الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

رسالة الـ«ع» ٢

       والعين يا عادل وسيط اعمي ، او قل مأجور . وهي وسيط اعمي كونها تري الهيئة المبصورة ، بدء من كونتورها وتضاريسها ، وانتهاءاً بادني PIXEL منها ، ويحال كل هذا المحمول ، دون ادني تدخل من جانبها ، الي محطته القصوي ، وهي بالتالي كائن غير نقدي ، او قل حيادي مأجور لهذه المحطة القصوي .
       وهي لا تعرف مضمون حمولتها ، وان كان به منفعة او مضرة . ولذلك فعماها عمي معرفي . ومأجوريتها مجانية ، إلا في حالة منفعة المحمول حال تحليلها في تلك المحطة . وبالتالي تتفادي العين الاذي ضمن تفادي منظومة الرائي البيولوجية لذلك الأذي . وتنتهي رسالتها عند هذا الحد،
       وفي تلك المحطة القصوي ، تجري الدراسة والتحليل والتفكيك والتركيب والتصنيف . وإذا قصرت طاقت الدماغ المعرفية ، هنا تقع الكارثة . ويصبح العمي مزدوجاً .
        تصور يا عاد ، ان عيناً رأت لغماً ، عندها قامت بعملها كاملاً ، وارسلت الحمولة في طرد بصري  الي محطة التحليل ، وكانت محطة التحليل امية ، بمعني ان تراكمها المعرفي لم يمكنها من تبيان فحوي الرسالة ، هنا تكمن الكارثة ، حيث يتم تدمير الكائن صاحب العين ، ومعه كل ادواته . كون عينه عمياء ومحطة استقباله امية .
       كثيراً ما نقرأ في كثير من بقاع العالم ، حيث تسود الذئبية بكامل هيئتها الماكرة ، وهي لا تتذأبب فقط ، ولكنها تزرع نتاج ذئبيتها في اديم الارض  . اقول ، تقرأ ان طفلاً رأي مبصوراً ، وحملت العين المبصور الي محطة التحليل، ولقصور ذاتي في كفاءة محطة التحليل ، والتي لم يسمح لها العمر بتراكم معرفي يرفع من قصورها ، فذهبت تجاه الخداع والكذب ، او قل تغابي الجهل ، فاحالت الموضوع برمته الي اقرب مخزن منها تتقارب مخزوناته من هيئة المرئي ، وتضلل الرائي بذريعة جهله ،ان هذا الكائن لعبة . والتي تشكل إغراء للرائي عصي علي المقاومة . وتكون الكارثة .
       وتصور ، ان عيناً جمعيةً ، في مكان ما ، في زمان ما ، رأت ان في ذلك الزمان وذلك المكان ، وفي احدي وسائط الاعلام المبصورة ان هناك « ثورة إنقاذ » وحمل المحمول الي محطة التحليل ، وكانت عمياء ايضاً ، ولعطش المكان والزمان الي الانقاذ ، يركن العقل الي العجز المعرفي ، ثم الي الراحة والإسترخاء ويعود الي مخزونه ذي الطاقة التبريرية الهائلة ، فيستل منه « فرجه قريب » ويروح في النوم ، مفسحاً للكارثة لإكمال فعلها التدميري . لأنه ببساطة ، استعان بذاكرته المطاطة ، والتي لم تحتفظ باكثر مواثيقها نبالة « ميثاق الدفاع عن الديمقراطية » ، وان هناك آليات لهذا الدفاع  ، مرقومة في جسد الميثاق ، يمكنها ردع الكارثة .
       وتقع الكارثة
       وببساطة، ايضاً ، لأن هذا الدفاع يستوجب عملاً  ، والاسترخاء فضيلة الموتي في برد القبور وتحت حكم الزمن .
       من هنا يا عادل ، انبثق توصيف الإنسان الخلاق ، والذي هو مشروع « الانسان الكامل » في ادبيات الاديان ،وفيالمشاريع الوضعية بانه ذلك الكائن متكامل الحواس ومعافاها . باعتبارها وسائطه العرفية . وبقدر ثراء وتراكم محاصيل هذه الحواس ، تكون نسبية الوعي ، للدرجة التي يُعْتَمَدْ توصيف معاق علي الكائن الذي به عوار في احدي حواسه .
       اما في حالة تكامل الحواس لدي الكائن البشري ، ومعافاتها ودربتها ، يكون المحصول المعتمد علي هكذا حواس ، قادر علي انتاج حاسة مضافة ،كتلك التي انتجت « ياسارية الجبل » دون الإتكاء علي الماوراء ، وانتجت ايضاً قدرة التلقي من جابن سارية بن حصن ، وبينها مسافة شهر صحراوي .
النور

الصديق مامون
     يقول عبد شمس بن صخر : « كانت لي هرة صغيرة  ، فكنت اضعها بالليل في الشجرة [ هكذا معرفة بالالف واللام ] ، فإذا كان النهار  ، ذهبت بها معي ،فلعبت « بها » فكنيت بابي هريرة »
     مامون ارأيت الآن المسافة الماهلة ما بين «لعبة » عبد شمس انسنة شان ؟
     تمنيت لحظة المتعة الفئقة، اني شان .
     ارغب مكانته بكل انانية الطمـوح المشروع ، والذي اوردتنيه كتبتك في شأن سان . وإن قصر ذلك ، فيكفيني الامتساب ، او قل النحل .
     عبرت الانسنة ، من القرن الاول الهجري حتي الآن ، مسافة ما بين هرّة « لعبة » وشان الصديق . ولولا ان القيح شغل كلَّ المساحة المأمولة للكتابة ، لكتبت ما يليق بشان ، وعبره اليك . ولانجزت كثيراً من الاسئلة المؤجلة ، شأن كلَّ شأننا الحياتي والامساني !
      ولولا انني اكره لعبة التواسي الكسيحة في مواجهة الموت ، « لعزيتك » شاناً ، ولكني اتصوره أعلي من التعزية ، واكبر من الموت ، او هكذا صار ، بعد كتابتك في شأنه . إنه هناك يمش في كتابتك ملكاً . وسيظل يمشي ، حتي جفاف الابجدية ، او عزلها بحكم الخواء ،
النـــــــــــــــــــــــــــــــــــــور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق