الأربعاء، 30 مارس 2011

الي مأمون التلب

عزيزي مامون


      هل جربت ان تصحو فجأةً، لتجد اصابعك تلثغ لغة المشي؟ وهي غير قادرةٍ عليه، او علي الحبو؟
      هل جربت ان تصحو ، فجأةً منتصف النهار،لتجد جسدك ،كلُّه، قدماً حافيةً، تمشي علي صخور ظلِّك الشفرية التكوين، والمجلوبة من جزيرة « الخبيء»: وهي جزيرة لا توجد إلّا في رأسي؟
      هل جربت ان تنتبه ،فجأةً، الي ظلِّك المتشكل من صخور جزيرة « الخبيء» وهو يركلك، بكل شراسة الظلال، ويتهمك بالفجور وخيانة الماعون؟ وقيل المأوي في دعوي ثانية؟
      هل جربت ان تنام، وتصحو، لتجد كلك مملوءٌ رملاً؟
      هل جربت ان يركلك الله؟ ثم تتعجب كيف اهتدي إليك؟ انت المموه في الشعر والرسم؟
      هل جربت ان تصحو منتصف صحوك،لتجد كُلُك نمل،وسط غابة من آكلي النمل؟!
      هل جربت ان تنام، وانت مملوء عطشاً، وتحلم انك غابة ممتدة من العطش، ثم يركلك الله، في حلمك وصحوك في محيط عطشي، وكلك ثقوب سوداء؟
      هل جربت ان تنام، وانت محاصر بزرد الواقع، املاً ان تحلم باعشاب برِّية، وطيور برِّية، ورياح برِّية، وفضاءٍ برِّيٍّ.ثم تصحو مزعوراً وقد رحلت جميع الآلهة،تاركة لك قبراً هائلاً ، بمساحة الكون، ووصيةً برثاء العظام؟؟
      عزيزي مامون
هل جربت ان تصحو -لو ترك لك الخواء مساحة للنوم -فـلا تجدك؟ تبحـث عنك في فضـاء سراويـلك، فلا تجــد إلّا « غيمةً» تعصفها الرياح الرياح الحمراء، وكان اكثر مدحك فيها. تدخل ذاكرتك، فلا تجد ألّا بقايك من الوجع،ولا تجدك.تحاول إشعال شمسك الخاصة، بما تبقي من جند ابجديتك،علَّ ظلّك يسقط، او يتدلي من علياء غيابه، وثيقة إثبات ونفي ،في آن؟ تسخر منك شمسك، وجندك ، وظِّلك المثقوب من كل الجهات؟
      .........
      عزيزي مامون
      إحتشدت كلّي للكتابة لك،كوني مررت علي خاطرك، وكونك تذكرت المدعو النور احمد علي،والذي كنت اعرفه، قبل تحولاتي الاخيرة الي حالة السيِّد النسي!. ولكن، وفجأة، احتلت كل صخور العالم رأسي، وهرب دمي الحريقة، كثعبان دهمته الزلازل. راقبته، وهو في كامل نبوءته، وهو في كامل رعبه الانيق،وهو يقذفني بنظرة شائكة، كلها اسي وسخرية! قلت: هذه لحظة شعرية بامتياز، ومجدت غيرتي.  لوحت له بصخرة يدي الخالية الا مما مدها به الصخر من بلاغة! ورجعت الي كيس عظامي محتلا بكل «اشياء» العالم. لم اجد فيَّ إلّا هامشاً متواضعاً، يسمح لي بشكرك.
      «الشكر» هذه الكلمة البائسة، حدّ اللاشئ،بكل حجبه وغيامه،والمذرية حدَّ الإسفاف ببلاغة الاحضان، وبفضاء البصر.
اتابعك،..؟ نعم. اقصك اثرك المفضي الي الحلم؟ ... نعم. صداقة الورق خيار جوهري من خياراتي..هناك طائر دمي مهتم جداً بصناعة الملح ، وتدجين الرياح ، وتشيكيل الالوية وفرسانها، وتمجيد الظنون! حتي انني عرفت في آخر نشراتها، ومن الصديق ثيودور نولدكة: لماذا سحل «الصحابي » الفارس عبد الله بن مسعود، وجلد حتي حدود العظم - وهو والي الكوفة - ولماذا احرق مصحفه :المعتمد بخام ( محمد بن عبد الله) : ذلك لخلو مصحفه من سورة الفاتحة والمعوذتين،باعتبارها ادعية ، وليست قرآناً؟!
      في الفضاء الورقي ، اجد ما تبقي منيّ.
      تحلصت مؤخراً من جميع حواسي، اودعتها كيس ظلِّي.  ،،امشي . لا انا! انام ، لا ان !
امّا حين ينام كيس ظلِّي بجانبي، مملوءً بكل حواسي ، وظنوني، اراقبه كما اراقب جيفة يتحاشها العفن.
      انا افتقدني، اشكرك انك ذكرتني بي.
      النور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق