الأحد، 1 مايو 2016

بعضي…..


من اسمائي العديدة، بعضاً اقتطف،لاتوكأ عليه ذات عرج.وحين يعاكسني ظلي، طويلٌ ومُتْعِبٌ،كوطنٍ ارهقه القهر،اعكف علي رسمه بقلم الاردوازعلي صفحة دمي.ثم امشي منكساً روحيعلي الطريق الموازي له،حتي لا يراني.اقوس قامتي، حتي لا تحدث دمعتيصوتاً علي اسفلت بدني، فإذا تكاثر فضول المارة،اتكوم فوقي، حتي لا تراني سخريتهم.اقول، مازحاً لظلي: انتحلني، حتي نموه الطريق الي قبري.مكتوب النور  إلى مأمون التلبعزيزي مامونهل جَربت أن تصحو فجأةً، لتجد أصابعك تَلثَغُ لغةَ المشي؟ وهي غير قادرةٍ عليه، أو على الحبو؟ هل جربت أن تصحو، فجأةً منتصف النهار، لتجد جسدك، كلُّه، قدماً حافيةً، تمشي على صخور ظلِّك الشفرية التكوين، والمجلوبة من جزيرة «الخبيء»: وهي جزيرة لا توجد إلاَّ في رأسي؟. هل جَرَّبت أن تنتبه، فجأةً، إلى ظلِّك المُتَشَكِّل من صخور جزيرة «الخبيء» وهو يركلك، بكل شراسةِ الظلال، ويتهمك بالفجور وخيانة الماعون؟ وقيل المأوى في دعوى ثانية؟.هل جربت أن تنام، وتصحو، لتجد أن كلك مملوءٌ رملاً؟.هل جربت أن يركلك الله؟ ثم تتعجب كيف اهتدى إليك؟ أنت المموه في الشعر والرسم؟ هل جربت أن تصحو منتصف صحوك، لتجد أن كُلّك نمل، وسط غابةٍ من آكلي النمل؟! هل جربت أن تنام، وأنت مملوء عطشاً، وتحلم أنك غابة ممتدة من العطش، ثم يركلك الله، في حلمك وصحوك في محيطٍ عطشيٍّ، وكلك ثقوب سوداء؟ هل جربت أن تنام، وأنت محاصرٌ بزرد الواقع، أملاً أن تحلم بأعشابٍ برِّية، وطيورٍ برِّية، ورياحٍ برِّية، وفضاءٍ برِّيٍّ؛ ثم تصحو مزعوراً وقد رحلت جميع الآلهة، تاركةً لك قبراً هائلاً، بمساحة الكون، ووصيةً برثاء العظام؟؟عزيزي مامونهل جربت أن تصحو ـ لو تُرِكَ لك الخواء مساحةً للنوم ـ فـلا تجدك؟ تبحـث عنك في فضـاء سراويـلك، فلا تجــد إلاَّ «غيمةً» تعصفها الرياح؛ الرياح الحمراء، وكان أكثر مدحك فيها. تدخل ذاكرتك، فلا تجد ألاَّ بقايك من الوجع، ولا تجدك. تحاول إشعال شمسك الخاصة، بما تبقى من جندِ أبجديتك، علَّ ظلَّك يسقط، أو يتدلى من علياء غيابه، وثيقةَ إثباتٍ ونفيٍّ، في آن؟ تسخر منك شمسك، وجندك، وظلّك المثقوب من كل الجهات؟.....عزيزي مأمون؛احتشدت كلّي للكتابة لك، كَونِي مررت على خاطرك، وكونك تذكرت المدعو النور أحمد علي، والذي كنت أعرفه، قبل تحولاتي الأخيرة إلى حالة السيِّد النسي!. ولكن، وفجأة، احتلت كل صخور العالم رأسي، وهرب دمي الحريقة، كثعبان دهمته الزلازل؛ راقبته، وهو في كامل نبوءته، وهو في كامل رعبه الأنيق، وهو يقذفني بنظرةٍ شائكة، كلها أسىً وسخرية! قلت: هذه لحظة شعرية بامتياز، ومجدت غيرتي. لَوَّحتُ لهُ بصخرةِ يدي الخالية إلا مما مَدَّها به الصخرُ من بلاغة! ورجعت إلى كيس عظامي مُحتَلاً بكل «أشياء» العالم. لم أجد فيَّ إلاَّ هامشاً متواضعاً، يسمح لي بشكرك.«الشكر»، هذه الكلمة البائسة، حدّ اللاشيء، بكل حجبه وغيامه، والمذرية حدَّ الإسفاف ببلاغة الأحضان، وبفضاء البصر.أُتابعك..؟ نعم. أَقُصّك أثرك المفضي إلى الحلم؟.. نعم. صداقة الورق خيارٌ جوهريٌّ من خياراتي؛ هناك طائر دمي مهتم جداً بصناعة الملح، وتدجين الرياح، وتشكيل الألوية وفرسانها، وتمجيد الظنون! حتي أنني عرفت في آخر نشراتها، ومن الصديق ثيودور نولدكة: لماذا سحل «الصحابي» الفارس عبد الله بن مسعود، وجُلِدَ حتى حدود العظم ـ وهو والي الكوفة ـ ولماذا  أُحرِقَ مصحفه المعتمد بخاتم (محمد بن عبد الله): ذلك لخلو مصحفه من سوررتي الفاتحة والمعوذتين، باعتبارها أدعية، وليست قرآناً؟!.في الفضاء الورقي، أجد ما تبقى منيّ.تحلصت مؤخراً من جميع حواسي، أودعتها كيس ظلِّي. أمشي. لا أنا! أنام، لا أن! أمّا حين ينام كيس ظلِّي بجانبي، مملوءً بكل حواسي، وظنوني، أراقبه كما أُرَاقِبُ جيفةً يتحاشها العفن.أنا أفتقدني، أشكرك أنك ذكرتني بي ) .النور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق