رسالة الــ «ع» 3
ما زلت في مخاضة العين .
اما إذا حركنا المبصور من صورة العين السابقة ، عكس مسار عقرب الساعة ، فسنحصل علي تمثيل للعين كما هي في الواقع العياني .
نعم ، احداهما صغيرة ، ربما ضيِّقِت حدقتيها ، حتي تُضَائل المبصور في الواقع ، وربما تعففاً ونفوراً من صورته ، وربما حفاظاً علي مخزونها من حسن الصور ، وربما حرماناً للبشاعة من حق الارشفة ، وربما ضنّاً بمكوناتها من الخراب ،وربما حرصاً علي الذاكرة الانسانية من الحشو ومن مبصور اللغو ، وتوفير سعتها للحلم . وربما تكاثر الخثر ، فهربت بفلها البصري ، منعاً لمزيد من الخثر .
ربما رمدت ، وقصدت الرمد . العين تختار فعل القصد .
وربما ضاقت ، صوناً للضوء ، املاً بتوسيع مساحة البصر ، المتحول الي بصيرة .
هكذا ، كان جدُّك عثمان ، مبصراً ، وازعم ، دون ان اتحرك جهة « الكضب » او الغرض ،انك وارث بالاصالة .
كان جدٌّك يري ، لأن البصيرة لا تكذب ، لأنها لم تخالط البشر ، لانها تنمو وتترعرع في منطقة الانسانية . ولأنـها تملك قـدرة تجـاوز الواقع ، ولأنها تري الغد بجلاء ، ومن هنا دخل « الغوث ،والابدال » حارة القاموس الصوفي .
« يضيء وجهه بنور عرفاني »
كان هذا زاد كافٍ للإستغناء عن البصر ، والاكتفاء بتمدده اللغوي والدلالي ، البصيرة .
واتسعت حدقتا الاخري ، في صوة الـ « ع » ين المتشكلة من ع طرفنا .
ربما قتامة المبصور الواقعي اجبرتها علي هذا التوسع القسري .
كلما عتم المرئي ،احتاج وسيط الرؤية الي مزيد من الضوء من اجل إجلاء الهيئة ، وتحقيق مزيد من المعلومات البصرية ، والتي علي هديها يتم تدبر الطريق . اعني طريق البصر .
وربما اتسعت من اجل حاجة الارشيف البصري الي التوسعة ، وتراكم المبصور ، ايّا كانت صورته ودلالته ، لاجل الاستخدام المستقبلي للتغيير ، وتعمير صورة المستقبل .
وربما اتسعت دهشاً ، من هول ما تري .
وربما هي الحيرة في اقصي تعابيرها العينية .
وربما حتي لا تري ما تري ، وهذه معكوس حالة العين الاولي ، التي صغُرت . فلما اتسعت حدقة العين ، تكاثف الضوء ، وحين يفيض الضوء عن مضبوط حاجة الرؤية ، لا تري .
مرّةً اخري ،الضوء لا يري . هو فقط خامة الرؤية .
نتحرك نحو المجاز المعتمد في حقل الادب .
ربما هي ع الـ[ ع ]قل ، يا عادل . هذا الربان الماهر ، الذي يقودك عبر المهاد دون ان تتوه ، وعبر وعورة الواقع وقتامته ، دون ان تعثر او تضل . بوصلة ذات كفاءة عالية . يعرف مهاجع الود والصدق . يصعد بك فوق الصعاب لتري من علٍ افق المهابة . يصدقك ، فلاتري إلا ما هو صدق ، ولاتنطق إلا ما هو صدق ، ولا تتكلم إلا ما في القلب ، دون ان ترتاب او تظن .
العقل هو الطمأنينة في علو تجلياتها .
العقل درب حين ينبهم الواقع . وضوء حين يظلم الحول .
هو لا يحتاج العين ، لأنه نفسه عين مبصرة ،
هو رافعة حين تعثر . ومَقِيلٌ حين تفتر ،
هو طاقة هائلة يزودك بالصمود عند المواجهة .
وهو ، ايضاً ، طاقة تري منها ما لا تراه العين .
العدل هو الحق . والحق موجود اول في قاموس الصوفية .
نقطع عنده ، دون تمديد جهة الوراء .
سأعود للدائرة ، بعد استكمال دائرة العين .
اموت وفي النفس شيء من الـ « ع »
لك الود دون شائبة
النور احمد علي
ما زلت في مخاضة العين .
اما إذا حركنا المبصور من صورة العين السابقة ، عكس مسار عقرب الساعة ، فسنحصل علي تمثيل للعين كما هي في الواقع العياني .
نعم ، احداهما صغيرة ، ربما ضيِّقِت حدقتيها ، حتي تُضَائل المبصور في الواقع ، وربما تعففاً ونفوراً من صورته ، وربما حفاظاً علي مخزونها من حسن الصور ، وربما حرماناً للبشاعة من حق الارشفة ، وربما ضنّاً بمكوناتها من الخراب ،وربما حرصاً علي الذاكرة الانسانية من الحشو ومن مبصور اللغو ، وتوفير سعتها للحلم . وربما تكاثر الخثر ، فهربت بفلها البصري ، منعاً لمزيد من الخثر .
ربما رمدت ، وقصدت الرمد . العين تختار فعل القصد .
وربما ضاقت ، صوناً للضوء ، املاً بتوسيع مساحة البصر ، المتحول الي بصيرة .
هكذا ، كان جدُّك عثمان ، مبصراً ، وازعم ، دون ان اتحرك جهة « الكضب » او الغرض ،انك وارث بالاصالة .
كان جدٌّك يري ، لأن البصيرة لا تكذب ، لأنها لم تخالط البشر ، لانها تنمو وتترعرع في منطقة الانسانية . ولأنـها تملك قـدرة تجـاوز الواقع ، ولأنها تري الغد بجلاء ، ومن هنا دخل « الغوث ،والابدال » حارة القاموس الصوفي .
« يضيء وجهه بنور عرفاني »
كان هذا زاد كافٍ للإستغناء عن البصر ، والاكتفاء بتمدده اللغوي والدلالي ، البصيرة .
واتسعت حدقتا الاخري ، في صوة الـ « ع » ين المتشكلة من ع طرفنا .
ربما قتامة المبصور الواقعي اجبرتها علي هذا التوسع القسري .
كلما عتم المرئي ،احتاج وسيط الرؤية الي مزيد من الضوء من اجل إجلاء الهيئة ، وتحقيق مزيد من المعلومات البصرية ، والتي علي هديها يتم تدبر الطريق . اعني طريق البصر .
وربما اتسعت من اجل حاجة الارشيف البصري الي التوسعة ، وتراكم المبصور ، ايّا كانت صورته ودلالته ، لاجل الاستخدام المستقبلي للتغيير ، وتعمير صورة المستقبل .
وربما اتسعت دهشاً ، من هول ما تري .
وربما هي الحيرة في اقصي تعابيرها العينية .
وربما حتي لا تري ما تري ، وهذه معكوس حالة العين الاولي ، التي صغُرت . فلما اتسعت حدقة العين ، تكاثف الضوء ، وحين يفيض الضوء عن مضبوط حاجة الرؤية ، لا تري .
مرّةً اخري ،الضوء لا يري . هو فقط خامة الرؤية .
نتحرك نحو المجاز المعتمد في حقل الادب .
ربما هي ع الـ[ ع ]قل ، يا عادل . هذا الربان الماهر ، الذي يقودك عبر المهاد دون ان تتوه ، وعبر وعورة الواقع وقتامته ، دون ان تعثر او تضل . بوصلة ذات كفاءة عالية . يعرف مهاجع الود والصدق . يصعد بك فوق الصعاب لتري من علٍ افق المهابة . يصدقك ، فلاتري إلا ما هو صدق ، ولاتنطق إلا ما هو صدق ، ولا تتكلم إلا ما في القلب ، دون ان ترتاب او تظن .
العقل هو الطمأنينة في علو تجلياتها .
العقل درب حين ينبهم الواقع . وضوء حين يظلم الحول .
هو لا يحتاج العين ، لأنه نفسه عين مبصرة ،
هو رافعة حين تعثر . ومَقِيلٌ حين تفتر ،
هو طاقة هائلة يزودك بالصمود عند المواجهة .
وهو ، ايضاً ، طاقة تري منها ما لا تراه العين .
العدل هو الحق . والحق موجود اول في قاموس الصوفية .
نقطع عنده ، دون تمديد جهة الوراء .
سأعود للدائرة ، بعد استكمال دائرة العين .
اموت وفي النفس شيء من الـ « ع »
لك الود دون شائبة
النور احمد علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق