الأربعاء، 30 مارس 2011

المشي في سيرة الألف

المشي في سيرة الالف « أ »

استطال الالف كأفضل ما تكون استطالة القواد ، والقي نظرة فاحصة علي ضباطه وجنوده من الابجدية ، ثم خطا خطوتين ، حيث تلقي التحية الابجدية ، وعزف النشيد الكلامي .. ثم مشي .
لم يكن احد من ضباط وجنود الابجدية يعرف الي اين يمشي القائد . ساد صمت عجيب صفوف الجيـش الابجـدي ، والـذي صناعته الكلام . دبـت همهمة ، ثم هرج ، وعلت الاصوات وارتبكت الصفوف .
تقدم اللام « لـ » الصفوف وصاح باعلي صوته ، صمت ، كفوا عن الفوضي ، ان الانضباط هو الميزة العظمي للامة الابجدية . ان هذه الفوضي تربك الكلام ، وسيطرب الاتصال بيننا وبين البشر والذين يستخدموننا ، وستسري الفوضي في كل الانتاج الكلامي ، « نضماً » وشعراً ونثراً.
الكاف « ك » :-
مهلاً ايها الصديق ،هل تعرف الي اين يذهب القائد ؟ ثم هل انت مدرك للفوضي الكبرى التي يحدثها غيابه ؟ ثم هل تدري مـدي الخـراب الذي يصيب الامة الابجدية ، إذا اصابه مكروه ؟ لا قدر الله . ان هذه الفوضي التي التي تشهدها ، هي التعبير الامثل عن مثـل هـذا القـلق ... هل اخبرك وجهته ؟ وماذا ينوي ان يفعل في هــده الرحـلة ؟ فقد تكون فيها منفعة ابجدية . ثم كم يمكث بعيداً عنا ؟ ثم هل تدري مدي الضرر الذي يصيبنا ، ويصيب البشر جراء هذا التصرف الالفي غير المسؤول ؟
الباء « ب » :-
امس تنصت عليه ، سمعته يمدح نفسه ويتعالي . « انا مفتاح المعرفة ، وسيد الابجدية ، قامتي تختلف ، وصوتي يختلف ، وسيرتي الذاتية تقول انني سيد بلا منازع . انا مفرد لا يلحق بي ولا الحق إلا قسراً بهذا اللام المتشبه بي ، ولكن هيهات ، ان قامته تنثني عند منتصفه كمن يتسول من يسنده ،هو لا ينفع إلا رجلاً ثانٍ اما انا فلا اول لي .
اللام « لـ » :-
مهلك يا باء البخل ، هل قال كل هذا ؟ وما الذي دفعه ال كل ذلك ؟ وهو كقائد كان يمكنه ان يقول كل ما يريده في اجتما الجمعية العمومية الابجدية . هل كان هناك من يحرضه ؟ وهل قال غير ذلك مما يمكن ان يدلنا الي اين هو ذاهب ؟
الباء « ب » :-
قال انه يقود هذه الابجدية مما قبل قصي بن كلاب . وانه في ذلك الخروج الكبير ، قادكم عبر وهاد لهجوية ضروسة ، بدوية الطباع ، شديدة العجمة ، وانه عاني الكثير ، حتي اصبحتم سادة الابجدية في صحراء العرب ، ونفي ماعداكم من لهجات الي صحراء الصمت . ثم راح يتساءل ،ماذا نال من كل ذلك ؟ هل منكم من ذكره يوماً بالخير ، ولو علي سبيـل المجامـلة ؟ هل من مدحه ولو من باب المزاح ؟ وقال انه يعاني تجاهلاً ابجدياً مريعاً ، نسيت ان اقول ان هناك بعض البجدية كانت حضوراً ، ولكن لا داعي للاحراج ، خاصة وانهم كانوا مجرد اعزاء مستمعين .
اللام « لـ » :-
عفواً هل كان هناك متآمرون فاعلون ، غير هولائ الاعزاء المستمعين ؟
الباء « ب » : -
لا ، هو كعادته من صلف والكبرياء ، يستحضركم ثم يخاطبكم بصيغة الحضور
اللام «ل » : -
هل ذكر وخهته ؟
الواو « و » : - ( متدخلاً )
انا شخصياً لا ابالي الي اين يذهب ، دعه يذهب الي الجحيم . فقد ظللت برتبة جندي مما قبل قصي بن كلاب ، وهو كقائد لم ينظر حالتي ، بالرغم من مطالباتي المتكررة من اجل تحين وضعي في سلم الابجدية التراتبي .
اللام « لـ » : -
لاتنسي انك تتكلم عن قائدنا .

قطع

الالف « أ » وقد اقترب من غابة الكتر . التي قبـل السـهـل السقـيطي ، التي بعد المسادي الصغير ، الذي بعد سهل الحُمرة « حسن ، سمعت البشر السودانيين في كلامهم العادي يقولون ( الخلا ولا الرفيق الفسل ) .. واعلم ان الضباع نتنة ، وغادرة ، واعلم ان الاسود لا تتكلم العربية وان الاشجار ذات امية عربية ، والعشب ،ايضاً لا يتكلم العربية ، واعرف ان الغابة منزل الوحوشية ،وان الوحوشية لاتتكلم العربية . .. ،واعرف انني ساكون غريباً كصالح في ثمود ، او كصراخ في حلق اخرص . ولكن ، كل ذلك يهون امام فسالة الابجدية ، التي صحبتها ودعمتها وتضامنت معها كل هذا الزمان ، وعلي وعلي الابجدية الظالم اهلها .
لنر الآن كيف يتدبرون حياتهم من دوني ، تصوروا ابجدية من غير قائد ، من يفك مغاليق الشفرة الكتابية ، كلام بلا «أ » ، كتابة بلا « أ » ، هي الفوضي في قمة اناقتها ، والاضطراب في اكتمال هيئته .
هرج ابجدي
اللام « لـ » :-
مهلاً ايها الرفاق ، علينا ان نهدأ حتي نتدبر امرنا .
الميم « م » :-
من منا يحل مكانه ؟
الكاف « ك » :-
انا واللام كنا نائبين له في النص القرآني ، مدخل سورة مريم « الكهيعص » ، وكلانا يملك قامة شبيهة بقامته ، وكل ما نحتاجه هو عدد واحد الجليل بن احمد ، ليرتكب تقعيداً جديداً للابجدية القرشية .
اللام « لـ » :-
ماذكرته صحيح من الناحيـة النظرية ( ملحقة بنظر ) غير انك مشوّه ، بابتلاعك غير المبرر ، نظرياً . لهمزة القطع ، هل سمعت بمنقذ مشوه ؟ انت لا تصلح الا قطعة غيار حال اصابني عطب، او علي اسوأ تقدير ، رجل ثانٍ . ثم من يعيدك الي الخليل بن احمد لتزيد في ميزان حماقاته ؟
النون « ن » :-
( باسمة ) نحن قوم لا ننون حتي ننون ، وإذا ننا لا ننون ، فدعونا من هذا الهرج المجنون ، ولنكون فرقة ابجدية للبحث عن القـائد ، وانتـم ادري من غيركـم ، ان حالنـا لا يصـلح إلا بـه ، وكذلك حال البشر ، واهم من كل ذلك حال الكتابة .
الطاء « ط » :-
( وقد لحقتها عجمة وارتباك ) طوووووووووووووووووووط
الواو « و » :-
هذه وجهة نظر وجيهه ، وانا اؤيدها . ما رأيكم في ان نضرب في فجاج السماء بحثاً عن خلاص فردي ؟ وليذهب الناس وكلام الناس والشعر والنثر الي جحيم الاضطراب .

فلاش باك

الالف « أ » في غابة الكتر ،التي قبل السهل السقيطي ، التي بعدها المسادي الصغير ، الذي بعده سهل الحمرة ، ،الحيوانات ترقب هذه القامة الهائلة ، والقامة تنظر الشجر الشوكي ،وسائمة الغابة ، وصغار العشب ،والرطب من الظلال ، وقد دخل الحيوانات رعب غامض ، آت من جهات الله العامة ثم ركبها التوجس ، حتي صاح فيها الالف « أ » « انا هارب من فسالة قبيلتي ، وعلي اتم الاستعداد لان اصبح شجرة ، اوغابة ، او ظلاً عطناً ، او قرداً من فصيلة الشمبانزي ، وعلي استعداد ان ادخل معمل تقعيد الحيوانية .وهذا طلب انتساب مني .
الاسد : -
هل منكم من فهم شيئاً ؟
الالف « أ » : -
ما هذا ايها الرب ، من فسالة الابجدية الي فسالة الطبيعة ؟

قطع

في اجتماع الابجدية ، زاد الاضطراب ، وبلغت الفوضي الذبي ، صاح ذئب الابجدية الذال « ذ » إذا تعثر علينا العودة الي الخليل بن احمد . مهندس التقعيد اللغوي العربي ، او احضاره الينا ، فعلينا البحث عن منقذ من البشر الحاليين ، - علي الرغم مما يشوب هذا الاقتراح من عدم الجدوي - فلعل يكون منهم فاعل خير ، يعيد تقعيدنا ، بحيث نكون صالحين لبعضنا ، وللكلام ، وللشعر ، وجنس الكتابة او ربما يعرف مكان القائد ، حتي نجري مصالحة ابجدية ، منصفة ، تعيد له احترامه ، فيعود الي قيادتنا ، فيعم الخير الكتابي ، ويفسد الفسالة البشرية .
في غابة الكتر ، ما زال الاجتماع التفاوضي الحيواني مستمراً .
في اجتماع الابجدية ، ما زال الاضطراب في الكلام والتواصل قائماً مما انتج خس ائرادبية وتواصلية لا تقدر بثمن ،
ولكن العشم ما زال قائماً في ايجاد وسيط نزيه ، لاعادة المياه الابجدية الي مجاريها الكتابية والكلامية ،

هناك تعليق واحد: