الأحد، 3 يوليو 2016



http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-120277.htm


عبد الله علي ابراهيم: ام قيردون الحاجة



      «ام قيردون يا الحاجة       كل صباح داجّة»
      كنا  نرد هذا الاهزوجة، كلما هلّ الخريف، ومعه تلك الاسراب من الطيور الموسمية، ومن بينها ام قيردون. او طائر الذعرة، هذا الطائر  الجميل بمدي تشكيلات اولوانه المتداخل من الزرق [الاقرب الي الرمادي]، والابيض والاسود، والذي كان يغري طفولتنا بتفحصه عن قرب، وبتلك المشية الراقصة، المغايرة لكل ما تعرف طفولتنا من مشي الطيور، الامر الذي يرغبنا في اصطيادها اكثر من غيرها من الطيور.
      وام قيردون من اكثر الطير حذراً وريبة، تجاه موجودات الطبيعة من حولها ومن بينها تلك الفخاخ عالية التمويه، وكنا ننوع الطعوم لخداعها، الامر الذي نتج عنه انني، في ذلك الصبا الباكر، اصطدت الكثير من انواع الطيور، إلا ام قيردون! حيث كنت انصب فخي، فقط لاصطيادها، وكنت انتظر الساعات، تحت شمس معلونة، ولكن تبين لي ان هجراتها الطويلة عبر  الجغرافيات قد اورثها ذلك الحذر وتلك الريبة! وهما حذر وريبة مبررتين، ولحذرها ذلك، فهي لا تتناول وجباتها إلا من الطري الطازج من روث البقر، ولذلك كنا  لا نحبه، لأنه يفشل خططننا للصيد

      استضافنا الصديق مامون التليب: د. عبد الله علي ابراهيم، وشخصي؛ علي مائدة صفحته علي «الفيسبوك» حيث انه نشر  رسالة وصلته من د. عبد الله علي ابراهيم بعنوان «رسالة من عبد الله علي إبراهيم إلى سائر شباب السودان في ذكرى 22 يوليو 1971» وكنت قد نشرت تعقيباً علي الرسالة في « سودان فور اوول»  وارسلت نسخة من ذلك التعقيب للصديق مامون، وعاملها مامون بمهنية صحفية عالية محترماً حقي في الرد  او التعليق، في نفس المكان الذي نشر فيه  رسالة عبد الله :مدونته «طينياً»، متصوراً :«أن هذا الحوار الفكري مفيد لمستقبل علاقتنا مع الماضي والحاضر. شكري ومحبتي أستاذ النور. وقراءة ممتعة لمتابعي المدونة.»»
       تري هل كنا بمستوي طموحة الثقافي والاخلاقي كمنازعين؟
      الحوار الذي جري علي صفحته علي «الفيسبوك» يوضح ان طموحه كان مفعماً بالتفاؤل،
      انظر قارئي العزيز  الي الحوار الذي هكذا دار خلف مقدمة  الصديق مامون:
     تقديم مامون التلب
إقتباس :

«النور أحمد علي (اللحمر) يرد على رسالة البروف عبد الله علي إبراهيم
مقدّمة طينيّة:
رسالتان متعاقبتان وصلتني من الشاعر والتشكيلي أستاذنا النور أحمد علي (النور الأحمر)، ومن تصله رسالة من النور فهو في عداد المُصابين بالجمال وانفراط العاطفة، وفي حالتي دائماً أُصابُ بالبكاء؛ فعزيزنا من رواد حركة التجديد في أدب الرسائل، فقد أصدر سلسلة من الكتب بعنوان (مكاتيب النور اللحمر)، ثمّ أن علاقتنا قد بدأت بالمراسلة منذ أكثر من 10 سنواتٍ تقريباً، ثمّ التقينا قبل عامٍ ونصف بدولة الإمارات فكان التطابق ما بين الكاتب وجمال الشخص مُرعباً.
مؤخراً، كنت قد نشرت رسالة من البورف عبد الله علي إبراهيم للشباب السوداني بعنوان (رسالة من عبد الله علي إبراهيم إلى سائر شباب السودان في ذكرى 22 يوليو 1971م، وقد وَجَدَت هذه الرسالة تفاعلاً وردود أفعالٍ بعضها نُشر بموقع سودان للجميع، حيث قام النور بإعادة نشر الرسالة، وأتبعها دكتور حسن موسى بتعقيبٍ ضافٍ قمت بنشره على صفحتي بموقع فيسبوك، الآن أقوم بنشر هذا الرد من النور أحمد علي على طينيا، ثمّ أتبعه برسالته الشخصيّة إلي، مع وضع روابط للرسالة الأصلية، وبوست الحوار على موقع سودان للجميع. كذلك فقد أتبع النور رسائله بلوحة (هابيل)، وأجدها مناسبة لإرفاقها مع هذه النصوص.
أعتقد أن هذا الحوار الفكري مفيد لمستقبل علاقتنا مع الماضي والحاضر. شكري ومحبتي أستاذ النور. وقراءة ممتعة لمتابعي المدونة.»

الحوار الذي جري علي الفيسبوك:


مداخلة أولى من
«Jooba Elshiekh
      «أنت تحب يا صديق لأنك هكذا اخترعت، شأن الكائنات البشرية الضخمة، والتي أثرت مسار الإبداع الانساني. فأنت تحب، وتكتب الشعر، وترتكب تلك المشاغبات العنيدة، وتسكر، وتصلي في نومك، ثم تعتذر بالحب، الحب لا يلغي المهام الحياتية بل يدعمها، سأتوقف هنا، هكذا علمني أستاذي سعد أمير طه، علمني أن الكتابة لا تقول ولكنها تشير.»

تعليق :
Abdullahi Ibrahim
      «سعد علمك وين، ومتين؟»

تعقيب:
Elnour Ahmed Ali
      «في ذلك الزمان الذي كنت فيه تلميذاً عند الاستاذ عبد الخالق محجوب»

Jooba Elshiekh
       وهنا، اختارت الصديقة جوبا ايقونة تعبر عن الحيرة والتساؤل.

Abdullahi Ibrahim
      «ما بتحلك!»

Elnour Ahmed Ali
      «شوف منو فينا المزرور يا عبد الله؟»

Abdullahi Ibrahim
     «هل أنت جوبا الشيخ؟ هذا من قصدته بالتعليق تفكهاً. ولو كنت أنت لقلنا سلاما.»

Elnour Ahmed Ali
    «سلاماً.»

Mamoun Eltlib
   «ههههههه :) سلاماً ليكم جميع

Elnour Ahmed Ali
      «مامون، عبد الله لا يدعو الي اشاعة السلام، ولكنه وبكل الخبث الذي تولاه، محتلاً مكانة المثقف الذي رفعناه  يوماً ايوقونة ثقافية، في الزمن السمح، فهو متخابثاً يشير للآية ..« وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» (63 الفرقان)»
     فهو، وجرياً علي منهج ملته والذين توجه لهم ذات؛تابة «زملائنا علماء الدين الأجلاء وللجماعة خاصة التي درجت على إعمال سلاح التكفير لمصادرة حرية التعبير في معاش الوطن ومعاده. فلم يعد يسلم أحد في الطيف السياسي من نهش عقيدته وتسفيه صحيح دينه. ولقد ناشدناهم مراراً وتكراراً، وعقب كل حالة تكفير، أن يقسطوا ويعدلوا ويثوبوا إلى رحابة هذا الدين ويقبلوا بالخلاف الذي هو رحمة بل هو فرض رباني. واستنكرنا منهم أخذهم بسلطان التكفير جزافاً»  فهو يجهلني، وعبد الله يعلم ان الجهل كفر، فقد وسم الاسلام، كل العصر الذي قبله  بالعصر الجاهلي، والجاهلية هي الكفر، ولذلك فكل سكان ذلك الزمن كفار، ولذلك لم يتردد في تجهيلي ، لأنني اختلفت معه في الرأي،وهذا ما يفعل زملاؤه «علماء الدين الأجلاء» في الفضاء العام المتمكنين منه.
      فحين برقت شاشة الحاسوب منبهة بورود رد من د. عبد الله علي ابراهيم؛ لاول وهلة استغربت، ثم تعجبت، فمنذ ما يزيد علي العشر سنوات وانا في هذا الفضاء، لم المح ان تداخل عبدالله، في الحين الذي فيه، دائم التواجد علي منابر اخري! فقلت : اخييييييييراً؛ ظاناً انه جاء لهذا الذي نشر موسوماً باسمينا، واحتراماً لصاحب البوست والذي قد علمت انه وقبل سنوات،وفي احد المناسبات الثقافية في الشارقة، اوسعه مدحاً. واضفت: تواضع الدكتور طمعاً في رفعة الله، ومن بعد احترام حق الصحبة!
          كنت لمحت، ومن خلال متابعات كثيرة، لمنازعات الدكتور الحوارية، انه لايرد، ولكني استدركت: «سبحان مغير الاحوال» ولكنه لم يخيب ظني، وواصل سنته علي الاثر :«من خلي عادته قلت سعادته» 
       انا لا اعرف ان كانت هذه العادة، تعالياً ؟ ام غروراً؟ ام تكبراً؟
      فعبد الله كما عرفت من متابعاتي لما يكتب، انه يتحمس ويكثف وجوده إذا كان الامر يخدم تصوره وصورته  الذاتية، ويجلوها امام ناظريه، وامام الناظرين، 
      المرآه لا تقول لك انت جميل، كونها لم تتدرب علي صناعة البروباقندا التجميلية وصناعة الابطال، انها تقول لك، هيئتك بعد ان مكيجتها، بحيادية كاملة، اما في الحوار فيبان «الكوك» الثقافي، والعوار الفكري، وهذا ما لا يرغبه عبد الله. 
       ولذلك صدمني رده ، الذي تخيلته في صلب المالمنازعة!
      « انت سعد دا  درسك وين؟ ومتين»
       وولخيبتي كان ذلك رداً علي الصديقة جوبا، علي تعليقها المنشور في مكان ما من هذه الكتابة، ورده ذلك يبين انه قد هرم فعلاً، وبانت اكثر من عورة في ذلك الرد كما سنبين:
      ** اولاً هو لم يتداخل، لتنشيظ المنازعة، كما كان يرغب الصديق مامون، فهو دخل كمن يحاول نقل الحوار من منطقة الجد لمنطقة الهزل،
      **  ثانياً هو جاء مجاملاً لمامون؛ حيث ان البوست موسوم باسمينا، وولذلك هو جاء لاثبات حضوره فقط، وليس لاثراء الحوار.
      ** الرد لا علاقة له بالبوست اصلاً، فهو يرد علي رد متداخل، قال رأياً، فقد تناول جزئية خارج السياق ليسأل  سؤآلآً انصرافياً، وكأنه عليه (دستور) اسمه سعد امير طه، والذي زعم ان له نظرية عنه؟ حتي يبدوا انها نظرية سرية، ظهر من ادب تلك النظرية مقالة  متواضعة بما فيها من إدٍ، بزعمه ان سعد امير طه  هُرِب من القاهرة في صندوق؟؟  وكأني بذلك الدستور  يركبه كلما لمح اسم سعد امير  طه،
      ** ماذا تفيد معرفتك متي واين درسها سعد امير ، هذا البوست او المنازعة؟؟
      ** اكرر  ان عبد الله قد هرم فعلاً، فهو لم يقرأ مقدمة ما مون والرسالة المرفقة معها ، فلو قرأ لعرف ان رد الصديقة جوبا يحمل تضميناً من تلك الرسالة التي ارسلتها لمامون، وفيها اسجل حضور سعد الدائم في الخاطر، دون ان يكون لي نظرية عنه،
      تري هل تداخل عبد الله الهرم لأن جوبا امرأة فقط تحبباً؟؟؟!!! ام انه يريد ان يضيفها للائحة ابناء تلك الدوحة، مع بؤسها البائن كاستعارة، ولذلك يضمن مولاتها لمشروع دعوته للشباب السائر.
      وان كان رده تفكهاً كما ذكر؟ فعبد الله المعروف بحس الفكاهة العالي عنده ، خانه هذه المرة، فالمشهد كله لا مكان فيه للفكاهة، والامر الثاني ان الصديقة جوبا من المؤكد انها لم تكن تمزح حين ضمنة ردها مقتطعاً من رسالتي لمامون، وهو يعرف تمام المعرفة انني الرجل صاحب ذلك التضمين، تلك كتابتي يا عبد الله «وانا اجزي بها».
     وانا اعرف ان عبدالله اختار هذا المدخل  من كل هذا المحاورة، كونه [ المدخل] يوفر له غطاء علي قاعدة: « ايك اعني واسمعي يا جارة»، ظاناً ان هذه الحيلة تمكنة، الاستهزاء والانسلال دون مؤآخذة،  فالذي اعتمده، اسلوبٌ للتهكم وليس للتفكه، لان المشهد كله لا يحتمل مزاج التفكه!
      انا ياعبد الله لا انتظر منك براءة كاتب، فانا رجل ادري وادري انني ادري، وتحت معرفتي لذاتي ولقدراتي اكتب، لا للغلظة، إلا إذا دفعت إليها دفعاً.  
       انت تعلم جيداً دكتور عبد الله، اننا كنا اكثر المتحلقين حولك وحول كتابتك، ومديحها، حتي قبل ان نعرفك، ذلك انك كنت تحسن صنعتك، وحينما كبرنا، صرنا نري بغير عين الرضا تلك، التي كانت تحمد صنيعك الكتابي، وذلك لأنك سرت بصنعتك جهة لا نرغبها، ولذلك نعارض ما تكتب، ليس لامر  ذاتي متوهم، ولكنها احكام ذائقتنا القرائية، وهذه هي طبيعة الاشياء.
      *** ان تحسن نحسن، وان تسئ،فلا تتوهم فينا نصاري، ونحن لا نجيد الاستدارة؟
      ***وردك يا عبد الله لن يزيدني معرفة، وعدمه لن ينقصنيها، من هذه الزاوية   التي انظر منها موقعك الذي اخترت الوقوع فيه.
       ** فواصل تصعيرك،فـ (إِنَّك لَنْ تَخْرِق الْأَرْض وَلَنْ تَبْلُغ الْجِبَال ) لإسراء (37)