الأربعاء، 30 مارس 2011

الي مأمون التلب

عزيزي مامون


      هل جربت ان تصحو فجأةً، لتجد اصابعك تلثغ لغة المشي؟ وهي غير قادرةٍ عليه، او علي الحبو؟
      هل جربت ان تصحو ، فجأةً منتصف النهار،لتجد جسدك ،كلُّه، قدماً حافيةً، تمشي علي صخور ظلِّك الشفرية التكوين، والمجلوبة من جزيرة « الخبيء»: وهي جزيرة لا توجد إلّا في رأسي؟
      هل جربت ان تنتبه ،فجأةً، الي ظلِّك المتشكل من صخور جزيرة « الخبيء» وهو يركلك، بكل شراسة الظلال، ويتهمك بالفجور وخيانة الماعون؟ وقيل المأوي في دعوي ثانية؟
      هل جربت ان تنام، وتصحو، لتجد كلك مملوءٌ رملاً؟
      هل جربت ان يركلك الله؟ ثم تتعجب كيف اهتدي إليك؟ انت المموه في الشعر والرسم؟
      هل جربت ان تصحو منتصف صحوك،لتجد كُلُك نمل،وسط غابة من آكلي النمل؟!
      هل جربت ان تنام، وانت مملوء عطشاً، وتحلم انك غابة ممتدة من العطش، ثم يركلك الله، في حلمك وصحوك في محيط عطشي، وكلك ثقوب سوداء؟
      هل جربت ان تنام، وانت محاصر بزرد الواقع، املاً ان تحلم باعشاب برِّية، وطيور برِّية، ورياح برِّية، وفضاءٍ برِّيٍّ.ثم تصحو مزعوراً وقد رحلت جميع الآلهة،تاركة لك قبراً هائلاً ، بمساحة الكون، ووصيةً برثاء العظام؟؟
      عزيزي مامون
هل جربت ان تصحو -لو ترك لك الخواء مساحة للنوم -فـلا تجدك؟ تبحـث عنك في فضـاء سراويـلك، فلا تجــد إلّا « غيمةً» تعصفها الرياح الرياح الحمراء، وكان اكثر مدحك فيها. تدخل ذاكرتك، فلا تجد ألّا بقايك من الوجع،ولا تجدك.تحاول إشعال شمسك الخاصة، بما تبقي من جند ابجديتك،علَّ ظلّك يسقط، او يتدلي من علياء غيابه، وثيقة إثبات ونفي ،في آن؟ تسخر منك شمسك، وجندك ، وظِّلك المثقوب من كل الجهات؟
      .........
      عزيزي مامون
      إحتشدت كلّي للكتابة لك،كوني مررت علي خاطرك، وكونك تذكرت المدعو النور احمد علي،والذي كنت اعرفه، قبل تحولاتي الاخيرة الي حالة السيِّد النسي!. ولكن، وفجأة، احتلت كل صخور العالم رأسي، وهرب دمي الحريقة، كثعبان دهمته الزلازل. راقبته، وهو في كامل نبوءته، وهو في كامل رعبه الانيق،وهو يقذفني بنظرة شائكة، كلها اسي وسخرية! قلت: هذه لحظة شعرية بامتياز، ومجدت غيرتي.  لوحت له بصخرة يدي الخالية الا مما مدها به الصخر من بلاغة! ورجعت الي كيس عظامي محتلا بكل «اشياء» العالم. لم اجد فيَّ إلّا هامشاً متواضعاً، يسمح لي بشكرك.
      «الشكر» هذه الكلمة البائسة، حدّ اللاشئ،بكل حجبه وغيامه،والمذرية حدَّ الإسفاف ببلاغة الاحضان، وبفضاء البصر.
اتابعك،..؟ نعم. اقصك اثرك المفضي الي الحلم؟ ... نعم. صداقة الورق خيار جوهري من خياراتي..هناك طائر دمي مهتم جداً بصناعة الملح ، وتدجين الرياح ، وتشيكيل الالوية وفرسانها، وتمجيد الظنون! حتي انني عرفت في آخر نشراتها، ومن الصديق ثيودور نولدكة: لماذا سحل «الصحابي » الفارس عبد الله بن مسعود، وجلد حتي حدود العظم - وهو والي الكوفة - ولماذا احرق مصحفه :المعتمد بخام ( محمد بن عبد الله) : ذلك لخلو مصحفه من سورة الفاتحة والمعوذتين،باعتبارها ادعية ، وليست قرآناً؟!
      في الفضاء الورقي ، اجد ما تبقي منيّ.
      تحلصت مؤخراً من جميع حواسي، اودعتها كيس ظلِّي.  ،،امشي . لا انا! انام ، لا ان !
امّا حين ينام كيس ظلِّي بجانبي، مملوءً بكل حواسي ، وظنوني، اراقبه كما اراقب جيفة يتحاشها العفن.
      انا افتقدني، اشكرك انك ذكرتني بي.
      النور

في مديح طيز الوزَّة

في مديح طيز الوِزَّة

الميم قد تصلح مصفاة لأكثر الأيام شغباً وبراءة، أو مفرزة لعزل« الدغلوب » عن الماء، لعجوز أرهقها البعد عن مركزالحياة، وهي راغبة فيها - الحياة - وفي صحبة كريمة، عوناً لمسيرة وعرة، عبر الدروب الوعرة .
وقد تصلح آلة معجمية تضاف إلى « رضّ » لتمنحه عافية ومنعةً في فقه الكلام .
وقد تصلح لاحقة « للكلا » فترفع فيه عافية المنطق وفي الصاد مدخل الـ « فصاحة » وبالذات حين يتعلق الأمر بطيز الوزة مكاناً . حيث اتفق العامة على إضماره ضمن بداهة المسكوت عنه في حصافة الأعراف الاجتماعية . وأراه مكاناً بديلاً عن جنة الخيال الديني، حيث فيه يمكنك أن تجتمع بالحردلو، وأحزابه من المسافرين الأنبياء .
في حين يتنعم « ود البصير » بجنة النظام الاجتماعي !!
والصاد أيضاً، أول فصل الظلام، وقد نحتاجها كقطعة بديلة حين يسود فشل الكلام .
وبدونها تصبح الأفعال كلها » طالحة «. تصبح الاذان أكبر والأفواه بوابات للأذى .
بدونها تختلط أنساب الفصول.
وتعبث دورة الزمن .
تقول الصاد YOU DIDN:T PAY THE DEVIL HIS DUE
وعلى الرغم من أن الذاكرة الشعبية محتشدة بحكايا سجن الشياطين ..سأواصل . فالميم مثغاب الذاكرة ،حين تعجز عن حفظ الود، وهي نفسها مسحاة للخراب الذي أورثتنا إياه أيام الدياسبورا «بت الغلفة »،والميم مفتاح ما تاه منا من سماحة في تلك الدروب الوعرة .
ألسنا ورثة «فتش .. فتش .. تاه »
ألم نتُه عن أمسنا، ويومنا وبُكرانا؟
هل تعرف ماذا فعل لادو لوكيك وفصيله من أجل صيانة الجغرافيا الوطنية؟
ألم نته عن بُكرانا،حتى أضحت جغرافية الوطن كالكعكة القديمة؟
ألم نته عن الآن،ومازلنا نأكل لحم بعضنا نيِّئاً؟
هل ماتزال الميم مُوصدة الباربيكبو الوطني؟
والميم مسافة ماهلة تتوه فيها الفطنة،وتستوطنها الكلاب، والذئاب، وفصائل ماجنة من عصور للعهر قادمة.
والميم مسغبة مسغبة لمن تاه في ضواحي المحبة.
ها أنذا قد أرضيت الصاد،
هل أوفيت الشيطان حقه؟
هل الطاء جزء من أبجدية الوطن؟
بل هي بمثابة القلب منه.
أي الأوطان تكون الطاء قلبه؟
هل هو الوطن الممتد من أعلى الرطوبة حتى أعلى الجفاف؟
هل هو الوطن المحتشد بالألسن والسحنات؟
أم هو الوطن المحتشد بالجغرافيات؟
قلب الوطن موجع يا صديقي،
ونصيبك من هذا الوجع وافر،
أدنى حدود الاشتراك بينكما الطاء الكافر
وكونك منتخب،
وكون الليل مهرة من عمار،
ألم نستمع إلى لادو لوكيك في جوبا العام ٧٤
وهو يصرخ في البرية ..رحمة بالوطن؟
والطاء طوفان الكلام الفسل .. حين تفسد أرواحنا
وتعتم حواسنا .. وتختلط النواميس،
والطاء طمث ما بعد المائة،
والطاء وسط الوطء وآخر اللواط .
والطاء عنوان الطائر، وفاتحة الطوائف.
وفيك ما يكفي من النفاذة لتقود فئران المذابل إلى حتفها الوضيء.
وفيك ما لو أفصحت عنه،لكان آخر الخوف
والفاء يا صديقي، آخر الخوف، ووسط الوفاء، وآخر الخلاف.
كنت مرة أعالج برنامجاً للصمت، حتى أحصل على ذَهَبِه
فخفت..كتبت.
نادمت أمزجة الكلام،
صليت في صمت.
ومتُّ هنيهة
وهتفتُ في خيل الخليل بخٍ.
إنّ في إلفاء الفحيح،وفيه فيئٌ من عبر وجفاء . وفسيفساء الوقتِ، حين تجف صحبته، ويزدهر الجفاء ، وتزدهي جوف الحروف
الفاء فاتحة السؤال،
وفيك منه فطانة!!
والفاء، فضاء الطيور، والرتق الأول .وفقه الإبانة.
وفيها فيوض المحبة والإ لفة الصادقة.
وفيها فيوض الشفيف، الخيال.
وفيها الفصال، وأين بجدته الانفصال لححـ 14 مح ع و > .
والفاء فاتحة للسهول الفسيحة حين يعزّ الرجال.
وفاتحة السهو
والسهو محض خيال.
والفاء 17 ناري،
تلك قيلولة في نهار البهار،
أنا ابن تلك الفلاة.
في الليل، يليلُ الكلام، يليل الظلام، يليل الرفاق، يليل الذي بين حقويك! يليل الذي بين بين .
إن بهتانك عرىٌ فاسكب عليه قليلاً من الليل، في الليل مرة،وفي الصبح مرة، ومرةً قبل انبهام الحنين.
وامكث قليلاً بداء الخيال، ففي يائه ياقوتة الحقِّ.
أصدقك القول في المنتصف . وقل كنت طيراً .مشى في مساء الفضيحة مليون عام .
كان يعدُّ الرفاق حمام
والطريق إلى الفجر محض كلام !
قل : كان لحمي فضاء وفصيحاً،
وقل: كلوا باحترام
ومروا عليه مراراً ..ولكن .. قليلاً من الاحترام .
وصلوا..إذا الوقت عصراً
وفي الليل غنوا،
وأن تتخموا تسلمو .. باحترام
ألفٌ لينةٌ عجمتها سنون التمرغ في العجمة،
بينها وبين ياء «اليخون » غرام،
سكر في حديقة الوقت،
ويندغم اللحم بالليل،
ويصحو الذي في الظنون،
سمِّه أننيلم أنم،
شجن ومشى في فسيح الندم.
ألفٌ لينةٌ .. لِتَصْلُب ،سألغمها فقه الصلابة
وما بينها والياء من نسب وقرابة،
ألف لينة أعجفتها سنوت التغرب في متون البلادة
ضعفت ذاكرتها وكبرت أذنيها،
أن مشت عرجت
وأن نطقت لَحَنَتْ
وأن غنت «شترت »
وأن سكرت ،دهمتها الفصاحة الخادعة.
وشجاعة Diposable تحتاج إلى spare parts .
تصدق ظنوني في الشعر والرسم,
وتفشل حين أقترب منِّي
أغذيها فيدهمها العجفُ
أغمض عيني، وأمعن في وهمي

النور أحمد علي
العشر الأول من القرن الحادي والعشرين
الشارقة
٢ سبتمبر 2009


العين (١/٥)

ابواب

الباب : مبدأ فصول الكتاب.
والبابات :سطور الكتاب .
والبابة : الغاية من الشئ
الباء بوابة البهو ، تدخلها ، فتدخل محفل الاستقبال ، او تدخل البيت الذي هو بوابة البيوت او الخيام.
انت لا تدخل البيت قبل ان تدخل البهو .
البهو ، باب الابواب .
والالف ، بـاب إقرأ بلازمتها القطعيةللتوكيد اللفظي . وانت حين تبصر الالف ، تبصر بهو القراءة .
البهو باب القرآءات . وكل قراءة مدينة ، وكل مدينة بيوت ، ولكل بيت باب .
واما الباء الثانية ، فهي توكيد لفظي ، وبصري للباء الاولي ، لن تتأكد هيئة الباب الحقيقي إلا بها ،
خرج «ابونا » آدم من باب الجنة ، ودخل من باب الارض ، وهو نفس الباب المؤدي من الجنة ، والمؤدي للارض .
دخل آدم الارض من بابها المجازي ،واخترع الخوف والقتل .
وتضامنت الشجرة مع آدم ، وخرجت من باب الجنة ، ودخلت الارض من بابها .
وانجبت الشجرة الباب /
الباب ابن الشجرة /
ومشي آدم في الارض /
ومشت الشجرة /
وفي مشيه المتواصل في الارض ، اخترع الخوف ، واخترع مع الخوف النار .
النار هي باب الكهف الاول /
الخوف هو ذريعة تمكين نسل آدم في الارض /
والقتل كذلك ، ذريعة تمكين نسل آدم من الارض /
والابواب ، ايضاً ذريعة الامن ، وضد الخوف /
والابواب قبائل ، وبطون ، وافخاز ، وفروع /
تناسل نسل آدم وانتشر في الارض ، وانتشر معه الخوف والقتل / وكذلك تناسلت الابواب /
كان اول باب اختره الانسان برياً « فالصنعة تدل علي الصانع »
وآخر باب اخترعه الانسان ما زال قيد الانجاز /
كانت البيوت برية ، وكذلك ابوابها /
كان آدم قد عُلِّم الاسماء كلها ، بما فيها اسماء الابواب .
كبر نسل آدم وانتشر /
وكبر معه اختراعه من الخوف وانتشر /
وكبرت ابوابه مع كبر اختراعاته من البيوت /
الباب هو وهم الحدود الفاصلة بين الامن والخوف /
وانداح نسل آدم في الارض ، وانداح معه الخوف ، واعدام الاشجار / وانداحت صناعة الابواب /
الباب نعي الشجر /
والباب إعلان هيئة الغموض /
الباب صيغة إعلاء الملكية الفردية /
كبر المنزل فكبر معه الباب ، وارتفع /
تناسل المنزل منازلاً ،فقري فمدناً ، وبلداناً ، وكذلك تناسلت الابواب ، هيئات واشكالاً واحجاماً /
هناك باب للبهو /
وباب للمنزل /
وابواب للغرف /
ابواب للقري /
واخري للمدن /
ابواب للحصون / واخري للاوطان مسورة بالخوف ومدججة بالقتل .
ومشي الباب من جغرافية الحقيقة الي جغرافية المجاز .
العين باب النوم وباب الضوء /
الفم باب الكلام وباب وباب الخصام ، وباب الأذي /
وهنا تنفتح الابواب باتجاه المطلق /
من النار الي الخشب ، الي الحديد المسخر ، الي الابواب الإلكترونيّة الي المجاز.
اليد باب العمل /
الرجل باب السفر /
المجاز مكيدة تجاوز الواقع باتجاه المطلق .
باب لله / باب للخير وباب للشر / باب للنور وآخر للظلام / باب للكلام وآخر للصمت / باب للعلم وآخر للجهل /
باب السماء هو نفسه باب الارض /
ابواب المجاز عالية / وابواب الوقع واطئة /
ابواب المجاز لايغلها إلا جهل الانسان /
وابواب الواقع يغلقها الانسان في وجه اخيه الانسان /
اصدقائي الاعزاء /
اغلقوا ابوب هواتفكم / وابواب إيميلاتكم / وابواب بريدكم ، وابواب ابوابكم.
اغلقوا احلامكم / وافراحكم واحزانكم /
اغلقوا صمتكم / وجميع ابوابكم ، الحقيقي منها والمجاز /
إلا باب الريح /
إلا باب الريح /
إلا باب الريح /
دعوا باب الريح مفتوحاً /
اصدقائي الاعزاء ، إن الأذي المموه في العبارة الخاطئة ،بذريعة الراحة ، عظيم وجارح /
اولاً ، ايها الاعزاء . لان الريح لا تعترف بالابواب ولا البوابين ولا البُوابَة /
ولأن الريح كالشعر ، تمشي في كل الاتجاهات ، بلا إذن للمرور ولا جوازات للعبور /
الريح ايها الاصدقاء ، تتجاوز الواقع والمجاز /
لأن الريح ما بعد المجاز /
هل تستطيعون ان تغلقوا ابوابكم امام المجاز ؟
ثمّ ان الريح حلم النثر ، وحلم الشعر ، وحلم الحلم /
ثمّ إنكم ان اغلقتم ابوبكم فسد هواء الداخل / وفسدت مكتنزاتكم التي خشيتم عليها من الريح ، وفسد المكان كلّه /
ان الراحة كل الراحة ، ان تدعوا الريح تمر /
الريح ،باب المطر وباب الشجر وباب الابواب /
دعوا باب الريح مشرعاً /
واغلقوا ماعداه

ابواب

ابواب

الباب : مبدأ فصول الكتاب.
والبابات :سطور الكتاب .
والبابة : الغاية من الشئ
الباء بوابة البهو ، تدخلها ، فتدخل محفل الاستقبال ، او تدخل البيت الذي هو بوابة البيوت او الخيام.
انت لا تدخل البيت قبل ان تدخل البهو .
البهو ، باب الابواب .
والالف ، بـاب إقرأ بلازمتها القطعيةللتوكيد اللفظي . وانت حين تبصر الالف ، تبصر بهو القراءة .
البهو باب القرآءات . وكل قراءة مدينة ، وكل مدينة بيوت ، ولكل بيت باب .
واما الباء الثانية ، فهي توكيد لفظي ، وبصري للباء الاولي ، لن تتأكد هيئة الباب الحقيقي إلا بها ،
خرج «ابونا » آدم من باب الجنة ، ودخل من باب الارض ، وهو نفس الباب المؤدي من الجنة ، والمؤدي للارض .
دخل آدم الارض من بابها المجازي ،واخترع الخوف والقتل .
وتضامنت الشجرة مع آدم ، وخرجت من باب الجنة ، ودخلت الارض من بابها .
وانجبت الشجرة الباب /
الباب ابن الشجرة /
ومشي آدم في الارض /
ومشت الشجرة /
وفي مشيه المتواصل في الارض ، اخترع الخوف ، واخترع مع الخوف النار .
النار هي باب الكهف الاول /
الخوف هو ذريعة تمكين نسل آدم في الارض /
والقتل كذلك ، ذريعة تمكين نسل آدم من الارض /
والابواب ، ايضاً ذريعة الامن ، وضد الخوف /
والابواب قبائل ، وبطون ، وافخاز ، وفروع /
تناسل نسل آدم وانتشر في الارض ، وانتشر معه الخوف والقتل / وكذلك تناسلت الابواب /
كان اول باب اختره الانسان برياً « فالصنعة تدل علي الصانع »
وآخر باب اخترعه الانسان ما زال قيد الانجاز /
كانت البيوت برية ، وكذلك ابوابها /
كان آدم قد عُلِّم الاسماء كلها ، بما فيها اسماء الابواب .
كبر نسل آدم وانتشر /
وكبر معه اختراعه من الخوف وانتشر /
وكبرت ابوابه مع كبر اختراعاته من البيوت /
الباب هو وهم الحدود الفاصلة بين الامن والخوف /
وانداح نسل آدم في الارض ، وانداح معه الخوف ، واعدام الاشجار / وانداحت صناعة الابواب /
الباب نعي الشجر /
والباب إعلان هيئة الغموض /
الباب صيغة إعلاء الملكية الفردية /
كبر المنزل فكبر معه الباب ، وارتفع /
تناسل المنزل منازلاً ،فقري فمدناً ، وبلداناً ، وكذلك تناسلت الابواب ، هيئات واشكالاً واحجاماً /
هناك باب للبهو /
وباب للمنزل /
وابواب للغرف /
ابواب للقري /
واخري للمدن /
ابواب للحصون / واخري للاوطان مسورة بالخوف ومدججة بالقتل .
ومشي الباب من جغرافية الحقيقة الي جغرافية المجاز .
العين باب النوم وباب الضوء /
الفم باب الكلام وباب وباب الخصام ، وباب الأذي /
وهنا تنفتح الابواب باتجاه المطلق /
من النار الي الخشب ، الي الحديد المسخر ، الي الابواب الإلكترونيّة الي المجاز.
اليد باب العمل /
الرجل باب السفر /
المجاز مكيدة تجاوز الواقع باتجاه المطلق .
باب لله / باب للخير وباب للشر / باب للنور وآخر للظلام / باب للكلام وآخر للصمت / باب للعلم وآخر للجهل /
باب السماء هو نفسه باب الارض /
ابواب المجاز عالية / وابواب الوقع واطئة /
ابواب المجاز لايغلها إلا جهل الانسان /
وابواب الواقع يغلقها الانسان في وجه اخيه الانسان /
اصدقائي الاعزاء /
اغلقوا ابوب هواتفكم / وابواب إيميلاتكم / وابواب بريدكم ، وابواب ابوابكم.
اغلقوا احلامكم / وافراحكم واحزانكم /
اغلقوا صمتكم / وجميع ابوابكم ، الحقيقي منها والمجاز /
إلا باب الريح /
إلا باب الريح /
إلا باب الريح /
دعوا باب الريح مفتوحاً /
اصدقائي الاعزاء ، إن الأذي المموه في العبارة الخاطئة ،بذريعة الراحة ، عظيم وجارح /
اولاً ، ايها الاعزاء . لان الريح لا تعترف بالابواب ولا البوابين ولا البُوابَة /
ولأن الريح كالشعر ، تمشي في كل الاتجاهات ، بلا إذن للمرور ولا جوازات للعبور /
الريح ايها الاصدقاء ، تتجاوز الواقع والمجاز /
لأن الريح ما بعد المجاز /
هل تستطيعون ان تغلقوا ابوابكم امام المجاز ؟
ثمّ ان الريح حلم النثر ، وحلم الشعر ، وحلم الحلم /
ثمّ إنكم ان اغلقتم ابوبكم فسد هواء الداخل / وفسدت مكتنزاتكم التي خشيتم عليها من الريح ، وفسد المكان كلّه /
ان الراحة كل الراحة ، ان تدعوا الريح تمر /
الريح ،باب المطر وباب الشجر وباب الابواب /
دعوا باب الريح مشرعاً /
واغلقوا ماعداه

المشي في سيرة الألف

المشي في سيرة الالف « أ »

استطال الالف كأفضل ما تكون استطالة القواد ، والقي نظرة فاحصة علي ضباطه وجنوده من الابجدية ، ثم خطا خطوتين ، حيث تلقي التحية الابجدية ، وعزف النشيد الكلامي .. ثم مشي .
لم يكن احد من ضباط وجنود الابجدية يعرف الي اين يمشي القائد . ساد صمت عجيب صفوف الجيـش الابجـدي ، والـذي صناعته الكلام . دبـت همهمة ، ثم هرج ، وعلت الاصوات وارتبكت الصفوف .
تقدم اللام « لـ » الصفوف وصاح باعلي صوته ، صمت ، كفوا عن الفوضي ، ان الانضباط هو الميزة العظمي للامة الابجدية . ان هذه الفوضي تربك الكلام ، وسيطرب الاتصال بيننا وبين البشر والذين يستخدموننا ، وستسري الفوضي في كل الانتاج الكلامي ، « نضماً » وشعراً ونثراً.
الكاف « ك » :-
مهلاً ايها الصديق ،هل تعرف الي اين يذهب القائد ؟ ثم هل انت مدرك للفوضي الكبرى التي يحدثها غيابه ؟ ثم هل تدري مـدي الخـراب الذي يصيب الامة الابجدية ، إذا اصابه مكروه ؟ لا قدر الله . ان هذه الفوضي التي التي تشهدها ، هي التعبير الامثل عن مثـل هـذا القـلق ... هل اخبرك وجهته ؟ وماذا ينوي ان يفعل في هــده الرحـلة ؟ فقد تكون فيها منفعة ابجدية . ثم كم يمكث بعيداً عنا ؟ ثم هل تدري مدي الضرر الذي يصيبنا ، ويصيب البشر جراء هذا التصرف الالفي غير المسؤول ؟
الباء « ب » :-
امس تنصت عليه ، سمعته يمدح نفسه ويتعالي . « انا مفتاح المعرفة ، وسيد الابجدية ، قامتي تختلف ، وصوتي يختلف ، وسيرتي الذاتية تقول انني سيد بلا منازع . انا مفرد لا يلحق بي ولا الحق إلا قسراً بهذا اللام المتشبه بي ، ولكن هيهات ، ان قامته تنثني عند منتصفه كمن يتسول من يسنده ،هو لا ينفع إلا رجلاً ثانٍ اما انا فلا اول لي .
اللام « لـ » :-
مهلك يا باء البخل ، هل قال كل هذا ؟ وما الذي دفعه ال كل ذلك ؟ وهو كقائد كان يمكنه ان يقول كل ما يريده في اجتما الجمعية العمومية الابجدية . هل كان هناك من يحرضه ؟ وهل قال غير ذلك مما يمكن ان يدلنا الي اين هو ذاهب ؟
الباء « ب » :-
قال انه يقود هذه الابجدية مما قبل قصي بن كلاب . وانه في ذلك الخروج الكبير ، قادكم عبر وهاد لهجوية ضروسة ، بدوية الطباع ، شديدة العجمة ، وانه عاني الكثير ، حتي اصبحتم سادة الابجدية في صحراء العرب ، ونفي ماعداكم من لهجات الي صحراء الصمت . ثم راح يتساءل ،ماذا نال من كل ذلك ؟ هل منكم من ذكره يوماً بالخير ، ولو علي سبيـل المجامـلة ؟ هل من مدحه ولو من باب المزاح ؟ وقال انه يعاني تجاهلاً ابجدياً مريعاً ، نسيت ان اقول ان هناك بعض البجدية كانت حضوراً ، ولكن لا داعي للاحراج ، خاصة وانهم كانوا مجرد اعزاء مستمعين .
اللام « لـ » :-
عفواً هل كان هناك متآمرون فاعلون ، غير هولائ الاعزاء المستمعين ؟
الباء « ب » : -
لا ، هو كعادته من صلف والكبرياء ، يستحضركم ثم يخاطبكم بصيغة الحضور
اللام «ل » : -
هل ذكر وخهته ؟
الواو « و » : - ( متدخلاً )
انا شخصياً لا ابالي الي اين يذهب ، دعه يذهب الي الجحيم . فقد ظللت برتبة جندي مما قبل قصي بن كلاب ، وهو كقائد لم ينظر حالتي ، بالرغم من مطالباتي المتكررة من اجل تحين وضعي في سلم الابجدية التراتبي .
اللام « لـ » : -
لاتنسي انك تتكلم عن قائدنا .

قطع

الالف « أ » وقد اقترب من غابة الكتر . التي قبـل السـهـل السقـيطي ، التي بعد المسادي الصغير ، الذي بعد سهل الحُمرة « حسن ، سمعت البشر السودانيين في كلامهم العادي يقولون ( الخلا ولا الرفيق الفسل ) .. واعلم ان الضباع نتنة ، وغادرة ، واعلم ان الاسود لا تتكلم العربية وان الاشجار ذات امية عربية ، والعشب ،ايضاً لا يتكلم العربية ، واعرف ان الغابة منزل الوحوشية ،وان الوحوشية لاتتكلم العربية . .. ،واعرف انني ساكون غريباً كصالح في ثمود ، او كصراخ في حلق اخرص . ولكن ، كل ذلك يهون امام فسالة الابجدية ، التي صحبتها ودعمتها وتضامنت معها كل هذا الزمان ، وعلي وعلي الابجدية الظالم اهلها .
لنر الآن كيف يتدبرون حياتهم من دوني ، تصوروا ابجدية من غير قائد ، من يفك مغاليق الشفرة الكتابية ، كلام بلا «أ » ، كتابة بلا « أ » ، هي الفوضي في قمة اناقتها ، والاضطراب في اكتمال هيئته .
هرج ابجدي
اللام « لـ » :-
مهلاً ايها الرفاق ، علينا ان نهدأ حتي نتدبر امرنا .
الميم « م » :-
من منا يحل مكانه ؟
الكاف « ك » :-
انا واللام كنا نائبين له في النص القرآني ، مدخل سورة مريم « الكهيعص » ، وكلانا يملك قامة شبيهة بقامته ، وكل ما نحتاجه هو عدد واحد الجليل بن احمد ، ليرتكب تقعيداً جديداً للابجدية القرشية .
اللام « لـ » :-
ماذكرته صحيح من الناحيـة النظرية ( ملحقة بنظر ) غير انك مشوّه ، بابتلاعك غير المبرر ، نظرياً . لهمزة القطع ، هل سمعت بمنقذ مشوه ؟ انت لا تصلح الا قطعة غيار حال اصابني عطب، او علي اسوأ تقدير ، رجل ثانٍ . ثم من يعيدك الي الخليل بن احمد لتزيد في ميزان حماقاته ؟
النون « ن » :-
( باسمة ) نحن قوم لا ننون حتي ننون ، وإذا ننا لا ننون ، فدعونا من هذا الهرج المجنون ، ولنكون فرقة ابجدية للبحث عن القـائد ، وانتـم ادري من غيركـم ، ان حالنـا لا يصـلح إلا بـه ، وكذلك حال البشر ، واهم من كل ذلك حال الكتابة .
الطاء « ط » :-
( وقد لحقتها عجمة وارتباك ) طوووووووووووووووووووط
الواو « و » :-
هذه وجهة نظر وجيهه ، وانا اؤيدها . ما رأيكم في ان نضرب في فجاج السماء بحثاً عن خلاص فردي ؟ وليذهب الناس وكلام الناس والشعر والنثر الي جحيم الاضطراب .

فلاش باك

الالف « أ » في غابة الكتر ،التي قبل السهل السقيطي ، التي بعدها المسادي الصغير ، الذي بعده سهل الحمرة ، ،الحيوانات ترقب هذه القامة الهائلة ، والقامة تنظر الشجر الشوكي ،وسائمة الغابة ، وصغار العشب ،والرطب من الظلال ، وقد دخل الحيوانات رعب غامض ، آت من جهات الله العامة ثم ركبها التوجس ، حتي صاح فيها الالف « أ » « انا هارب من فسالة قبيلتي ، وعلي اتم الاستعداد لان اصبح شجرة ، اوغابة ، او ظلاً عطناً ، او قرداً من فصيلة الشمبانزي ، وعلي استعداد ان ادخل معمل تقعيد الحيوانية .وهذا طلب انتساب مني .
الاسد : -
هل منكم من فهم شيئاً ؟
الالف « أ » : -
ما هذا ايها الرب ، من فسالة الابجدية الي فسالة الطبيعة ؟

قطع

في اجتماع الابجدية ، زاد الاضطراب ، وبلغت الفوضي الذبي ، صاح ذئب الابجدية الذال « ذ » إذا تعثر علينا العودة الي الخليل بن احمد . مهندس التقعيد اللغوي العربي ، او احضاره الينا ، فعلينا البحث عن منقذ من البشر الحاليين ، - علي الرغم مما يشوب هذا الاقتراح من عدم الجدوي - فلعل يكون منهم فاعل خير ، يعيد تقعيدنا ، بحيث نكون صالحين لبعضنا ، وللكلام ، وللشعر ، وجنس الكتابة او ربما يعرف مكان القائد ، حتي نجري مصالحة ابجدية ، منصفة ، تعيد له احترامه ، فيعود الي قيادتنا ، فيعم الخير الكتابي ، ويفسد الفسالة البشرية .
في غابة الكتر ، ما زال الاجتماع التفاوضي الحيواني مستمراً .
في اجتماع الابجدية ، ما زال الاضطراب في الكلام والتواصل قائماً مما انتج خس ائرادبية وتواصلية لا تقدر بثمن ،
ولكن العشم ما زال قائماً في ايجاد وسيط نزيه ، لاعادة المياه الابجدية الي مجاريها الكتابية والكلامية ،

كائنات امبيبي الجغرافية

كائنات ام بيبي الجغرافية

لبس ازرق الجغرافيا وخرج.
كان قد امم الاتجاهات ، والفوق والتحت وخرج ..
المِسّادي كائن جغرافي خرافي ، يقع غرب ود سلمان ، ويمتد من شمال الله الشرقي الي جنوب الله الغربي .
هذا ما عرفه لاحقاً حين ادركته المدرسة .
كانت المطرة هي اختصار الخريف ، وزوج الارض . هذا ما مدّه به قاموسه المفاهيمي المتواضع .
المسادي كائن تشكله كائنات جغرافية متنوعه ، بدأً من الثمام والذي يشكل اديم المِسّادي ، متضامناً مع ام دغبوس والعتر ، واللبديب ،والفقوس البري ،والتبش البري ، والملوخية البرية والارانب البرية ، والباجبار البري ،
المسادي كان كائنات برية ، ومتضامنة .
خلف ام بيبي ، وعلي مدّ الشوف ، يمتد حقل مائي موسمي ، يأتي دائماً مع الله .
خلفه مِسّاديات وثمام وخلاء .
امامهما مستعمرات كائنات الله الناطقة
ثم سهل موسمي ، يملأه الله بالسـقيـط ، وبالــكلاب الضالة ، وبصل الكلاب الضالة ، وعصارة مختصر الخريف .
ازرق يعرف الله باختصار المطر ، وببت المطر ، وبالفقوس البري .
خلف السـهل الموسـمي ، قوز يتيم ، وجاء ، ايضاً مع المطر ، هذا هو التفسير الوحيد ، الذي تختزنه ذاكرته الامية .
خلف اليتيم ، سهل من نبات الحمرة ، ثم غابة من الكتر ، وقبلها غابة اصغر منها من شجر الاكاسيا ، ثم السهل الزراعي ، ارض الغيداب .
كل هذه الكائنات . كانت كائنات مطرية . هي تهطل مع المطر ،فتصحو ذاكرا ازرق النائمة ، وفيها تصحو اسراب الاوز البري ، طيور الجبركل والباجبار،وام رخم الله وام قيردون الحاجة ، وعشرات الانواع من كائنات الله الطائرة ، وصديقها الغيم .
ما لم يفهمه ازرق بكل دروعه الجغرافية ، هو ، ما هي الاسباب التي دفعت عيال دفع الله ود سلمان لاختيار هذه البقعة لإقامة مستعمرتهم البشرية ؟ وفي هذا المكان بالذات ؟
بينها وبين البحر مسافة ضحوة ، والمسادي ، وجيوش من الثمام والرمل . وبينها وبين البِلْدات ، سهل السقيط ، وغابتي الكتر والاكاسيا
صحيح ان « الدروب شاتات » ، هي قطعانهم من البقر والغنم والضأن . كانت لحظة سدورها عصراً ، تثير من الغبار ما يسد عين الشمش . وكان ما يفيض من لبنها تحفر له الحفاير حتي لا يفسد ضروعها .
وصحيح ، انها كانت تكسب دفع الله ود سلمان منعة في قبيلته ، وهيبة غنمية علي القبائل المجاورة ، وعلي وجه الخصوص قبيلة الحسنات . وافخاذ صغيرة من الكواهلة ، وبقية الحسانية ، والغيداب ، بطن من بطون هذه القبيلة .
وصحيح ، ايضاً ، ان الدروب شاتات ،كانت تحتاج السهل مراحاً .
ولكن ازرق المتدثر بالجغرافيا ، منذ ان عرف المطر ، لم يفهم حتي الآن ، لماذا اختار الغيداب هذا الموقع لقريتهم .
خالتي غوالي ، احد كائنات هذا السهل ، إمرأة بيضاء ، خلافاً لكل نساء القرية .ازرق كان يقول انها جاءت مع المطر . وهو يقيم في ذهنه علاقة ما ، بين بياضها وبين حمرة بت المطر .
كانت ضحاكة ، وزوجة لعمه ناصر ود عبد الله ، وكانت زلقة اللسان ، كانت ضحكاتها جذابة في جلسات الجَبَنة الصباحية ، الطقس المُعَطِر للقرية . وقبل ان تطلق ضحكاتها الصخابة تقول :-هوي يا نسوان ، امسكن رجالكن ،..و النـ..................... بي شيكة ، وتروح في ضحك موجع ومن خلفها النساء ،
إلا ازرق ، يضع رأسه في طريق السؤال الكبير ، لماذا تضحك امي ؟ امي ليس عندها رجل .....
كل ما يذكره ازرق عن ذلك الرجل ، انه ذات خريف ، وفي منزل خالته زينب ،ويدان دافئتان ، تطردان عنه البرد ، وتشكلان حماية مما لا يعرفه . كان عمره لا يتعدي الثلاث سنوات . هذا كل ما تلقاه من حماية ومن دفئ في حياته .
لم يفهم لماذا تضحك امه . وحين اخبرها بهذه القصة ،اصابها حزن شفيف ودهشه مصمتة ،
ثم تزوجت بعد اقل من عام برجل اعور وسكير وبلا رأس ............
من الذي اخبرك بهذه القصة ؟
رأسي يا امي
وذهب كل منهم في إتجاه . ازرق ذهب في اتجاه رأسه ، وامي ذهبت باتجاه النسيان ،وعمي الاعور ذهب باتجاه الانداية
واما السؤال فقد ظلّ معلقاً هناك ، في سماء الله وسماء ودسلمان ، والتي اصبحت اشبه بذكري الخراب الجميل .
السهل المطري ، كائن هجرته الزراعة ، والبشر الزارعون .
و « الدروب شاتات » اكلها الاهمال ، والجفاف ، والمطر الذي تخلي عن وظيفته ،كمختصر للخريف ، لصالح الموت .
اما البشر فاكلتهم الايام .
كان دفع الله ود سلمان حافظاً للقرآن .
وكان البشير ود دفع الله حافظاً للقرآن .
كل ذلك لم يمنع الدياسبورا من ضرب الغيداب في مهجر ، وتشتيتهم في فيافي الله.
قال ازرق ، وهو في كامل اهابه الجغرافي :ـ
كان الفكي ادريس صالحاً ، من جهة الدرادر
وكان ولده سليمان قد تزوج من حسانية ، قريبة من فضاء الغيداب القبلي .
وكان الكفرة قد عاثوا فساداً في الارض .
وكان الوطن غائماً في الرؤوس .
قال لهم الفكي ادريس ،انا بمسك ليكم سرّ السلاح .
تعالت الاصوات ، واندفع الحماس البري ، والايمان البري ، الي الرؤوس حماية للوطن الغائم فيها .
كان المسادي بكل كائناته المتضامنة ، وبهائه الجغرافي ، هو الحارس لود سلمان ، من جهة الغرب ، ومن خلفه ام بيبي ، ومن خلفها قيزان متضامنة حتي مشرع البحر .
هذا ما كان ازرق يلبسه .
الكفر ما بمرقو بي هنا إلا علي لحمنا
قال ازرق ، بعد سنين ، وبعد ان ادركته المدرسة :
الاتراك ليسو بكفر يا جدودي .
قال الفكي ادريس : بابور الترك مرقت من قبال الدرادر ، ويمكن تكون وصلت ود شلعي .نحن نلاقيها صعيد ، قبل الشاوة ، قولكن شنو ؟
.....
تذكروا سر السلاح الممسوك ببركته .
إمتلأ السهل بالرجال ، والخيول ،
والبحر ببابور الترك ، وبطموحاتهم الكبيرة ،في ما وراء السهل ، من رجال وذهب ومجد . والسماء بنيرانهم التحذيرية ، وبصيحات التهليل ، ومشي الموت في الرجال ،
وفاض السهل من فضاء الشاوة حتي مشرع البحر بالجراح الباسلة .
حكي ازرق : قال الفكي ادريس ، ما قتّ ليكم ، السلاح ممسوك .
قال ازرق : كان هذا آخر ما قاله الفكي ادريس ، اكله السلاح الممسوك .
قال ازرق : يبدو ان الفكي ادريس مسك السلاح من الحتّة الغلت
قال ازرق : لم يبق من الغيداب إلا دفع الله ود سلمان ، وكان طفلاً .
وفي الشتات ضاع خلق كثير .
ومن الترك رصاص كثير ، ومن البلاد كلها .
قال ازرق ، الآن عرفت متي بدأ خراب ود سلمان .
قال ارزق : وحتي عندما جاء ابو سنينة ،في زمن الازهري ، وكان نائباً اتحادياً ، عن دائرة القطينة ، باقتراح ليحي السهل المطري ، الذي يقع خلف القوز الذي جاء مع المطر ، فال عمي امحمد ود النو ود دفع الله ، وكان حزب امة، وكان ما تبقي من القرية قد انقسم بين الامة والوطن الاتحادي . وفي تلك الجلسة العصرية في القرية المقسمة وبين ابي سنينة ، قال عمي امحمد ود النو ود دفع الله .....
عمي امحمد ود النو ود دفع الله ، لا يملك إلا ثوباً واحداً بدون سروال ،( ام فكو )
وقد كان حكاءً وذا لسان حلو .
قال عمي امحمد ود النو ود دفع الله : ـ ( مخاطباً النائب ابو سنينة ) يا زول هوي ، امشي شوف ليك غراباً جزُّ ، نحن علي بالطلاق المشروع دا كان بعنا بقرة بقرة ،نقومُ .
عمي امحمد ود النو ود دفع الله غير متزوج !
وكان عمي امحمد ود النو ود دفع الله ، لا يقرأ ، ولا يملك بقراً ولا غنماً ولا غراباً .
كانت ود سلمان كلها ما فيها اربعين راجل .
والعندهم بقر ما يجو عشرة ،
قال ازرق : يبدو ان الفكي ادريس مسك سر الراي ، بدل سر السلاح .
ازرق خلع الجغرافيا ، ولبس قميص وعنطلون ، وساح .
وحين التقيته في العام ، 97 ،في فندق المريديان ابو ظبي ،وحوله حلق من الحواريين ، وقول كثير ، وهرج اكثر ، سمعته يقول في سره ، علناً ،
........... دار ابوك كان خربة ، شيل ليك منها شلِّة
قال ازرق :- إنّ خراب ود سلمان بدأ من سهل الشاوة ،
قالت خالتي غوالي : حليل عرب الشاوة

thagafia@homail.com
elsheikh46@yahoo.com

الي بولا

       كلت روحي، وانا انقر باب «الغنا اللنسدَّ» /تقرأ الكتابة . وكان انسداده نتيجة لاغبان شخصية، تراكمت عبر الزمن المهدر من حياتي، وفشلت في منع هذا التراكم او إزالته .
       من قال ان الكلام مائدة الله؟ فقد صدق .
       اكتشفت اثناء انسداد باب /الغنا / الكلام، ان الاقبال علي هذه المائدة بنصف شهية، يجعل الاقبال كالادبار. دعك ان كانت الشهية عمياء.
       ولكن لايأس مع الكتابة. وجدت باب العلامات « متاكيً» فدخلت منه. اعني علامات الترقيم، قبل انزياحاتها ومجازاتها. قلت لنفسي:هذا كم مهمل من المبصورات المرقومة، منذ ان اقعدها علماء التقعيد(اعني اقعدها)
       وعلي مدخل مأوي العلامات التقيت السيدة الفاضلة الفاصلة. قلت اسألها، لعلَّ عندها لي خبراً.
       ايتها السيدة كيفك؟
       كما تري، لست بخير، مقعدة وشبيهة بـ«ديك البطانة»-سأحدثك لاحقاً عن سبب هذا التشبيه السوداني المحض- ولكنني مقعدة، كما تري، حتي لا اكاد الحظ،فأنت حين تناديني لا استطيع ان اجيبك.لان المهمة التي اوكلها لي علماء التقعيد هي:ان لا ابدي زينتي إلا لحظة النداء البشري، او حين تشتبك غابة الابجدية، فتوجد لحظتها مهمة جدُّ متواضعة،هي الوقف المشروط لفك اشتباك الكلام.هذا فقط حين يتعلق الامر بالرقم. اما ما عدا ذلك فانا زائدة عن الحاجة، او هكذا فعل بي علماء التقعيد، بعد ان عبثوا بتاريخ شجرة عائلتي، وتركيبتها الجينية.
       هل سمعت احداً يذكرني، او يعتبرني حين يتحدث، خاصةً بعد الانفجار الكوني الخاصة بتعدد وسائط الاتصال الكلامي. لا احد يعتبرني في التلفزيون، او في التلفون، او في الراديو، او في السينما، ابداً،
       هناك البعض من قبائل العلامات قد تلحظها من طريقة المتكلم، او من نبرة صوته، اما انا فلا احد يلحظني، او يهتم ان يلحظني.
       لقد طلبت مني التحدث عن نفسي. انا يا صديقي إشارة ضوئية جانبية في شوارع الكلام، لا استطيع ان امنعك السير داخل غابة الكلام، او حتي اسمح لك بالمرور، هكذا غاية السلب، انا فقط لحظة ان تلحظني ثم تمضي، ودون حتي ان يشكرني احدعلي هذاالدور الغامض والمبهم الذي اوكل اليَّ.
       ماذا يحدث لو لم اكن موجودة؟ هل سيضطرب عالم اللغة؟او تهتز دنيا الكلام؟ لا اظنُّ ذلك سيحدث.هناك الآلاف من الكلمنجية والكتبنجية، لا يأبهون بي، ولا يلقون عليَّ مجرد التحية، ومع ذلك يمشي كلامهم في دنيا الكلام مُسَبَّحَاً بحمده، من دون ان تنزعج قبيلة الكلام،ولا المتعاملون معها.
       اعذرني علي التشجن،فانا مغبونة، وظللت انتظر من يسألني هذا السؤآل قروناً عدة، وكنت دائمة السؤآل عن قيمتي وجدواي. ثم نظرتني في المرآة، وتساءلت عن جذور عائلتي الجينية.
       لقد اكتشفت خرابا لحق بجينات عائلتي ادي الي مسخها الي هذا الشكل المقعد الذي تراه، والمسؤليات الضامرة التي اتولاها في دنيا الكلام.
       وهنا مناسبة للعودة لمثل «ديك البطانة» الذي ذكرته لك سابقاً. فقد اكتشفت من خلال تتبعي لجذوري التكوينية، انني كنت واواً، وحين احتاج علماء التقعيد الي التشريح الذي ارتكبوه لصالح ما يزعمون انه ذا فائدة رقمية عالية، ارتكبوا هذه الجريمة. فبدل ان يطوروني قزموني، وقلبوني كما فعل البطانيون بديكهم، وحكايته معروفة. هذا ما حصل معي. قزموني، وقلبوني، وقلصوا مهامي، حتي تتواءم مع الهيئة الجريمة التي حولوني اليها، بعد ان كانت مهامي الكتابية ،قبل الجريمة، واسعة ومتعددة، عندما كنت واواً.
       هل اقتنعت بهذه الجريمة التي ارتكبت في حقي؟
       حسنآً، كبرني قليلاً،ثم اقلبني من الاعلي الي الاسفل، ثم اقلبني من اليسار الي اليمين، لتتأكد ان اصلي واواً. ومهامي عديدة،       
       عندما كنت واواً، كنت عاملاً عضوياً ضمن قبيلة الكلام، كنت قادراً ان اجر الشمس والكواكب، وقبائل الله الخاملة، الي جذوة النار، ليصطلوا، او ليحترقوا. كنت قادراً علي جرِّ وادي النيل من الشمال الي الجنوب، وجرِّ الحرائق حيث تكون فاعلة في الخمول، كنت قادراً ايها الصديق، علي جرِّ الكلام من مهاد النوم الي فضاء الحركة والضجيج، وقادر علي مسامرة الاطفال حتي لا يناموا !
       انا يا صديق، اتعلق بالزائد من الفوضي، والغامض من موائدها المشبوهة. كنت قادراً علي اصطحاب الليل في رحلاته الماكرة. وقد اصطحب الحقَّ والمستلب. وقد انصب المشانق حين استوي في حقل المجاز.
       هل تصدق انني قد اصطحب الماء، والغابة، والنهر، والاحلام الحامحة.وقبائل المارقين الي حيث يستوي الخلق علي جادة الحق؟
       كما كنت استطيع ان اعطف «يقوم» علي « الجبل»ليصبح القيام فريضة عين علي كل هرم الكائنات، بدءآً من الجماد الصلد الي الحي المتحرك.
       كنت استطيع ان اعطف كل الذي قيل علي كل الذي لم يقل كجملتين  قادرتين علي فك عقدة الكلام، وإطلاقه في دنيا الناس فاعلاً،كما فعل بي ذلك علماء التقعيد حين منحوني لقب واو فاعلة، ثم عادوا واقعدوني مَقعد مُقعدْ، علي هيئة اطلقوا عليها فاصلة، كما رأيت.
       استاذي بولا
مازال في النفس شئ من هذه العلامة،«الفاصلة  وتحولاتها» مروراً بكل العلامات، وصولاً للعلامة الفارقة في تاريخ الثقافة السودانية المعاصرة، والمرشحة لان تبقي طويلاً، وتثير جدلاً حاراً، انه انت انت ايها العزيز بولا، احدي علامات الحياة وسط موات الثقافة السودانية.
سأعود لملاحقة بقية العلامات، اتصور ان لكل منهاما تود ان تقوله.
هاانذآ انقروبقوة باب «الغنا اللنسد»
       تقبل مودتي
النور

الي بولا

عزيزي بولا
    طالت الفاصلة، علي غير عادتها، وضد وظيفتها، كما طال الشوق كعادته، مسخنٌ بالعطش، مليئٌ بالاسئلة.
    وانت منها ومن شقيقتها الفاصلة(،)مدعمةبها ومسنودة بنقطة(.) وقد منحني المقعدون اسماء عدّة، بعد مسخي، فسموني «الفاصلة النقوطة» و«الشولة المنقوطة» و«القاطعة» وذلك تميِّزاً لي عن صديقتي «الشولة» او هو احتيال بلا مسوغ، وحرموني امتياز «الفارزة» الذي منحوه لـ« الفاصلة»
    انا يا سيدي، لست غاضبة من هذا الحرمان، ولا غايرة من امتياز صديقتي. فنحن من قبيلة واحدة، او بطن من قبيلة الابجدية، وهي بطن« الفاء، والقاف، والواو.» وبدوننا تلثغ اللغة ويعرج الكلام، وتظلع الكتابة.
    ومن الطرائف، انني لم اجد لي موقعاً في «كتاب الله» لا انا، ولا يطني، ولا كل قبيلة العلامات، عدا علامة الوقف المبتكرة -وهي ليست وقفاً كاملاً، ولا حتي منقوصاً- وهي ابتكار خارج منظومة العلامات، علي هيئة نجمة كبيرة، او نقطة، حسب مزاج الطابع.
    انا يا سيدي، فاء لحقها ما لحق بصديقتي ال«،» من مسخ وغلط. وهذا الغلط اخرجني من بطني، ومن قبيلتي، وادخلني كرمز بارد بين غابة الابجدية، بدعوي التقعيد، وبمهام تعسفية لم تحترم تاريخي الرقمي، ولا المساحة الفاعلة، والتي كنت اشغلها وسط قبيلة الابجدية، قبل المسخ.
    وهكذا، وبعسف ممنهج، جعلوني اقف بين محمد وبين صفته وملتصقاته. كما جعلوني، ودون مسوغ اخلاقي، اقف بين السبب والمسَبِبْ. كما احتالوني سبباً للتنفس للآلة الكابة. ولك ان تضحك من هذه المزحة غير المليحة. فقد ابتسروا الكاتب الي آلة الكتابة. وحتي يتنفس قلمك، عليك انان تضعني استراحةً، حتي  لا ينقطع نفس قلمك! ثم اوقفوني بغباء، ودون استشارتي بع كل ادوات الربط. وعلقوني كشاهد قبر بين الاصناف، والمتشابهات، حتي لو كانت الاصناف اعواد مشانق،وعناصر بؤس.
    اما الآن، وقد واتتني فرصة الاحتجاج، فعلي ان انتهزها، حتي اتمختر امامك بتاريخي النبيل، والذي اعتز به، ومنجزاتي التي انكرها المقعدون.
    كنت يا صديقي بطن من بطون الابجدية. وكنا بطناً فاعلةً. كنا نستطيع ان نشكل الـ«فوق» سماوات طباقاً، واحلاماً مجنحة، البسة للخيال-الخلة المسكوت عنها- ومكراً بكراهة الواقع. كنا نستطع ان نلون طيوراً بالغة الجسارة، وجيوشاً من الصحو، ضد الغفلة.كنا نغشي الكسالا فندفع فيهم النخوة، والتعابا، فنمنحهم بوصلة السمو والترقي، والدروب وسالكيها، فندفع فيهم همة الصعود.
    وكنا، حين نتحد، نشكل علامة فارقة، حين يتجاوز العسف حدوده، والفاسق فجوره، والدكتاتور قسوته وفسقه «قف» حتي يستعيد الحلم بهاءه، والروح سموها، والحياة دقيق معناها. نفعل هذا مجتمعين، او مثنيين. وهذه انا مع «القاف»، ومع «الواو» «قفوا». وحين تقف الجماعة،لابدَّ ان يقف الزمن، لتريب مسار حركته. ولابدَّ ان يقف التاريخ، لترتيب اوراقه،وتحديد موقفه من من كتبه ومن من سيكتبه،وتصنيف اولوياته.
    وحين «يقفوا» معاً ضد القعود، وضد الكسل، وضدّ التراخي،وضد العجز. نحن هنا امضي فعلاً من الـ«.» وافعل من كل علامات الوقف الضوئية. فهذه قد يقعدها عمي الالوان، وعمي البصر، وعمي البصيرة، وعمي الكلام. اما نحن، فلا لبس يلحق بفعلنا. نحن نأتي عبر العين، وعبر الاذن، وعبر اللمس، وعبر الكلام. فحين نشكل «قف» يقف مشي الكلام. يقف الفكر محتقناً بالتأمل والتفاكير. ان الاستجابة لفعلنا فورية، وفعلنا حاسم.
    اما حين اقف كالسيف وحدي. فانا فاء الفأل، حين يظلم الواقع، وتدلهم الدروب، وتشتبه القيم، ويضمر الحلم. وبي يضحي «الفأل» ترياقاً ضد الخنوع، وبادرة للاحتمال، وحرارة في جسد الشتاء المشكل للعسف في لحم الفعل.
    انا فاء الفعل، حين يصبح الفعل فرض عين، ومرجع البيان.
    وفاء الفهم، حين تلتبس القيم، وتشتبك المفاهيم.
    انا فاء الفضول. حين يصبح التواضع علي علي قيم الخير والتوادد واجبا يمليه الاجتماع الانساني. وفاء الفصل بين الحلم والواقع، وبين الفعل وإرادة الفعل، وبين الظلم والعدل، وبين الظلام والاستنارة.
    انا فاء الوفاء. إذا مرَّ الكلام، وعري لحم الصديق، وتكالب اكلته. وإذا اعجم من حوله، فانا اعرب، وإذالحن فانا افصح، وإذا عجز كنت ظهرا اسند عجزه وحلمه.
    وانا فاء الفلاح، إذا نودي لإعراب الحلم.
    انا فاتحة الكلام ، والسلام.

لك الوفاء كله.
النور