الأربعاء، 30 مارس 2011

كائنات امبيبي الجغرافية

كائنات ام بيبي الجغرافية

لبس ازرق الجغرافيا وخرج.
كان قد امم الاتجاهات ، والفوق والتحت وخرج ..
المِسّادي كائن جغرافي خرافي ، يقع غرب ود سلمان ، ويمتد من شمال الله الشرقي الي جنوب الله الغربي .
هذا ما عرفه لاحقاً حين ادركته المدرسة .
كانت المطرة هي اختصار الخريف ، وزوج الارض . هذا ما مدّه به قاموسه المفاهيمي المتواضع .
المسادي كائن تشكله كائنات جغرافية متنوعه ، بدأً من الثمام والذي يشكل اديم المِسّادي ، متضامناً مع ام دغبوس والعتر ، واللبديب ،والفقوس البري ،والتبش البري ، والملوخية البرية والارانب البرية ، والباجبار البري ،
المسادي كان كائنات برية ، ومتضامنة .
خلف ام بيبي ، وعلي مدّ الشوف ، يمتد حقل مائي موسمي ، يأتي دائماً مع الله .
خلفه مِسّاديات وثمام وخلاء .
امامهما مستعمرات كائنات الله الناطقة
ثم سهل موسمي ، يملأه الله بالسـقيـط ، وبالــكلاب الضالة ، وبصل الكلاب الضالة ، وعصارة مختصر الخريف .
ازرق يعرف الله باختصار المطر ، وببت المطر ، وبالفقوس البري .
خلف السـهل الموسـمي ، قوز يتيم ، وجاء ، ايضاً مع المطر ، هذا هو التفسير الوحيد ، الذي تختزنه ذاكرته الامية .
خلف اليتيم ، سهل من نبات الحمرة ، ثم غابة من الكتر ، وقبلها غابة اصغر منها من شجر الاكاسيا ، ثم السهل الزراعي ، ارض الغيداب .
كل هذه الكائنات . كانت كائنات مطرية . هي تهطل مع المطر ،فتصحو ذاكرا ازرق النائمة ، وفيها تصحو اسراب الاوز البري ، طيور الجبركل والباجبار،وام رخم الله وام قيردون الحاجة ، وعشرات الانواع من كائنات الله الطائرة ، وصديقها الغيم .
ما لم يفهمه ازرق بكل دروعه الجغرافية ، هو ، ما هي الاسباب التي دفعت عيال دفع الله ود سلمان لاختيار هذه البقعة لإقامة مستعمرتهم البشرية ؟ وفي هذا المكان بالذات ؟
بينها وبين البحر مسافة ضحوة ، والمسادي ، وجيوش من الثمام والرمل . وبينها وبين البِلْدات ، سهل السقيط ، وغابتي الكتر والاكاسيا
صحيح ان « الدروب شاتات » ، هي قطعانهم من البقر والغنم والضأن . كانت لحظة سدورها عصراً ، تثير من الغبار ما يسد عين الشمش . وكان ما يفيض من لبنها تحفر له الحفاير حتي لا يفسد ضروعها .
وصحيح ، انها كانت تكسب دفع الله ود سلمان منعة في قبيلته ، وهيبة غنمية علي القبائل المجاورة ، وعلي وجه الخصوص قبيلة الحسنات . وافخاذ صغيرة من الكواهلة ، وبقية الحسانية ، والغيداب ، بطن من بطون هذه القبيلة .
وصحيح ، ايضاً ، ان الدروب شاتات ،كانت تحتاج السهل مراحاً .
ولكن ازرق المتدثر بالجغرافيا ، منذ ان عرف المطر ، لم يفهم حتي الآن ، لماذا اختار الغيداب هذا الموقع لقريتهم .
خالتي غوالي ، احد كائنات هذا السهل ، إمرأة بيضاء ، خلافاً لكل نساء القرية .ازرق كان يقول انها جاءت مع المطر . وهو يقيم في ذهنه علاقة ما ، بين بياضها وبين حمرة بت المطر .
كانت ضحاكة ، وزوجة لعمه ناصر ود عبد الله ، وكانت زلقة اللسان ، كانت ضحكاتها جذابة في جلسات الجَبَنة الصباحية ، الطقس المُعَطِر للقرية . وقبل ان تطلق ضحكاتها الصخابة تقول :-هوي يا نسوان ، امسكن رجالكن ،..و النـ..................... بي شيكة ، وتروح في ضحك موجع ومن خلفها النساء ،
إلا ازرق ، يضع رأسه في طريق السؤال الكبير ، لماذا تضحك امي ؟ امي ليس عندها رجل .....
كل ما يذكره ازرق عن ذلك الرجل ، انه ذات خريف ، وفي منزل خالته زينب ،ويدان دافئتان ، تطردان عنه البرد ، وتشكلان حماية مما لا يعرفه . كان عمره لا يتعدي الثلاث سنوات . هذا كل ما تلقاه من حماية ومن دفئ في حياته .
لم يفهم لماذا تضحك امه . وحين اخبرها بهذه القصة ،اصابها حزن شفيف ودهشه مصمتة ،
ثم تزوجت بعد اقل من عام برجل اعور وسكير وبلا رأس ............
من الذي اخبرك بهذه القصة ؟
رأسي يا امي
وذهب كل منهم في إتجاه . ازرق ذهب في اتجاه رأسه ، وامي ذهبت باتجاه النسيان ،وعمي الاعور ذهب باتجاه الانداية
واما السؤال فقد ظلّ معلقاً هناك ، في سماء الله وسماء ودسلمان ، والتي اصبحت اشبه بذكري الخراب الجميل .
السهل المطري ، كائن هجرته الزراعة ، والبشر الزارعون .
و « الدروب شاتات » اكلها الاهمال ، والجفاف ، والمطر الذي تخلي عن وظيفته ،كمختصر للخريف ، لصالح الموت .
اما البشر فاكلتهم الايام .
كان دفع الله ود سلمان حافظاً للقرآن .
وكان البشير ود دفع الله حافظاً للقرآن .
كل ذلك لم يمنع الدياسبورا من ضرب الغيداب في مهجر ، وتشتيتهم في فيافي الله.
قال ازرق ، وهو في كامل اهابه الجغرافي :ـ
كان الفكي ادريس صالحاً ، من جهة الدرادر
وكان ولده سليمان قد تزوج من حسانية ، قريبة من فضاء الغيداب القبلي .
وكان الكفرة قد عاثوا فساداً في الارض .
وكان الوطن غائماً في الرؤوس .
قال لهم الفكي ادريس ،انا بمسك ليكم سرّ السلاح .
تعالت الاصوات ، واندفع الحماس البري ، والايمان البري ، الي الرؤوس حماية للوطن الغائم فيها .
كان المسادي بكل كائناته المتضامنة ، وبهائه الجغرافي ، هو الحارس لود سلمان ، من جهة الغرب ، ومن خلفه ام بيبي ، ومن خلفها قيزان متضامنة حتي مشرع البحر .
هذا ما كان ازرق يلبسه .
الكفر ما بمرقو بي هنا إلا علي لحمنا
قال ازرق ، بعد سنين ، وبعد ان ادركته المدرسة :
الاتراك ليسو بكفر يا جدودي .
قال الفكي ادريس : بابور الترك مرقت من قبال الدرادر ، ويمكن تكون وصلت ود شلعي .نحن نلاقيها صعيد ، قبل الشاوة ، قولكن شنو ؟
.....
تذكروا سر السلاح الممسوك ببركته .
إمتلأ السهل بالرجال ، والخيول ،
والبحر ببابور الترك ، وبطموحاتهم الكبيرة ،في ما وراء السهل ، من رجال وذهب ومجد . والسماء بنيرانهم التحذيرية ، وبصيحات التهليل ، ومشي الموت في الرجال ،
وفاض السهل من فضاء الشاوة حتي مشرع البحر بالجراح الباسلة .
حكي ازرق : قال الفكي ادريس ، ما قتّ ليكم ، السلاح ممسوك .
قال ازرق : كان هذا آخر ما قاله الفكي ادريس ، اكله السلاح الممسوك .
قال ازرق : يبدو ان الفكي ادريس مسك السلاح من الحتّة الغلت
قال ازرق : لم يبق من الغيداب إلا دفع الله ود سلمان ، وكان طفلاً .
وفي الشتات ضاع خلق كثير .
ومن الترك رصاص كثير ، ومن البلاد كلها .
قال ازرق ، الآن عرفت متي بدأ خراب ود سلمان .
قال ارزق : وحتي عندما جاء ابو سنينة ،في زمن الازهري ، وكان نائباً اتحادياً ، عن دائرة القطينة ، باقتراح ليحي السهل المطري ، الذي يقع خلف القوز الذي جاء مع المطر ، فال عمي امحمد ود النو ود دفع الله ، وكان حزب امة، وكان ما تبقي من القرية قد انقسم بين الامة والوطن الاتحادي . وفي تلك الجلسة العصرية في القرية المقسمة وبين ابي سنينة ، قال عمي امحمد ود النو ود دفع الله .....
عمي امحمد ود النو ود دفع الله ، لا يملك إلا ثوباً واحداً بدون سروال ،( ام فكو )
وقد كان حكاءً وذا لسان حلو .
قال عمي امحمد ود النو ود دفع الله : ـ ( مخاطباً النائب ابو سنينة ) يا زول هوي ، امشي شوف ليك غراباً جزُّ ، نحن علي بالطلاق المشروع دا كان بعنا بقرة بقرة ،نقومُ .
عمي امحمد ود النو ود دفع الله غير متزوج !
وكان عمي امحمد ود النو ود دفع الله ، لا يقرأ ، ولا يملك بقراً ولا غنماً ولا غراباً .
كانت ود سلمان كلها ما فيها اربعين راجل .
والعندهم بقر ما يجو عشرة ،
قال ازرق : يبدو ان الفكي ادريس مسك سر الراي ، بدل سر السلاح .
ازرق خلع الجغرافيا ، ولبس قميص وعنطلون ، وساح .
وحين التقيته في العام ، 97 ،في فندق المريديان ابو ظبي ،وحوله حلق من الحواريين ، وقول كثير ، وهرج اكثر ، سمعته يقول في سره ، علناً ،
........... دار ابوك كان خربة ، شيل ليك منها شلِّة
قال ازرق :- إنّ خراب ود سلمان بدأ من سهل الشاوة ،
قالت خالتي غوالي : حليل عرب الشاوة

thagafia@homail.com
elsheikh46@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق