد الله علي ابراهيم[/size] 



24 يوليو 2013 هاتفني زميل (مشترك) بين عبد الله وشخصي، وفهمت من المكالمة ان هناك رسالة من عبد الله لشخصي، وكلنا، الزميل المشترك وعبد الله وانا تجمعنا هموم العمل العام، والثقافي، غير ان عبد الله افقهنا وافصحنا، واكثرنا دربة في مجال الكتابة بنوعيها : الاكاديمية والابداعية. 
وفرحت بخبر الرسالة وبمرسلها، كونها امراً إدّا(*)، إذ هي المرة الاولي، خلال اربعين عاماً تصلني رسالة من عبد الله! خاصة وانني كنت بحاحة الي جرعة فرح لروحي وبدني، كوني خارج قبل اقل من سبعة اشهر من علّة استهدفت بدني بكل ما يحتويه من شعر ورسم وكتابات وصداقات. وربما زادت جرعة المعافاة ذلك اليوم، فكون وصول رسالة لي من عبد الله، هذا هو الإدُّ الحقيقي يا عبد الله،وليس «.. إفتتاحية مجلة المصور وآخر ساعة» واللتين ذكرتهما في ما ذكرت من كرامات سعد امير التعليمية. ولولا ان استاذنا سعد امير احتفظ بكراساتنا (للمتفرقات)، هكذا كان يسمها، لكان عندي ما يثبت امام ظنونك، انني لم آتِ امراً إدّا، ولنجوت من تهمة غليظة في حقي وفي حق استاذي! هل ابهت استاذي بعد كل الذي كتبته عنه، والذي استوقفك؟ ام ان وراء هذا الإدّ امرٌ مسكوت عنه لضرورة فقهية؟ الله اعلم 
وصلتني فعلاً الرسالة(****)، والتي توهمتها اولاً رسالة خاصة؛ وكذلك فعل بدني، ـ والتي لم اعثر لها علي اثر مما اذاع عبد الله من مكاتيب ـ وعند قراءتها تبين لي انها خلوٌ من الخصوصية التي توهمتها ( كونها خاصة، وغير خصة) علي صيغة حلو مر، الخوصوصية والتي عبر عبد الله عنها ذات كتابة لما الصاحب يلقي الصاحب....» فهو لم يذعها ؟ فقلت لنفسي: لعلها من العموم الذي في مكان الخصوص! خاصة وانا رجل كنت اعتقد في عبد الله هذا قبل ان التقيه كبشر يأكل الطعام، ويمشي في الاسوق، ويحادث الناس ويكتب. 
عرفته اواسط ستينات القرن الماضي، من الصفحة الاخيرة من جريدة «الصحافة»، وكنت اتباهي بحفظ ما يكتب علي مسند القلب، حيث كانت سلطة كتاباته آسرة. 
بذلك فرحاً بمعقتدي فيه.. ومنذ ذلك الزمن «الجميل» اصبحت لي نسختي الخاصة من عبدالله، والتي قد يشاركني فيها قراء متفرقون، ولكننا شباب تلك الأيام كنا على قناعة بفرادته الأدبية، والتي تجبرنا على حفظ مكاتبته وملاحقتها في مظانها. 
في ذلك الزمان كان عبدالله يكتب، وكنت أقرأ وهذا ما يميز زمالتنا، فأنا من هذه الناحية، آراه أكثر مما يراني، واعرفه اكثر مما يعرفني كان يراني تشكيلياً بشعر (قجة) وذقن معشوشبة عاكساً الأثر «غزارة في الانتاج وعدالة في التوزيع» وخرتاية، فيها متاعي المعرفي، وربما كانت فيها بعض مكاتب عبدالله. كانت هذه صورتي لدى عبدالله، على الرغم من أنني كنت أكتب وارسم ولي غوايات أخرى كثيرة، ولكن عبدالله لم يحتفظ إلا بصورة «التشكيلي» والتي وصفني بها في كلمتيه بتاريخ 4 أغسطس «2013 سعد أمير: هذا سحُرُ يؤثر»(** ) الرابط 
وفي كلمة الثانية الموجهة لي، والتي حيرني تصنيفها، وأكثر حيرني مرماها. 
نعم أنا تشكيلي، تخرجت في كلية الفنون، وبشهادتي من الكلية، أكسب عيشي ولكن يا عبدالله صدقني أن مناهج كلية الفنون لم تزد على ما زودني به سعد أمير طه من معارف تشكيلية وفي كلمتي تلك، إشارة لهذا. 
ثم أن عبدالله مثقف بمكانة عالية لدى، ولكنه درس الانثروبولجي.. ونال فيها الشهادات الكبيرة، على لغة الأفلام المصرية ولكني لم اخاطبه يوماً بالانثروبولي عبدالله ولاحد غيري قرأت له هذا النوع من المخاطبة، كما إني لم أقرأ يوماً لعبد الله في مخاطبته احد أصدقائنا التشكيليين «بالتشكيلي» هذا ما دفع الاسئلة في رأس، هل يا يترى هذه التشكيلي مدح؟ أم ذم؟ مندري، على لازمة صديقنا حسن محمد موسى. 
الأكثر، وخلال الـ (04) عاماً التي ذكرها عبدالله. لم اقرأ له كلمة عن التشكيل، أو عند أحد المشكلين استوقفه عمله.. نعم يا عبدالله أنا تشكيلي، ولكن بغوايات متعددة، ولم أكتب ما كتبته عن سعيد امير بهذه الصفة، ولكن بصفة الكاتب، والذي الكتابة إحدى غواياته، وكأني بك تستكثر على تشكيلي مثلي أن يكتب، خاصة وأن علاقتينا تسير على متوازين، أنا قارئ يعتقد في كاتبه، ويصِفُّه ضمن اللائحة القصيرة (الطويلة) لكتاب ذائقته القرائية، وألاحق مكاتيبه، وأنت تراني التشكيلي أب تفة و(خرتاية)، ولم تجهد نفسك يوماً أن تعرفني. على الرغم من انني حاولت أكثر من مرة لفت نظرك إلى غواياني الأخرى والتي قد «تقرب المسافات» بيننا -: 
1/ في أوائل هذا القرن الحادي والعشرين، وأنا اتسقط أخبارك. عرفت أنك في الإمارات، وإن لك نشاطاً في الشارقة. سعيت ذلك اليوم إليك، وكان في معيتك.. العبيد أحمد مروح، المسؤول الإعلامي بقنصليتنا في دبي. كان همي أن أجد النسخة التي تخصني من عبدالله، وأن أُمَكِّن تلك الصورة بإهدائه كتابي الأول «سهو الآتي» ولكن خابت آمالي، حيث كان نسختي القديمة مغايرة تماماً للنسخة التي لقيتها تلك الامسية. لم أحس بدفء الاحضان ولا بحميمية اللقاء، ولجأت للتسامح النصرانى! 
2/ ثم ومرة ثانية جاءت صديقة مشتركة. وحملتها كتابين لك «سبابة وقافلة وترجمتها محاولة لتصريف فعل ماضى»والتي وكتب أهداءها لمعلمي سعد أمير طه. و«مكاتب النور للحمر - الجزء الأول»
ولكنك لم تلتفت، حتى ظننت أن بك (عسماً) او حساسية من الإلتفات، فعرفت أن برنامجك القرائي ليس فيه فسحة لكاتابات امثالي، وهذا وارد ومشروع. 
كل ذلك لم يمنعني من ملاحقة نسختي الخاصة من عبدالله، وقراءة كل ما يقع تحت يدي من مكاتيبه، على الرغم من أن مكاتيبه التي اسست ايْقَنَتَه عندي ، كانت أدبية بامتياز، ومن الأدب الرفيع، والذي يوافق مزاجي القرائي، غير أنني افتقد تلك الرائحة، في مكاتبته الأقرب حداثة، فسبحان مغير الأحوال، على أنني عدت بعد هذا الزمن لإعادة قراءة تلك الرسالة التي عجزت عن تصنيفها، وعلى ضوء ما لحق بنسختي من عبدالله من تحولات، خاصة وأنه في رسالة سعيد أمير طه اتخذني عتبة ليعيد نشر كتابة قديمة بعنوان: «سعد امير طه: هذا سحر يؤثر» بهذه الصيغة التي تخلو من حميمة ومن رائحة الزمالة المتطاولة لـ 40 عاماً: «(كتب التشكيلي النور أحمد على عن ذكرياته في مدرسة النيل الأبيض الثانوية في الستينات كان مدارها أستاذه سعد أمير طه وطرائقه العجيبة في التدريس بغير التفات للمقرر. وأثار ذكريات لنا مع سعد الذي درّسنا اللغة العربية في عطبرة الوسطى. وهذه كلمة قديمة عن هذا المعلم ممن أسمي رهطه بخت الرضا المضادة) 
....» 
ووفي الثانية ( الرسالة): «فوجئت بعد نحو 40 عاماً من الزمالة، بأنني والتشكيلي النور أحمد علي ننتظم في سلسلة واحدة أصلها دوحة المرحوم سعد أمير طه: المعلم من طراز فريد. فلم يأت ذكره على لساننا قط حتى كتب قبل أيام بمنبر «سودانفورأول» عن خيال سعد التربوي » 
ما عنصر المفاجأة يا عبدالله؟ وهذا يؤكد: أنني أعرفك، وأنت تعرف (كونتور) النور أحمد علي، أنا اقرأك فأراك، وأنت لا تقرأني ولذلك لا تراني ولا تعرفني. 
نحن يا عبدالله كنا عندما نلتقي، نرغب أن نحصل الفائدة القصوى من رجل هو كاتبي المفضل، وأميز المثقفين الذين أثروا ذائقتنا الثقافية، وأغلبها كان قعدات مزاج تكون انت فيها فاكهة، ونحن المتناولون؟ ولذلك لم تفتش من ما عند هؤلاء الشباب من متاع؟ 
ربما 1982 لقيتكما أنت وعبدالله جلاب أمام مدخل مصلحة الثقافة، وقفنا تبادلنا بعض الكلمات والضحكات، وسألني خلاب عن نص «نشيد المغارة» وكان قد نشرته مجلة »الثقافة السودانية« كلمني بإعجاب بذلك النص، ونظرتك في عينك، قلت هذه فرصة أن يعرف عبدالله بعض غواياتي، ولكن يبدو أن ذهنك كان مشغولاً بما هو أهم.. ولذلك وحتى عندما سألني جلاب إن كان ذلك هو (النص المفتوح)، لم أجب احباطاً، وعدم رغبة في الإجابة، فأنا لم أكن، وحتى اليوم أكتب تحت عناوين معينة للكتابة، حتى أنني بدأت أشك أن كان ذلك النص ـ نص سعد امير ـ قد وصلك كفاحاً من سودان فور أول، أم عبر طرف ثالث نبهك إليه؟ 
ثم ذهبت «لم يترك النور فرضاً ناقصاً في دعم نظريتي.....؟» يا عبدالله، هل تستكثر أن يكون «التشكيلي» قادر علي اختراع نظرية، في شأن معلمه؟ أولاً يا عبدالله، أنا لم أقرأ نظريتك تلك، ولا اعرف فرائضها ولا سننها، ولا نوافلها، أنا كتبت بصدق، تجربة وجودية مع معلم ظاهرة، كنت صادقاً يا عبدالله ولم أدع أنني اكتشف نظرية في التعرف إلى معلم من معالم التربية في ذلك الزمان وعن فرادته التربوية. 
وفي شأن الإد الذي استوقفك؟ هل هو فعلاً إدُّ (مقدمتي المصور وآخرساعة) واللتين ذكرت ضمن ما ذكرت عن مآثر معلمي واستاذي؟ ام هو دُّ ان يكتب احد غيرك كتابة مميزة عن استاذنا (سعد امير طه)؟ يا عبد الله، دوحة سعد اميردوحة نادرة، اشبة بصور الديني عن شجر الجنة،«لكل مدينة من تلك المدائن ثلاثة آلاف الف الف الف مرج،في كل مرج مائةروضة، وفي كل روضة مائة حديقة مائة الف شجرة علي كل شجرة مائة الف نوع من الثمر علي كل ثمرة مائة الف نوع من نواع الورق، وقد خلق الله سبحانه علي كل ورقة سريراً يرحلون الي اهلهم عليها ، فإذا وصلو إليهاتطأطأت الاشجار حتي تبقي رؤوسها علي وجه الارض، فيصعدون الاسرةويجلسون فيها، فكلما جلس منهم واحد ارتفعت الورقة عن وجه الارض، فلم تزل ترفع ورقة بعد الاخري حتي يتكامل القوم الذين يريدون الصعود والمبيت......)(***) دوحة كهذه ينتظمها الكثير، وينال من خيرها المعرفي الكثير كلٌ حسب كدحه. 
او كنت تري ان كل من يكتب عن (حكرك)، يجب ان يخرج من معطفك، وان يشير الي تفرد ما تكتبه! وهذا هو الإدُّ 
عبد الله ان لسعد امير طه جنود من تلاميذ اوفياء لسيرته ومساره التربوي، انت لا تعرفهم، وانا اولهم. انك تدفعني دفعاً يا عبد الله لهذه (الانا!) والتي لا احبها، ولكنها الضرورة التي تبيح المحظورات. 
لقد كنت ايقونة ثقافية لنا علي عهد الصبا، وإذا كنا نحفظ ما تكتب، ليس بغرض التلاوية، ولا نقدس ما تكتب. اما اليوم، فنحن نقرأ ما تكتتب، ونتدبر ما تكتب، وقد نرتاب، ثم نتيقن، ثم ننظر اين تنظر، واين (تشوت؟ 
(يا زميل)، كلمتك القديمة عن سعد امير طه: سحر يؤتي، لم تستوقفني، كما كانت تستوقفني كتاباتك علي عهد الشاب، رغم بلاغة العنوان والمغرية لكل من يقرأه، في الوقت الذي استوقفتني كلمتي عن استاذي سعد امير كما استوقفتك. مرة ثانية، وبقانون الضرورة : ان كلمتي عنه، لا لا تقارن بكلمتك القديمة! 
اما إذا كنت تعتبر ان كتابتي عن سعدامير هي الامرُ الإِدُّ؟ فلله الامر من قبل ومن قبل؟ 
وكلمتي وكلمتك منشورتان علي المشاع الثقافي، وكل القراء حشاشون، ولكلٍ شبكته. 
يا عبدالله سأخبرك إداً ثانياً: أنا أصدقكم وأأمنكم على سيرة استاذي سعيد أمير طه، وهذا من فيك «فلم يأت ذكره على لساننا قط، حتى كتب قبل أيام بمنبر «سودانفورأول» عن خيال سعد التربوي ..». 
وأنا استحضر سعد أميراً حضوراً صاحياً، كلما قرأت وكلما كتبت، ولم أهده كتابي الثاني اقتداء بنظريتك المزعومة، اللهم إلا إذا كان ذلك اعتماداً على مكانتك الأكاديمية والتي تسمح لك باختراع النظريات. 
يا عبدالله أنا ما زلت أكتب عن سعيد أمير طه، وإن لم ارقم فهو دائماً يشغل الخاطر، كون لحم اكتافي الثقافي من خبراته. 
بقي أمر، أرجوك أن تعينني عليه وإن بدا لي إداً؟ سعيد أمير جاء من القاهرة في صندوق، وهذه أول مرة اسمع عن أحد المناضلين هرب من القاهرة في صندوق، فإن كان تحت يدك ما يوثق لهذه الحادثة مدني به وينالك ثواب كوني أريد أن أكتب في أمر الصندوقين: صندوق موسى، وصندوق سعيد أمير طه، وكلا الصندوقين حوى رسالة معرفية انسانية يحرص على تبليغها موسى ألواحاً كتبها الرب بيديه الكريمتين، أما سعيد أمير طه فهو كل نص تربوي عالي القيمة بلغ منه ما بلغ، ورحل بما تبقي من معارفه وتجربته التربوية، ذلك أننا أمة مشافهة بذاكرة من مطاط، لأثبت المعلومة ولا المناهج ولا الشخصيات «إلاّ بمقدار ما تنداح دائرة من الماء يلغى فيه بالحجر.» 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
(*) إدّا «٨٩ مريم» إدّا: عوجا، فظيعا، عظيما. و قال ابن عباس: قولا عظيما، ويئدّه أدّا: دهاه، و أدّه الأمر: أثقله و عظم عليه، و الإدّ و الإدّة: الأمر الفظيع، و الداهية و الشدة، و آدّني: أثقلني. يقال: جاء بأمر إدّ: يقع فيه جلبة و صياح، و الأديد: الجلبة 
(***) كتاب الادب العجائبي والعالم الغرائبي (ص23/24) 
كمال ابو ديب 

الرابط

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر إبراهيم: إنما يأكل الضبع من الغنم القاسية (1)(2) عبد الله علي إبراهيم

عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟


ارسل: الاثنين يونيو 20, 2016 6:07 pm    موضوع الرسالة: عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟


عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟ 



نقلت بتاريخ 9 مايو رسالة لصديقنا عبد الله علي ابراهيم: « رسالة من عبد الله علي ابراهيم الي سائر شباب السودان، في ذكري20 يوليو 1971»، وقد تناولها الصديق حسن محمد موسي بالقراءة الرشيدة، وشارك عدد من عضوية «منبر سودان فوراوول» كل من الزاوية التي وقف فيها من تلك الكتابة. 
ثم عاد الصديق حسن، بتاريخ الجمعة20/ مايو،ليلحق رسالة اخري للصديق عبد الله علي ابراهيم بعنوان «مسك العصاية من النص»، وحقيقة استوقفني العنوان، فقلت لنفسي وعلي [سنة التشكيليين] يا عبد الله: «يا زول ارجع شوية لي ورا، من اجل توسيع زاوية الرؤية، وهذه حيلة يرتكبها التشكيلي، حين يريد ان ينطر الي تخليقاته التشكيلية، من مسافة مكانية ونقدية حتي يطمئن الي تخليقاتها [ وهيهات] قبل ان يطلقها في فضاء البصر. وفعلاً تراجعت حتي اصبحت الرسالتان في مستوي نظري، 
ودهشت لمتانة البلاغة التي شيدت بها الرسالتين للدرجة التي خفي عني في المرة الاولي انهما رسالة واحدة في مضمونهما : (الجودية) بين الضحية والمُضَحِي. ولعل هذا التموية البلاغي البارع هو الذي دفع صديقنا مامون التلب الي تلك الحماسة الشعرية في استقبال رسالة عبدالله علي ابراهيم، بذريعة خصويتها التي خصه عبد الله بها، وتلك مكيدة اخري من مكايد عبد الله كما سنري ، 
تأكدت لي جدوي مكيدة التشكيليين في المعاينة؛ فرجعت للوري مرة اخري، وبدأت حيرتي تزداد، كلما ارجعت البصر كراتٍ، غير ان الرسالة الاولي، والتي كانت تتمحور حول ما ما دار في الدوحة (؟) عام 2012م والتي يقدمها عبد الله هكذا كنا اجتمعنا نخبة من المشغولين بالرأي والفكر من مشارب عديدة في الدوحة في مايو 2012 في محاولة لإحسان الحوار في ما بيننا حول مأزق الوطن قبل كل شيء آخر. وتقدمت في نهاية جلسات الندوة بمشروع نداءات ليتبناها الجمع فتنشر باسمهم. وهي نداءات اتجهت لتعزيز الحوار الوطني بما اسميه «روحانياته». واقصد بذلك أن نلتفت بقوة وجراءة وأريحية للماضي نميط الأذى الذي وقع فيه من جراء الصراع الطويل السقيم في الوطن. فأكثر ما يحول دون الحوار الوطني (وليس هذه المفاوضات الجارية اليوم مع الحكومة المسماة حواراً تجاوزاً ويختلف فيها الناس) هو أن اياً منا محتقن بالماضي وثأره يظن أن طي سجله خيانة» 
وللمناسبة كان اسمها [ المقالة] عند اعادة نشرها : «نحو روحانية للتعافي الوطني في يوليو أحزاننا .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم 
نشر بتاريخ: 20 تموز/يوليو 2014 » 
ومما زاد دهشتي ان اخونا عبد الله سكت عن ان يقول لنا من هي تلك «النخبة من المشغولين بالرأي والفكر»؟ هل هي جمعية ماسونية؟ وما هي محاور ذلك اللقاء الذي تم في الدوحة؟ ومن الذي نظم ذلك اللقاء؟ وما هي الاوراق الاخري التي قدمها المفكرون الاماجد «للتعافي الوطني» ولماذا خلص ذلك الاجتماع؟ ولماذا لم يقل عبد الله لماذا رفض مفكريه الاماجد تبني نداءآته؟ وبم برروا رفضهم؟ ثم سؤآل مهم لم هذا الحرص المحموم علي تسويق هذه «الجودية»؟؟ والتي اعدت نشرها عام 2014 بعد ان غيرت عنوانها؟؟ 
عجيبة هذه اللهفة، وهذا الاصرار علي تسويق هذه الافكار مهما كلفك الامر من مشقة اراقة ماء الوجه من اجل هذا التسويق، لما قال عنها صديقنا مامون التلب هل هذا الشعر: 
«مقدّمة طينيّة: 
هذه الرسالة، من أجمل وأعمق وأصدق الرسائل التي قرأتها مؤخراً، كتبها الصديق البروفيسور عبد الله علي إبراهيم. أنقلها هنا لقراء طينيا للمتعة المشتركة، وللاتفاق والاختلاف.» 
ولما نشرها بصفته من «الشباب السائر» وكونها موجهة بصفة خاصة له ضمن ذلك الشباب، وعبد الله يعرف جيداً الموقع الذي يقع فيه مامون بين فئة هذا الشباب، وكون «الشباب السائر» مشغول هذه الايام بإشعال نار الغضب، والتي يريد عبد الله ان يبعد لهيبها عن «نظامه»، فهو مشغول بالوقفات الاحتجاية، لاهالي وذوي الطلبة المغيبين في مساجن النظام، صحبة الاذي والالم لهم ولذوية، هذا هو مكان المثقف الحقيقي؛ الي جانب المظلومين وضد الظلمة. 
يا عبد الله هل انت واع الي هذا التحايل؟: تكتب ورقة لمؤتمر! او ندوة! لا نعرف عنها إلا انها « نخبة من المشغولين بالرأي..» وكتبت عند رفضها ولم تلق هذه النداءات قبول اللقاء فاحتفظت بها. وأذيعها اليوم ونحن قد تركنا خلفنا ذكرى يوليو «المرتزقة» ويهل علينا يوليو الشيوعيين. وكلها ذكر تضرجت بدم غال.» وفي كل مرة تكر يولو (الشيوعيين ويوليو (المرتزقة) وكأنك اعمي عشارات اليوليوهات؛ بل وعلي ربع قرت كانت فيه كل شهورنا يوليوهات!! 
.. ثم اعدت نشرها في2014 بعنوان آخر، وابقيت المضمون كما هو، ثم اعدت توجيهها كرسالة خاصة منك للشباب السائر ،حتي كأنما العنوان عندك بتلك الحمولة البلاغية العالية قابل لان يكون باب لأي قول، متناسياً ادب العنوان.. هل انت مدرك لكل هذا التحايل؟؟ 
يا عبد الله لماذا تزكي نفسك لمنصب الوسيط النزية!؟ ودور المثقف اليق بك، ثم وفي هذا المشهد الا تراك تشبة فقهاء التراث الذين تولوا مهمة علماء الامة وفقهائها دون ان يوكلهم احد من المسلمين لهذه المهمة، حتي بلغت بهم الجراءة ان يعمدوا اثنين فقط «ابن حنبل والبخاري» اجماعاً فيا عبدالله، لم هذا اللهاث في مهمة لم ينتدبك لها اطراف النزاع، ورفضها «النخبة» التي ارتضيت ان تطرحها عليهم، وانصرف عنها «الشباب السائر » حتي الآن ، وانا اعذرهم كون اجندتهم مزدحمة بالكثير من المهام الوطنية. 
يا صديقنا عبد الله، ان دور الوسيط؛ مجروح الذمة، ولم يرغبه احد لهذه المهمة لا يليق بقامتك، وباسهاماتك الثقافية المشهودة، انما اري الاليق بك موقف زولا من قضية درايفوس 
انظر الرابط: 
«http://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=9066&sid=7b8352dc82ea9c8dbb816dc8b3e5ed5e» 
وهو دور المثقف المهموم بالدفاع عن من لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم، والفضاء السوداني مزدحم بهؤلاء وبقضاياهم التي تلائم مواهبك. 
ربع قرن يا عبد الله، تحت اقسي الانظمة الشمولية التي ابتلي بها السودان، تراكم الغبن والمظالم، ربع قرن فارقت فيه موقع استاذك، الذي بذل فكره ودمه فداء لمبادئه في الدفاع عن الوطن وعن قضايا العدل والحرية، وانت تنتدب نفسك لدور الوسيط،بين القاتل والقتيل! 
كلنا يا عبد الله نعرف انك مسلم، بن مسلم ،بن مسلمة، وشيوعي سابق ومسلم حديث(!) حسب ما اعلنته في رسالتك المعنونة « النعيم ود حمد مسخت علينا كاليفورنيا» ثم تعود برسالتك الي «الشباب السائر» في مناسبة عنف مضي عليه نصف قرن او يقرب، لتعيده او لترسخه في اذهان «الشباب السائر» وكأنك تموه به كل سائر علي كل ارض الوطن؛ عنف فكري وبدني فاجر. 
يا عبد الله وساطتك مشبوهة لاكثر من سبب، فانت تعتبر مرتد، ،لا يغيب عنك انت البدوي الفصيح [ الم يكن في يوم ما، اسمك بدوي؟] اقول لايغيب عنك ان الارتداد لغة: الذهاب الي مكان والرجوع منه ؛ اما الارتداد الفكري اود الديني فيقال ان تترك موقعك بين فريقك والارتداد الي موقع الخصم، وانت الآن في موقع الخصم، ومثل هذا الالتباس لا يصلح إلا في الشعر « فيك الخصام وانت الخصم والحكم» اما علي الارض المتفاوض علي اديمها والتي قال عنها الصديق حسن انها ارض «مفروشة بالجثث» في مثل هذا المشهد انت لا تصلح مصلحاً، هذه احدي قرائن تلك المشبوهية. 
فانت يا عبد الله حين تركت موقع استاذك الذي بذل فكره ودمه للدفاع عن قناعاته ومبادئه، تركت خلفك الموقع، الذي مازال برجال نسائه و«شبابه السائر» ما يزال يتحمل عبئ الدفاع عن الوطن،واكتفيت انت ، من ضمن ما اكتفيتبه من غنائم موقعك السابق : صورة استاذك، والتي تستثمرها كأنها «الحصن الحصين» لتتقي ما ماتتوهمه غلاً موجهاً ضدك من الشيوعيين، وهي حيلة قادمة من نزاعات (الصحابة ـ الصحابة) في حرب صفين (37هـ) حين رفعت فرقة معاوية المصاحف علي اسنة الرماح؛ مكيدة لتحكيم المقدس، كونك تعتقد في قداسة عبد الخالق بالنسبة للشيوعيين، وبذلك فانت لا تمل من ابراز ذلك الحصن ، حتي انك تخترع له المناسبا وفي كثير من الاحيان من دون مناسب، رجل في بلاغتك لايحتاج لمناسبة! 
كل ذلك يجعل وساطتك مشبوهة، 
لقد عرض الصديق حسن لرسالتك «مسك العصا من النص» فوفي، ولكن إفرادك فقرة للتكفير فيها استوقفني، وحقيقة كلها مستوقفة! ولكن هذه الفقرة هبشت عش دبابير الاسئلة. فقد طلبت الي تلك «النخبة» ان يتوافقوا علي: «ونتوجه بهذا النداء من جمعنا هذا إلى زملائنا علماء الدين الأجلاء وللجماعة..» 
ان تواجه هذه المعضلة الفكرية المزمنة، اليق بالمثقف من الوسيط، ولمن توجه النداء؟ الي زملائك(!) علماء الدين. كنت اتصور ان يحترز عبد الله المثقف القامة، قبل ان يطلق صفة «علماء» علي منتسبين لتنظيم ديني شمولي، بل ومن اسوأ الشموليات التي حكمت في الوطن العربي والاسلامي، ثم انت يا عبد الله تعرف قبل غيرك، ان علماء(!) الدين الذين توجه لهم النداء هم بشر ملوثون بالتراث، مسكونون بالماضي، ويستعينون بالتوابيت لإدارت الحاضر وتشكيل المستقبل، وتعرف ان هذا الاسلوب البائد من اساليب التفاوض لا تجدي في مثل هذه القضايا الفكرية الوعرة، وهم [علماءالدين] غير مؤهلين فنياً ولا اخلاقياً للدخول في مزالقها. وكان الاولي بك وبرفقتك من «النخبة» مواجهة مثل هذه فكرياً ودحر علماء الدين المزعومين الي الابد، هذا ما يليق بك، 
ان افكارك التوسطية التي لا تمل نشرها وعرضها في كل مناسبة وفي لا مناسبة، والتي تنقات بها من الدوحة 2012الي sudanile 2014 بعنوان مختلف، ثم عنوتها كرسالة خاضة للشباب السائر. مليئة بالثقوب والمعايب، حتي اتصور انني كلما عدت لها عثرت بثقب، وعثرت علي عيب، ويخيل لمن يتفحصها بصر، ليري شبهة غرض يخو من براءة وراء هذا اللهاث والاصرار علي تسويقها، فمن ناحية التوقيت، تتوالي الازمات المحيطة بالنظام، واخفاقاته المتتالية في إدارة شوون الوطن، مما ينذر بكوارث تمس وجود النظام نفسه، الامر الذي يزعجك، ويدعم اصراركعلي تسويق تلك الافكار 
هناك ازمات تحيط بالنظام من كل الاتجاهاتت محلياً واقليمياً وعالمياً، ولم يبق بيده إلا العنف الذي افتتح به عهده وما زال، ولم يقدم للوطن إلا المقابر، معلومة ومجهولة، والخوف الذي سكن كل مساحة من ماتبقي من وطن. فانت ترغب ان تحاشي النظام مغبة مظالمه، حتي كأن هناك من يحرشك ويدفعك الي هذا الموقف المشبوه! وهو موقف لا يليق بنباهتك الفكرية! تري هل توهكوا فيك منقذاً؟ 


الرابط

«مرة اضحك ومرة ابكي ومرة اتحمل اساي»**




«مرة اضحك ومرة ابكي ومرة اتحمل اساي»** 



هاتفني صديق عزيز مسائلاً، اراك تكثر هذه الايام من إعادة نشــر مكاتــيب د. عبد الله علي ابراهيم، علي قاعدة المشاع الثقافي في (سودان فوراوول)؟ وغضب احد اعضاء هذا المنبر لنفس السبب. وانا اشكر للصديق حسن الذي لمحه المرمي، وشات صح. 
ولكن يبدو ان ذلك لم يوقف سيلان الاسئلة، 
كنت انوي نشر هذه الكتابة، تحت مساهمة الصديق حسن، ولكن لانها تتحرك علي اثر من مساحة، «فاخونا الكبير» رجل فصيح، وبحره يعج بالامواه، وبالمطبات المائية، والتي اجتيازها يحتاج الي الكثير من الدربة، وعدة سباحة وغوص حداثية، وإلا قد تعرض نفسك وتفاكيرك للغرق. فالكثير من مكاتيبه تدعوا للحيرة، والتي عبر عنها حسن موسي اكثر من مرة، ونحن نبذل مكاتيبه هنا، والتي كنت اظن حتي هذه اللحظ، ان هذا الفضاء هو الاولي بالنسبة لماركسي، او لماركسي لينيني، اوحتي لديمقراطي ساكت (علي باب الديمقراطية)
ولكن لاسباب في بطن الشاعر، يفضل «اخونا الكبير»،ان يذيع مكاتيبه، هناك ..وهناك، فقلنا علي رأي البعشوم «الدنيا دايرله اتلباجة» فقلنا « نتلبج» ونأتي بهذه المكاتيب، مستفيدين من حق المشاع الثقافي، ونجيبها بي هنا، لتعيم ما فيها فائدة، ولتفادي مزالقها المحتملة. ارجو ان اكون قد ابنت لمن لا يزال السؤآل يجوس في دماغه. 
وهذا لا يمنع ان نعوج علي تلك الرسالة الملغومة، ونشيل مع حسن شوية، وحسب المثل الذي ننتجه للضرورة ايد مع ايد تشيل كتير» 
واهو كله في شأن ابن «دوحتنا» الدكتور عبد الله علي ابراهيم، 
قليل من الدرمتة 
ذات مدخل ليل من ليالي الرب التي من نصيب عاصمة السودان المثلثة، وامام احد منازلها ، والذي تكشفه دهمة الليل، تتاكي باب مدخل ذلك المنزل المبارك، ومن الخلف، ومن عمق الظلام العميق، يتسلل رقراق من الضوء، لا يكشف، ولكنه يعري الظلام، في مثل هذا الجو، مرقت دهمتان، يستطيع الرائي ان ان يميز شخصين ممتنان جداً لذلك الظلام، وفي البعيد عوي كلب، ومرقت دهمة من الظلام واختفت في الظلام. هذه الحركة، ولوهلة اربكت مشهد الدهمتين. 
توقف الشبحان، ويخيل اليك انهما يتوادعان، ومدّ الشبح الذي كانت رجله اليسري خارج العتبة واليمني بالداخل، مدّ يده (وغمت) في يد الآخر شيئاً يبدو انه صغير جداً، وضعه الآخر يده في جيب جلبابه اليمني، ومضي داخل العتمة لا يلوي علي شئ، وادخل الآخر رجله اليسري والتي تبعها باقي بدنه واغلق الباب كمن يخشي شيئاً تخبئه العتمة 
ومرت ايام ذلك الزمان من العام 1978م، بطيئة ومتشابه، ونحن نلوك في جلساتنا، بحسرة ومرارة كمن فقدوا غالياً. كنا نتناول تسريبات عن خروج «الرفيق» عبد الله علي ابراهيم، وكان طبيعياً ان نتساءل عن الاستقالة وما كتب فيها، وكنا نمني النفس بنفيس في ادب المغادرة، ودائماً كانت الاجابة واحدة 
«خطي كتبت علينا ومن كتبت عيه خطي مشاها» 
هذا كل ما طفح من تسريبات، فقلنا لعل في الامر تمويه فعبد الله الذي نعرفه قادر علي الابانة، 
وتمسكنا بتصورنا ذلك، وذات يو من تلك الايام المتشابههة، اخذتني قدماي الي الصديق المحامي والشاعر كمال الجزولي، كعادتنا في التزاور تلك الايام. اذكر ان منزله كان في شمبات، غشيته وتآنسنا عن الشعر، والصحة والعائلة، ثم فاجأني كمال بانه علي موعد مع الزميلة سعاد ابراهيم احمد، وانهما بصدد زيارة ودية لصديقنا عبد الله علي ابراهيم، ودايرين (نطقس) بصورة شخصية حكاية: «خطي كتبت..» 
فلم يكن عندي ما يمنعني، خاصة وانا في معية سعاد وكمال ويمكن ان اسمع ما يسكت الاسئلة. 
كانت الزيارة بعيد مغادرته مخبئه لآخر مرة، وتمت الزيارة بمنزله ببري المحس، وشربنا شاياً وانساً لطيفاً في حضرة ايقونتنا، دون ان نظفر بمبغانا 
وكرت الايام، لاعرف ان الدهمتان المتسربلتان بالليل: هما لابن دوحتنا الدكتور عبد الله علي ابراهيم، في مخبئه زمن تفرغه موظفاً ثقافياً بالحزب الشيوعي السوداني. ومن تلك الزاوية في دهمة الليل،بدا ان الشخص الآخر هو موظف كبيرفي الحزب ؛ ايّ ان مقامه التراتبي في الحزب اعي من مقام عبد الله، وعرفنا ايضاً ان «المغموت» ربما مثال التسريبات من انها «خطي كتبت علينا» خاصة وان حجم «المغموت» لا يسمح باكثر من ذلك. حتي الآن٫ لم يصدر رسمي يؤيد او ينفي ولا حتي عبد الله، تري هل يمكننا ان نتوقع منه ان يجلي الامر؟ «مندري» 
ان صحت هذه الرواية فقد تزيد حيرتي، حيث لم يجد عبد الله الفصيح، في كل الادب الماركسي اللينيني، ما يمن ان يحمل وضعيته تلك؟؟ كنا نتوقع كتابة جديرة بقامته عندنا، وكان يمكن ان يجد مشايعين كما فعل الخاتم عدلان، الذي خرج بالباب، وظل محترماً الي ان رحل، 
كان شباب تلك الايام متعلق بعبد الله، وكان يمكن ان يحافظ علي رصيده الذي اكتسبه بكدحه الثقافي زائداً البروباقندا الحزبية، والتي كانت تصعد من مقامه بحسب كفاءته الثقافية، 
وبدل ان يحْفي حول الشباب «الساير» ويبذل الكثير من التذلل لاسترصئهم بواسطة بلاغة لا تلائم اذواقهم، وكلما صدوه عاد من الشباك! لماذا كل ذلك يا عبد الله، انت «اخونا الكبير» ولا نرضي لك المرمطة علي ابواب الشباب «الساير» 
وفي شأن «خطي...» اتساءل، لم اختار عبد الله ان يرجع الي الخلف تسعة قرون، ليستعين بالشاعر المصري عبد العزيز الدريني، في التعبير عن مشهد مغادرته للحزب؟ اليس بذلك يهدر قيمة الاستقالة كتقليد لحسم المواقف الفكرية؟ 
ولكن عبد الله استخدم كامل فطنته في التمويه، حتي في اختياره، فهو اذاع ما هو متبادول من قصيدة** عبد العزيز ، وهو شائع الاستعمال في موافق كثيرة ليس من بيها الاستقالة، ولكن عبد الله يرمي الي ما لم يكتبه من الابيات وهو: 
«عجبت لمن يقيم بدار ذلٍ... وارض الله واسعة فضاها 
فذاك من الرجال قليل عقل...بليد ليس يدري ما طماها 
فنفسك فز بها ان خفت ضيماً... وخلي الدار تنعي من بناها» 

وهنا ندرك ما سكت عنه عبد الله دهراً، ويفسر ما غمض من ملابسات. 
المهم في مشهد الدهمة، دخل عبدالله بنفس جلبابه الذي كتب فيه تلك الوريقة الملتبسة، وخرج حاملاً حقيقة صغيرة يبدو ان بها متعلقاته، وترك خلفة عبد الله الموظف بالحزب الشوعي السوداني خلفه واشياء اخري ليست بذات شأن. ولكن تبين لاحقاً ان مع متعلقاته الخاصة عدداً من المغلفات القديمة المؤطرة بمتوازيي مستطيلات بالاحمر والازق، وهي المظاريف التي كان عبد الله يعبئها برسائله ذات البلاغة المميزة ، وكنا نعرفها بلمحة، ونفض ونقرأ وتطغي سطوة الايقونة علي ما نقرأ. هذه المغلفات حملها عمداً، فهو يعرف مذا يعمل بها. 
وخرج عبد الله الي ارض الميعاد، الي امريكات ذات العماد، ونال جنسيتها بكل ما يترتب علي ذلك من مزايا. 
وحال عودته لم ينس ان يحمل معه تلك المظاريف، فما تزال مهمتها قيد الانجاز،، ولكن وطيلة بقائه في امريكا ظل عبد الله يذيع بلاغياته في نفس المظاريف، ويتغيا تجمعات وسائط الاتصال الجماهيري السودانية، العامرة بكل من هب ودب من المتعاملين مع تلك المواقع، علّ بلاغياته تصيب فيؤسس، قاعدة من المعجبن بتلك البلاغيات قد يحتاجها ذات «حملة»، إلا موقع (سودان فوراوول) المحترم فانه استبعده من مفاضلاته بين المواقع، 
وتصور عبد الله ان استعمال المغلفات القديمة، كفيل بان يعيد له سطوته الايقونية، سواء علينا نحن الذين «هرمنا» ولم نتبدل، او علي الشباب « الساير» والذي تصور ان طعم البلاغة المُزَوِّر ، سيكون صيداً سهلاً لتشكيل قاعدة جماهيرية تدعمه لمستقبل سياسي يتوهمه. 
وعرف الشباب ان ذلك الطعم مفخخ بما لا يحصي من «السنارات» والتي قد تعلق في الحلق ، مسببة نزيفاً فكرياً، وربما عاهاتٍ فكرية مستديم. 
عاد عبد الله 2010م، مواطناً امريكياً كامل الدسم والمواطنة، ويبدو ان مسألة قنص الشباب هذه تشكل استراتيجية في مشروع (؟) عبد الله الوجودي، ففي الايام الاولي لعودته، طلب ان يجمع له شباب، ويريد ان يتحدث اليهم، وفعلاً دعاهم في فندق New Horizon بالخرطوم وبعد والمشروبات والتي كان علي حسابه، ارد ان يطمئن علي مافعلت بلاغياته المموهة في تلك الاغلفة القديمة، فسأل عن صورته، لدي الشارع وكيف ينظرون إليه، وكانت الصدمةالموجعة والتي يبدو انها لم تردع طموحات عبد الله الـ.... فوقف شاب من الشباب «الساير» وقال لعبد الله والله يا استاذ سمعنا قالو انت انفنست» ويبدو ان الشباب كانوا واعين لكل الفخاخ فمفردة «المنفنسين» وردت علي قلم عبد الله في مقال له بعوان في غضبة صلاح وفي حلم عبد الخالق» حيث ورد فيها مانصه. ... اعتدالهم قد وصفوهم بـ «المُنْفَنِسين» أي الذين تراخت ظهورهم وأصلابهم من حمل المبادئ والرسالة» 
الرابط 
وهنا يا ابن دوحتنا (تكس راجع) 
وعودة الي الرسالة المسمومة. استوقفني في العنوان «في ذكري 22 يوليو» 
فارتبكت للإختيار،!!؟؟؟ 
يا عبد الله يا ابن دوحتنا، بعد ربع قرن من الصمت، ومن الاصطفاف خلف انقلاب الانقاذ، تعود بالشباب الناهض صباح، شباب «قرفنا» تعود بهم اربعين عاماً فلو كان منهم شاب عمر(44) فيكون عمره سنة واحدة زمن احداث قصر الضيافة ،كأنما تلفت وجهك، جهة واحدة لاتري غيرها، حتي كأن بك عسماً، اليست هناك ذكري قريبة تتفوقون علي بشاعتها وقد تجد من الشباب من يدعمك في ذلك؟؟ 
مثلاً مارأيك دام فضلك في مجزة 28 رمضان 1990حيث قضي في ليلة واحدة 28 ضابطاً من خيرة ابناء القوات المسلحة السودانية، و54 جندياً ، كلهم اغتيلوا بدم مسلم بارد ، ولم يراعوا حرمة الموتي، فقبروا جميعاً في قبر واحد. انت طبعاً ، اخذتهم بعيداً الي الوراء ولا تريدهم ان يروا الواقع، تريد ان تبقي (GURU) وملقناً حتي لا حداثنا التاريخية؟ ما الذي يجري يا عبد الله؟؟!! 
يا عبد الله، في 25 سنةسال دم كثير، وارهق الوطن الذي تدعو له بالدوام؟ ايُّ وطن يا عبدالله؟ وطن الخاطر ام الوطن الذي اصبح كالكعكة القديمة؟؟ ام الوطن الذي يتشظي الآن امام عينيك، وانت وانت ذاهب في غييك، وفي بلاغة ما عادت تجدي!!؟؟ 
يا ابن دوحتنا ، ومع اعترافك بهرمك، الم تقتنع بعد ان لكل عصر بلاغته. وانت الانثروبولوجي الفصيح والذي يعرف الكثير عن تبدلات الوقت والناس، وان لكل وقت رجاله وبلاغته؟؟ 
بم اقسم لتصدقني؟ في تلك الامسية؛ امسية «مشيناها خطي..» لو خلعت جلباب الماركسية، ونسيت امر مغلفاتك،، لظللت علي العين والراس، كونك رجل قيمة. لكن (دا الله ودي حكمته،) 
اما ان يصل بك الامر للتدليس، فهذا مما يخصم من رصيدك الثقافي والسياسي في ان؟؟ 
ففي كلمتك النعيم ود حمد مسخت علينا كولومبيا» 2/ يونيو 2012م 
« وكان يضحك حين احكي له عن اسلامي»
طبعاً لا احد ينازعك اسلامك، اما ان تحكي عن اسلامك «للدكتور مبارك حمد مدير وكالة الإغاثة الأفريقية الأمريكية المحلولة منذ 2005، والمسجون في امريكا بتهمة دعم الارهاب، يعني انه مسجون في امريكا والتي دعا يوماً عبد الله «امريكا انشاالله يوم شكره ما يجي» 
والله ياابن دوحتي لوجا يوم شكره لكف عن العالم اذي كثير. 
«فمبارك حركة إسلامية للنخاع: مثلاً كان موكلاً بإيقاظ نيامها في معسكر شمبات بجامعة الخرطوم لصلاة الصبح.» 
هذه هي الميزات التي تجعل عبدالله يكتب عن هذا النعيم، واضحك حين تدفع لي ذاكرتي كلمة لعبد الله عن: « الحاج ود عبد الرحمن ودتور» ويتغزل في شلوخه « كأنما نخلة قبلته علي خديه» حين انظر الشخصيتين اضحك، وحق لمثلي الضحك!! 
ان تحكي عن اسلامك لهكذا رجل،فلا بدَّ ان بين اسلامك واسلامه لحمة عقيدة، فلوكنت اباضياً، ما حكيت له عن اسلامك، ولو كنت من اهل الحديث، لاخذت حذرك اكثر مما لو كنت شيوعياً. 
ثم حال ترشيحك لرئاسة الجمهورية وفي حوار مع اسماعيل آدم من جريدة الشرق الاوسط، قلت انك لاتزال ماركسياً، وتترشح كماركسي مستقل!؟ وبعدين يا ابن دوحتي، مالو لينين مارقو من حلبة الرقص السياسي، ؟ بس عشان تتفادي مسألة «الحزب» ، يا الراجل ده قدم مسهمة صعدته ان يقترن اسمه بماركس. 
طبعاً ابن دوحتنا الدكتور عبد الله علي ابراهيم ، رجل متعدد المشارب، فمتي ما شربت من مشرب بحثت عن آخر! 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الرابط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر إبراهيم: إنما يأكل الضبع من الغنم القاسية (1)(2) عبد الله علي إبراهيم 



** محجوب سراج شاعر سوداني

شبهات حول الاحاديث المرفوعة الي عبد الخالق محجوب (2) «عبد الخالق محجوب: ليقرأوا كتاب الله»**


شبهات حول الاحاديث المرفوعة الي عبد الخالق محجوب (2) 

«عبد الخالق محجوب: ليقرأوا كتاب الله»** 


ابو هريرة: أن عمر بن الخطاب منعه من الرواية وأنه كان يضربه على ذلك وقال له لئن لم تترك التحديث لألحقنك بأرض دوس أو بأرض القردة «

رابط كلمة عدنان ابراهيم 
رابط كلمة عبد الله ** 

المتفحص لكلمة عبد الله، يلحظ فوراً؛ وعلي الرغم من عنوانها: عتبة هذه الكتابة، إلا انها لا تدور كلها، حول العنوان، ولكنها تطوف حول (قوالات عدة، ) وكلها بطلها عبد الخالق.: 
1) « فكان حدثني الاستاذ عبد الماجد بوب..» (المقالة) ويلاحظ هنا، ان الاستاذ عبد الماجد، ليس ضمن شلة الانس، مدخل المقال، لأنه حدث عبد الله وحده، ايّ ان القوالة علي لسان بوب، تمت خارج جلسة الانس تلك، ولكن استدعتها ذاكرة عبد الله، بذريعة حرص عبد الخالق علي «التربية» وللمناسبة ، هذه الشعبة من الكلمة، اجدر ان تحتل عنوان المقالة، ولكنها تحركت يميناً الي الهامش، لغرض معلوم لنا ولعبد الله. 
ذلك ان هذه الشعبة تحمل معني تربوياً بيناً، لشباب ابتعثهم الحزب للتعليم وتعميق تجربتهم الحياتية، فإذا بهم يستقبلونه، بنفس اساليب العمل التي تركوها خلفهم في الوطن، فدوره ان ينببهم الي ما يجب عليهم وما ينتظره منهم الحزب والوطن. : «واضاف ان الحزب لم يرسلهم ليعيدوا انتاج ما مارسوه في السودان من تعبئة، وتحريض وكتابة علي الجدران، بل ليكتسبوا علماً ومعرفة لا تقع لهم في السودان بيسر..» 
هذا هو عبد الخالق الزعيم والمربي فعلاً. رجل مسكون بالحزب الذي انشأه، وبالوطن الذي يحلم ببنائه. لقد قام بدوره كاملاً كقائد سياسي، وكزعيم يحلم ان يقود شعبه بجنود يدربهم علي الخلق والابتكار، بدلاً عن الاجترار. 
2) اما الشعبة الثانية، او المشهد الثاني، هو ما حصل للصديق كمال الجزولي، فتقول الكلمة ان عبد الخالق دعي كمال الجزولي لمشاركته ليلة سياسية، ولم يظهر عبد الخاق إلا من وراء المتحدث (كمال) لقول كلمة واحدة اكسلنت» هي بلا شك فيها دفع معنوي كبير لشاب يعطي الفرصة لمواجة الجماهير، ويتحدث إليها، وإذا من كرامة في كل ذلك، ليست في كلمة «اكسلنت» وإنما في اتاحة الفرصة لكمال لمواجهة الجماهير، وكل ذلك تم لأن عبد الخالق، خبر كمال وعجم عوده، وعرف صلابتها، ورما الناس به، واصاب. 
اما الشعبة كلها، فلا تعدو ان تكون ممالأة لصديقه كمال، كما سيأتي لاحقاً 
وحين تقال هكذا مفردة، لا يقربها من كمال إلا التأويل، ومع ذلك لا علاقة لها بعنوان مقال عبد الله علي ابراهيم، وتبقي حاشية علي مقاصد عبد الله من كتابته هذه: «لقرأوا كلام الله» وانا علي يقين ان كمال كان ينتظر رأي عبد الخالق في مقالته، ولأن هذا لم يحصل؛ او علي الاقل لم تقله كلمة عبد الله، وعليه فقد اكتفي بتأويله الخاص لما سمعه «اكسلنت» 
ومن الزاوية التي انظر منها لهذا المشهد، فلم اري ما رآه اخونا عبد الله، فان الكلمة التي اطلقها عبد الخالق، لا تعدو كلمة تشجيع لكمال، ولا تستحق سرد سيرتها الذاتية التي كتبها بها عبد الله، واستخلص امتحاناً نجح فيه كمال، ومضي اكثر لينسب لها فلاح كمال كله، هي إذن الممالأة لا اكثر. 
انت يا عبد الله، لا تمدح كمال، ولكنك تذمه من مقام المدح، اوماشابهه، هل يعني ذلك انك غير مطمئن لهذه الصداقته وما بنيت عليه، وترغب في تمتينها بما يقع تحت يدك من كلام، حتي لو كان كلاماً «ساكت» ام تخشي، ان ينفض عنك كمال مع انفضاض سامرك؟ ولذلك انت لا تفوت مناسبة، إلا ذممته مدحاً، ففي كلمتك « عبد الخالق انثروبولوجياً...» تقول: «وتعذر على رقية حضور الندوة فطلب مني كمال الجزولي تقديمها عنها. وأعتذرت بكثرة الشاغل ولكنه انتهرني قائلاً: «ما فالقنا أستاذي أستاذي أها دي ورقة عنو، أستذو لينا»» 
الرابط:ـ 
انت تصعد صديك لمقام (الناهر) وتضع نفسك مقام «المنهور» وهذا موقف لا يزيد كمال قوة حنك، اما موقع المنهور فلايليق بك؛ إلا إذا ارتضيته لنفسك. ،اراك تفعل! حيث انك استجبت (للنهرة) وانبت عن رقية! 
3) اما المشهد الثالث، فهو المشهد مركز مقالة عبد الله، وقد رواه عبد الله بسند الصحابي محمد سليمان؟ المعرفب الدوحة، كما توحي كلمة عبد الله (فعبدالله يأخذ احاديثه من كل بقاع الدنيا، ومتي كان ذلك ميسوراً) ويصف عبدالله بأنها القصة «الامتع»، الامر الذي يؤكد مركزيتها في مقالته، كما سنري. 
ملخص المشهد: ان طلبة بثانوية بحري، انجزوا مشروعاً لمحو الامية في مدرستهم لعدد من العمال، ودعوا عبد الخالق محجوب ليشهد الاحتفال، ليسلم للعمال شهاداتهم، وربما عرج علي المجهود الذي بذله هؤلاء الطلاب الاماجد. حيث قال عبد الخالق في ذلك الاحتفال « إنكم فككتم امية هؤلاء العمال ليقرأوا ما شاءوا: كتاب الله، والخطابات من الاهل، او المخدم، والصحف والمنشور لو رغبوا فيذلك» 
وهنا مربط كل حمير الحسانية. اولاً اري هلهلة في النص لا تليق بقامة عبد الخالق؛ الخطابية عبد الحالق المفوه (والشاعر!) والسياسي الفرد، وامام شباب شيوعيين في اول الشباب. وامام فوج من العمال، يقف ليقول لهم «إقرأوا كتاب الله» فلم تمده بصيرته ولا كل الادب الماركسي اللينيني. ما يقول في مثل ذلك الموقف غير اعلاه؛ «والمنشور ان رغبوا؟»، وان لم يرغبوا ، فليستعينوا بكتاب الله في صراعهم مع الواقع الاجتماعي والسياسي، بكل خرابه! 
** اولاً هل فحص عبد الله سنده لهذا الحديث؟ 
** الم يتأول، ولو من باب التدريب، ان الشيطان ربما وضع تلك الكلمة في فم زعيم الحزب الشيوعي السوداني؟ 
** هل عرض عبد الله هذا الحديث علي فطرته؟!! 
** ماذا كان رد فعل الطلاب والعمال تجاه كلمة زعيمهم؟ 
** ثم، لنفترض ان عبد الخالق قالها، ففي ايِّ سياق قالها، وماذا فهمت انت منها يا عبد الله؟ انك اطلقتها هكذا مهملة 
** هل يعني مثلاً ان عبد الخالق وجد في كتاب الله حلاً لمشكلة الصراع الطبقي، فإن حصل ذلك الجدر به ان يبلغ! 
** وهل فهمت انت يا عبد الله ان مقولة ان القرآن صالح لكل زمان ومكان كما يقول بذلك السلفيون. وانت تعرف قبل غير ك ان القرآن احد النصوص الكبري في تاريخ البشرية، وانه كتاب تعبدي بالدرجة الاولي، وعلي الرغم من كل ذلك، فإن رجلاً كعلي بن ابي طالب، وما ادراك ما الاجلح، باب مدينة العلم يقول: «وفي حديث عليّ : [لا تُنَاظِروهم بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه»]أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل فيحْتَمِله، وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة.» 
** هل تظن ان عبد الخالق لا يعرف كل ذلك؟ وإذا كان عبد الخالق يوصي بالقرآن من احل ان يحسن العمال تعبدهم، فهذا حسن ، ولكنه لايقع ضمن برنامج الحزب الشيوعي والذي صاغه عبد الخالق. 
**وبدل كل هذه (الدويرية) كان يمكن لزعيم الحزب الشيوعي ان يفتتح خلوة،وكان كفاك الشلهتة التي ترتكبها من اجل اثبات اسلام عبد الخالق الامر الذي تبرعت به ولا اتصور ان عبد الخالق سيكون مرتاحاً لونجحت مساعيك «الله لا يوفقك» مقولة عبد الخالق التي ترددها كثيراً . مع قليل من التصحيف المقصود. 
** كأني بك احد اعضاء صفّةٍ حداثية، تحمل (لاب توب) او (آيباد)، وتطوف علي المجالس باحدث وسائل المواصلات. ومتي سمعت احداً اتي علي سيرة عبد الخالق دونت ما قاله، دون فحص، وانت الانثروبولوجي الماهر، وانت تتقصد افعالك واقاويلك في شأن عبد الخالق، حتي لو اضطررت الي التدليس والكذب؟ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابط


عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟


ارسل: الاثنين يونيو 20, 2016 6:07 pm    موضوع الرسالة: عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟


عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟ 


نقلت بتاريخ 9 مايو رسالة لصديقنا عبد الله علي ابراهيم: « رسالة من عبد الله علي ابراهيم الي سائر شباب السودان، في ذكري20 يوليو 1971»، وقد تناولها الصديق حسن محمد موسي بالقراءة الرشيدة، وشارك عدد من عضوية «منبر سودان فوراوول» كل من الزاوية التي وقف فيها من تلك الكتابة. 
ثم عاد الصديق حسن، بتاريخ الجمعة20/ مايو،ليلحق رسالة اخري للصديق عبد الله علي ابراهيم بعنوان «مسك العصاية من النص»، وحقيقة استوقفني العنوان، فقلت لنفسي وعلي [سنة التشكيليين] يا عبد الله: «يا زول ارجع شوية لي ورا، من اجل توسيع زاوية الرؤية، وهذه حيلة يرتكبها التشكيلي، حين يريد ان ينطر الي تخليقاته التشكيلية، من مسافة مكانية ونقدية حتي يطمئن الي تخليقاتها [ وهيهات] قبل ان يطلقها في فضاء البصر. وفعلاً تراجعت حتي اصبحت الرسالتان في مستوي نظري، 
ودهشت لمتانة البلاغة التي شيدت بها الرسالتين للدرجة التي خفي عني في المرة الاولي انهما رسالة واحدة في مضمونهما : (الجودية) بين الضحية والمُضَحِي. ولعل هذا التموية البلاغي البارع هو الذي دفع صديقنا مامون التلب الي تلك الحماسة الشعرية في استقبال رسالة عبدالله علي ابراهيم، بذريعة خصويتها التي خصه عبد الله بها، وتلك مكيدة اخري من مكايد عبد الله كما سنري ، 
تأكدت لي جدوي مكيدة التشكيليين في المعاينة؛ فرجعت للوري مرة اخري، وبدأت حيرتي تزداد، كلما ارجعت البصر كراتٍ، غير ان الرسالة الاولي، والتي كانت تتمحور حول ما ما دار في الدوحة (؟) عام 2012م والتي يقدمها عبد الله هكذا كنا اجتمعنا نخبة من المشغولين بالرأي والفكر من مشارب عديدة في الدوحة في مايو 2012 في محاولة لإحسان الحوار في ما بيننا حول مأزق الوطن قبل كل شيء آخر. وتقدمت في نهاية جلسات الندوة بمشروع نداءات ليتبناها الجمع فتنشر باسمهم. وهي نداءات اتجهت لتعزيز الحوار الوطني بما اسميه «روحانياته». واقصد بذلك أن نلتفت بقوة وجراءة وأريحية للماضي نميط الأذى الذي وقع فيه من جراء الصراع الطويل السقيم في الوطن. فأكثر ما يحول دون الحوار الوطني (وليس هذه المفاوضات الجارية اليوم مع الحكومة المسماة حواراً تجاوزاً ويختلف فيها الناس) هو أن اياً منا محتقن بالماضي وثأره يظن أن طي سجله خيانة» 
وللمناسبة كان اسمها [ المقالة] عند اعادة نشرها : «نحو روحانية للتعافي الوطني في يوليو أحزاننا .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم 
نشر بتاريخ: 20 تموز/يوليو 2014 » 
ومما زاد دهشتي ان اخونا عبد الله سكت عن ان يقول لنا من هي تلك «النخبة من المشغولين بالرأي والفكر»؟ هل هي جمعية ماسونية؟ وما هي محاور ذلك اللقاء الذي تم في الدوحة؟ ومن الذي نظم ذلك اللقاء؟ وما هي الاوراق الاخري التي قدمها المفكرون الاماجد «للتعافي الوطني» ولماذا خلص ذلك الاجتماع؟ ولماذا لم يقل عبد الله لماذا رفض مفكريه الاماجد تبني نداءآته؟ وبم برروا رفضهم؟ ثم سؤآل مهم لم هذا الحرص المحموم علي تسويق هذه «الجودية»؟؟ والتي اعدت نشرها عام 2014 بعد ان غيرت عنوانها؟؟ 
عجيبة هذه اللهفة، وهذا الاصرار علي تسويق هذه الافكار مهما كلفك الامر من مشقة اراقة ماء الوجه من اجل هذا التسويق، لما قال عنها صديقنا مامون التلب هل هذا الشعر: 
«مقدّمة طينيّة: 
هذه الرسالة، من أجمل وأعمق وأصدق الرسائل التي قرأتها مؤخراً، كتبها الصديق البروفيسور عبد الله علي إبراهيم. أنقلها هنا لقراء طينيا للمتعة المشتركة، وللاتفاق والاختلاف.» 
ولما نشرها بصفته من «الشباب السائر» وكونها موجهة بصفة خاصة له ضمن ذلك الشباب، وعبد الله يعرف جيداً الموقع الذي يقع فيه مامون بين فئة هذا الشباب، وكون «الشباب السائر» مشغول هذه الايام بإشعال نار الغضب، والتي يريد عبد الله ان يبعد لهيبها عن «نظامه»، فهو مشغول بالوقفات الاحتجاية، لاهالي وذوي الطلبة المغيبين في مساجن النظام، صحبة الاذي والالم لهم ولذوية، هذا هو مكان المثقف الحقيقي؛ الي جانب المظلومين وضد الظلمة. 
يا عبد الله هل انت واع الي هذا التحايل؟: تكتب ورقة لمؤتمر! او ندوة! لا نعرف عنها إلا انها « نخبة من المشغولين بالرأي..» وكتبت عند رفضها ولم تلق هذه النداءات قبول اللقاء فاحتفظت بها. وأذيعها اليوم ونحن قد تركنا خلفنا ذكرى يوليو «المرتزقة» ويهل علينا يوليو الشيوعيين. وكلها ذكر تضرجت بدم غال.» وفي كل مرة تكر يولو (الشيوعيين ويوليو (المرتزقة) وكأنك اعمي عشارات اليوليوهات؛ بل وعلي ربع قرت كانت فيه كل شهورنا يوليوهات!! 
.. ثم اعدت نشرها في2014 بعنوان آخر، وابقيت المضمون كما هو، ثم اعدت توجيهها كرسالة خاصة منك للشباب السائر ،حتي كأنما العنوان عندك بتلك الحمولة البلاغية العالية قابل لان يكون باب لأي قول، متناسياً ادب العنوان.. هل انت مدرك لكل هذا التحايل؟؟ 
يا عبد الله لماذا تزكي نفسك لمنصب الوسيط النزية!؟ ودور المثقف اليق بك، ثم وفي هذا المشهد الا تراك تشبة فقهاء التراث الذين تولوا مهمة علماء الامة وفقهائها دون ان يوكلهم احد من المسلمين لهذه المهمة، حتي بلغت بهم الجراءة ان يعمدوا اثنين فقط «ابن حنبل والبخاري» اجماعاً فيا عبدالله، لم هذا اللهاث في مهمة لم ينتدبك لها اطراف النزاع، ورفضها «النخبة» التي ارتضيت ان تطرحها عليهم، وانصرف عنها «الشباب السائر » حتي الآن ، وانا اعذرهم كون اجندتهم مزدحمة بالكثير من المهام الوطنية. 
يا صديقنا عبد الله، ان دور الوسيط؛ مجروح الذمة، ولم يرغبه احد لهذه المهمة لا يليق بقامتك، وباسهاماتك الثقافية المشهودة، انما اري الاليق بك موقف زولا من قضية درايفوس 
انظر الرابط: 
«http://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=9066&sid=7b8352dc82ea9c8dbb816dc8b3e5ed5e» 
وهو دور المثقف المهموم بالدفاع عن من لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم، والفضاء السوداني مزدحم بهؤلاء وبقضاياهم التي تلائم مواهبك. 
ربع قرن يا عبد الله، تحت اقسي الانظمة الشمولية التي ابتلي بها السودان، تراكم الغبن والمظالم، ربع قرن فارقت فيه موقع استاذك، الذي بذل فكره ودمه فداء لمبادئه في الدفاع عن الوطن وعن قضايا العدل والحرية، وانت تنتدب نفسك لدور الوسيط،بين القاتل والقتيل! 
كلنا يا عبد الله نعرف انك مسلم، بن مسلم ،بن مسلمة، وشيوعي سابق ومسلم حديث(!) حسب ما اعلنته في رسالتك المعنونة « النعيم ود حمد مسخت علينا كاليفورنيا» ثم تعود برسالتك الي «الشباب السائر» في مناسبة عنف مضي عليه نصف قرن او يقرب، لتعيده او لترسخه في اذهان «الشباب السائر» وكأنك تموه به كل سائر علي كل ارض الوطن؛ عنف فكري وبدني فاجر. 
يا عبد الله وساطتك مشبوهة لاكثر من سبب، فانت تعتبر مرتد، ،لا يغيب عنك انت البدوي الفصيح [ الم يكن في يوم ما، اسمك بدوي؟] اقول لايغيب عنك ان الارتداد لغة: الذهاب الي مكان والرجوع منه ؛ اما الارتداد الفكري اود الديني فيقال ان تترك موقعك بين فريقك والارتداد الي موقع الخصم، وانت الآن في موقع الخصم، ومثل هذا الالتباس لا يصلح إلا في الشعر « فيك الخصام وانت الخصم والحكم» اما علي الارض المتفاوض علي اديمها والتي قال عنها الصديق حسن انها ارض «مفروشة بالجثث» في مثل هذا المشهد انت لا تصلح مصلحاً، هذه احدي قرائن تلك المشبوهية. 
فانت يا عبد الله حين تركت موقع استاذك الذي بذل فكره ودمه للدفاع عن قناعاته ومبادئه، تركت خلفك الموقع، الذي مازال برجال نسائه و«شبابه السائر» ما يزال يتحمل عبئ الدفاع عن الوطن،واكتفيت انت ، من ضمن ما اكتفيتبه من غنائم موقعك السابق : صورة استاذك، والتي تستثمرها كأنها «الحصن الحصين» لتتقي ما ماتتوهمه غلاً موجهاً ضدك من الشيوعيين، وهي حيلة قادمة من نزاعات (الصحابة ـ الصحابة) في حرب صفين (37هـ) حين رفعت فرقة معاوية المصاحف علي اسنة الرماح؛ مكيدة لتحكيم المقدس، كونك تعتقد في قداسة عبد الخالق بالنسبة للشيوعيين، وبذلك فانت لا تمل من ابراز ذلك الحصن ، حتي انك تخترع له المناسبا وفي كثير من الاحيان من دون مناسب، رجل في بلاغتك لايحتاج لمناسبة! 
كل ذلك يجعل وساطتك مشبوهة، 
لقد عرض الصديق حسن لرسالتك «مسك العصا من النص» فوفي، ولكن إفرادك فقرة للتكفير فيها استوقفني، وحقيقة كلها مستوقفة! ولكن هذه الفقرة هبشت عش دبابير الاسئلة. فقد طلبت الي تلك «النخبة» ان يتوافقوا علي: «ونتوجه بهذا النداء من جمعنا هذا إلى زملائنا علماء الدين الأجلاء وللجماعة..» 
ان تواجه هذه المعضلة الفكرية المزمنة، اليق بالمثقف من الوسيط، ولمن توجه النداء؟ الي زملائك(!) علماء الدين. كنت اتصور ان يحترز عبد الله المثقف القامة، قبل ان يطلق صفة «علماء» علي منتسبين لتنظيم ديني شمولي، بل ومن اسوأ الشموليات التي حكمت في الوطن العربي والاسلامي، ثم انت يا عبد الله تعرف قبل غيرك، ان علماء(!) الدين الذين توجه لهم النداء هم بشر ملوثون بالتراث، مسكونون بالماضي، ويستعينون بالتوابيت لإدارت الحاضر وتشكيل المستقبل، وتعرف ان هذا الاسلوب البائد من اساليب التفاوض لا تجدي في مثل هذه القضايا الفكرية الوعرة، وهم [علماءالدين] غير مؤهلين فنياً ولا اخلاقياً للدخول في مزالقها. وكان الاولي بك وبرفقتك من «النخبة» مواجهة مثل هذه فكرياً ودحر علماء الدين المزعومين الي الابد، هذا ما يليق بك، 
ان افكارك التوسطية التي لا تمل نشرها وعرضها في كل مناسبة وفي لا مناسبة، والتي تنقات بها من الدوحة 2012الي sudanile 2014 بعنوان مختلف، ثم عنوتها كرسالة خاضة للشباب السائر. مليئة بالثقوب والمعايب، حتي اتصور انني كلما عدت لها عثرت بثقب، وعثرت علي عيب، ويخيل لمن يتفحصها بصر، ليري شبهة غرض يخو من براءة وراء هذا اللهاث والاصرار علي تسويقها، فمن ناحية التوقيت، تتوالي الازمات المحيطة بالنظام، واخفاقاته المتتالية في إدارة شوون الوطن، مما ينذر بكوارث تمس وجود النظام نفسه، الامر الذي يزعجك، ويدعم اصراركعلي تسويق تلك الافكار 
هناك ازمات تحيط بالنظام من كل الاتجاهاتت محلياً واقليمياً وعالمياً، ولم يبق بيده إلا العنف الذي افتتح به عهده وما زال، ولم يقدم للوطن إلا المقابر، معلومة ومجهولة، والخوف الذي سكن كل مساحة من ماتبقي من وطن. فانت ترغب ان تحاشي النظام مغبة مظالمه، حتي كأن هناك من يحرشك ويدفعك الي هذا الموقف المشبوه! وهو موقف لا يليق بنباهتك الفكرية! تري هل توهكوا فيك منقذاً؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ