الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

الــ«ع»

     العين قوسان متماسان ، قوس صغير ، وآخر اكبر منه ، يشكل قاعدة التماس للقوس الصغير . وحين قلبهما من اليسار الي اليمين ، تتشكل دائرتان متماستان . الكبري حامل والصغري محمول دون ان تتخلي عن دائيتها .
     والقلب في ضمير الجماعة الثقافي ، وفقهها اللغوي . هو « الشليق » الذي يقوم به« البصير » ، طبيب العيون الشعبي ، من اجل تجلية العيون ، المتحولة من العيان المعجمي ، الي العيان الوجودي ، مما لحق بها من خبث العيان .
      والعين المعجمية حــال قلبـها الي دائرة ، تبقي هي العين المعيـنة . تبـقي  الدائرة ، والدائـرة نقطة ، تناسـخت ، او تناسلت ، وغيرت مسار حركتها ، في مسار دائزي لتكمل تماثلها مع العين . والنقطة حين تكمل حركتها ، المستقيمة او الافقية ، تصير خطاً . من هنا بدأ تشكيل العالم .
     الدائرة تنجز مجازها كرمز لاكتمال دائرة التشكيل . ليس بعد التقاء نقاط الدائرة من مزيد عليها . ثم تنداح في مجازها حتي يمكن ان نقول ان الانسان دائرة .
    اتصور ، وعند هذه النقطة ، اكتسب الانسان ربوبيته . يقول الحلاج « يتجلي الله علي رأس دبوس » تلك هي النقطة يا عادل التي اكتملت منها دائرة الانسانية .
     هذا عن محيط عينك يا عادل ، ماذا عن المحاط ؟ الكتلة المحاطة بالدائرة ؟
     هل هو ما عناه ماركس باكتمال وصف العالم ، وعن وجوب تغييره من قبل الفلاسفة ؟
     الدائرة لا تكتمل علي فراغ ، وإلا سقطت قيمة اكتمالها ، وسار هذا الإكتمال تجاه اللامعني او العبث . الإكتمال  ذروة الجهد . هل يمكن ان تكون ذروة الجهد نقصان ؟
     ان وضعنا نقطة في مركز الدائرة ، نري نقطة ، هل النقطة هي تجريد العبث ؟ لا . هي بدء التشكيل . تشكيل العالم . ودخل المبصور حيز التحقق .
      هل النقطة إذ تتناسل في مركز المحيط ، إيذاناً بدخول البؤبؤ دائرة الوجود ؟
      هل هذا يكفي لتكون لنا عينٌ عيان ، ونري ؟
      يقول ابن العربي ، للعين جفنان ، من اعلي ومن اسفل ،إذا جززناهما ، اندلق الضوء فلا تري . الضؤ لا يري . الضؤ ينقل كتلة النقاط المكونة للمبصور ، ويدفعها الي الذاكرة المبصرة . هناك يتم حل شفرتها ، بعد عملية التحليل والتركيب والصياغة البصرية المحض ومن هناك الي ارشيف الذاكرة ، فإن كانت شجرة ، مماثلة لصورة الشجرة في الذاكرة ،قبلتها واطمأنت .وان كانت شبه شجرة ، دفعها الي حقل المجاز . وان كانت لوحة مما نرسم ، نحاها جانباً ، لضيق ، او جفاف الذاكرة البصرية ، بذريعة عدم الفهم ، او الامية البصرية . كأن الامية البصرية عصية علي المحو  .
     هل ابن العـربي علي حـق ؟ ازعم انه كذلك . مع إخضاع فهمه لتقـعيـد البصر علي مقعد التاريخانية . أو قل ، نزعه من محيطه الميتافيزيقي .
       العين لا تبصر الجلاء ، الجلاء عماء . الجلاء هو الصقل .
      عادل
      إذا نظرت في مرآة صقيلة ، هل تري الصقل ؟ قد تري انعكاسك علي الصقل ، هل المعكوس هو انت ؟ انت متحول ، والعكوس ثابت . تحولك يتمطهر في كل ثانية من وقوفك امام المرآة ، هل تري في المعكوس كل هذه التحولات ؟
      هل تري الصقل ؟ الصقل كاذب ، ورهاب ، الصقل عاجز ، إلا حين استصحاب العتمة .
      لو كشطت ما تحت الصقل ، بانت العتمة .العتمة هي العمود الفقري للصقل . إن زالت العتمة انخصف الصقل .
      في العتمة لا نري يا عادل ، وفي الصقل ايضاً ، لا نري الصقل  ، ولكننا نري ردَّ فعله .
      المرآة صقيلة ، ولكنها خائنة ،وذاكرتها مطاطية ، هي سلبية حدّ السلب ، لا تملك حقِّ الرفض ،لا تملك حقَّ العناد . لو نظر  فيها الجلاد لن تعكس إلا جغرافية بدنه . لن تقول له انت جلاد . ولو نظرت فيها حسناء ، لن تري حسنها ، فعلها هو رد فعل صقلها . هل هانك عتمة اكثر من هذا ؟
      نحن نحتاجها ، حين نشكُّ في وجودنا ، او في اناقتنا . ولكنها في الحالين ، لا تقول لنا ان كنّا حقاً انيقين او موجودين ، هذا بؤس يدعو الي رفسها حدّ التحطيم .
      المرآة بلا ذاكرة . المرآة غير قابلة للتعليم . المرآة هي الليل !
     العين وسيط ، قد نرجو نزاهته ، إذا كان مبصراً .
      هي باب بيتك .
      تري بم يُتَوَسّطُ بها ؟
      هل القلوب مرآة ؟ اتصور ان الامر يصبح اكثر عتمة هكذا !
      ما زال في القلب بقية من عين ، وبقية من مرآة .
      ALMNAMA GROUP WELCOME YOU
       هذا ما قالته لي آلة سوبر ماركت المنامة الحاسبة هذا الصباح !!!!!!
       هل نحتاج ان نكون آلات لنصبح اكثر إلفة وإنسانية ؟؟
       لك ، ولعائلتك ، أنا ، في مجازه الاكثر بلاغة من عينه
                                                                                     
                                                                                 النور احمد علي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق