الأحد، 1 مايو 2016

وضع الحروف تحت النقاط



مرّ زمن والخاطر مشغول بفكرة: ان اضع الحروف تحت النقاط، وهذا يتطلب تنسيقاً عالياً يسبق هذه المغامرة.

هكذا بدأت: وضعت النقاط كحقل رقمي، محولاً جهدي ان تكون كل نقطة علي خارطة التجريب  مضبوطة ومتوفقة مع الحرف الذي يوافقها عند وضعه تحتها، حتي لا تقع نقطة مثلاً مكان التنويت آخر(مثلاً)، وإلا جاء المولود مشوهاً.

وكنت كل لحظة ابتعد خطوتين من ما صنعت يداي، كرسام يصطنع موقفاً امام خلقه وجمهوره. بحيث تكون المسافة الذهنية التي ابعدها كافية لفحص نتيجة مغامرتي. ولكن، في كل مرة، ترتبك الابجدية، ويرتبك اداء الحروف الرقمي، وارتبك انا، وترتبك مكاتيبي، وحتي دمي يرتبك ويغير مساراته الطبيعية، باحثا عن مسارات جديدة خارج بدني، مستغلاً فتحتي انفي!

الذي يحدث كل ذلك، ان المخلوقات التي كنت اتصورها تكتمل في هيئة كلمات، تخرج شائهة، وتتناسل مشكلة مخلوقاً لغوياً اشبه بكائنات الخيال العلمي. فاعيد النظر، واصرخ فيَّ : يا إله الكتابة، ان قاموساً جدير بالشعر يخرج الآن من بين يدي الكريمتين، ولكنه غريب عن اعراف الانشاء العربي.

اعيد النظر كرةً تلو كرة، وفي كل كوة احاول إحكام خارطة النقاط. واكدح كدحاً متصلاً، حتي يضجر مني بدني، وتضجر مني روحي. ثم اتوكل علي الكتابة، وابدأ. اضع الحروف تحت النقاط... خطوة... خطوتان...ثم يصفع اله الرقم كامل جغرافية بدني، بما فيها من اخلاط وحساسيات وروح،. فاتقرفص كمن هبطت السماء بكامل رجمها وكائناتها علي كامل بدني،

اتنفس ببطء كأن الهواء رغام.

كأني ضيف علي بدني ثقيل المقام.

حجر يلثغ حين يلقي السلام.

احتمي بجبل اشكله في الخاطر ، قادر علي حمايتي حتي اكمل مغامرتي.

عند هذا الحد من محاولاتي، تجمعت لدي المئآت من اوراق تلك المحاولات. فانن في مغامرتي هذه  لا استعمل الكمبيوتر، ولكن عدت لاصلي الورقي.

وقلت حين تجمع لدي هذا الكم من مسودات مغامرتي، قلت: قد تصلح للسادة الحروفيين، حيث تمنحهم للابتعاد مسافة معقولة عن غوايات النصوص، التي قد تتسرب من وراءخواطرهم التشكيلية، حيث يراودهم المقدس المختبئ خلف النصوص عن نفسه، فيقعون في المحظور من المقدسات. ولكن باعتماد هذه المسودات فهما اجروا من تجاريب خطوطية، فهم بعيدون عن متشابهات المقدس.

وإذا نجح هذا المسعي،فقد اسجل براءة اختراعه لحفظ حقوقي المادية(!) والادبية.

اعود الي تجاريبي: رأيت في ما يري اليقظان، ان محاولة وضع خارطة لكل نقاط الابجدية العربية (22 نقطة) لهو امر يرهق الذهن والبدن. وعليه ساقوم بمحاولة التجزئه ( القطاعي) فاقسم الابجدية الي ثلاث مجموعات[من الالف حتي الراء، 9 نقاط] ومن [الزاي حتي الفاء، 7 نقاط] ومن [ القاف حتي الياء، 6 نقاط]. هذا الامر قد يرفع عن بدني ما يرهقه. فقد يحدث ان اقارب فكوتي، واقازب النجاح.وبذلك اتقدم خطوة في التجريب. فالمجمعة الاولي من الابجدية هي اكبر المجموعات نقاطاً وإذا نجحت في رسم خارطتها النقطية اكون قد قطعت اكثر من ثلثي المغامرة.

فرحت عند هذا المنحني كاول طفل اخترع اللعب. وانا ادرك اهمية النقاط بالنسبة للاجدية العربية. وعلي فان بدأ الرقم بها له الاولوية.

وبدأت. لم اتقدم سوي خطوة واحدة حتي اصابتني خيبة الملك الذي اراد ان يكافئ الشخص الذي اخترعله لعبة الشطرنج، حيث تصور فيه تواضعاً حين طلب المخترع منه ان يضع في اول مربعات رقعة الشطرنج حبة قمح ، ثم يضاعف الحبوب  بدءً من المربع الثاني حتي المربع الرابع والستين. فرح الملك واشار خازن حبوبه ان يتولي امر مكافأة المخترع.واصابته الخيبة حين عرف من الخازن ان محصول المملكة في عام لن يكافئ المخترع.

وهنا تذكرت اسطورة الشطرنج، اقول اسطورة، لان احتمالات حركة قطع الشطرنج علي الرقعة، حسب قراءة السيد المبجل الكمبيوتر = الرقم1 وامامه120صفراً.تري لو القمت السيد الكمبيوتر محاولتي طالباً منه حساب الاحتملات التي يمكن حسابها حتي احصل علي نتيجة إيجابية؟ اشك انه سيحيبني. وبدلاً سينفجر في وجهي.

وبدأت كل افكار الضبط تتباطأ. فلكي ينجح الامر، علي ان اختار كتابة مفيدة؛ اعني نقاط كتابة مفيدة، بحيث  لا تتخطي حدود مقترح التجزئه الذي اقترحته علي نفسي.

ايُّ كتابة مفيدة ، تلك التي تقتنع بهذا الاقتراح القمعي للكتابة وللإفادة؟!

بداهة كل هذا التجريب يجب ان يتم، اولاً، في الرأس، وإذا تم الامر  بايِّ اسلوبٍ آخر، تخطت التجربة آلياتها، وبالتالي مصداقيتها .......

وبدأت التجريب، وإن شئت، قل المعاناة، المضافة لمعاناة الوجود نفسه.

هل انا مؤهل لكل لكل هذه المعاناة؟..........

تكدس الورق حولي، مشكلاً فوضي في المنزل. الامر جدُّ محرج، كيف  أسوغ ما افعل، وهل يتطلب الامر كل هذه الفوضي؟ دون نتيجة اطمئن لها، وتخفف عني لسع المؤآخذة؟

كل ما حصلت عليه هو زيادة انصبة المشكلين الحروفيين.  غير ذلك، لا عائد مباشر يخص فكرتي الاساسية: من وضع الحرف تحت النقاط.

كأن العائد = كدح ناقص.لا اريد ان احبط نفسي واقول :حرث علي اديم الماء!

ولا اريد ايضاً ان اقول : عاد حنين حافياً.

وعدت انا معفراً بغبار تجربتي!

ولكن اعاهد نفسي انني ساحاول مرة اخري!

.................................................................................................................................................................................................

*** اصدقائي: الشعرة غير قابلة للفتق؟ وغيرقابلة للرتق، ايضاً؟؟

***اصدقائي: إذا؟ وصلتكم من طرفي [طرفي المجرب] رسالة نقطية، فاعلموا ان ليس في الامر (غلوتية) او ملحة، او(همبلة).هي محاولة مني لتعميم مغامرتي، فقد اجد من بينكم من يتضامن مع فكرتي ويمد لك فكر العون؛ فكرة معاونة. فقد اعثر علي ضالةٍ في شعاب تفاكيركم.

في شعاب تاريخ الرسم توجد ( التنقيطية). إذن هناك من سبقني، وبرر لي مغامرتي. *** وإذا عانيتم معارضة من حرفي ال (ج) والـ (ي)، والـ(ب) كون كيانتها الرقمية تضعهم فرق النقاط، فلا تلقوا بالاً لمثل هذه الاعتراضات. كونها، اولاً لم تعترض، حين رضيت بوضعية النقطة في الاثر: «وضع النقاط فوق الحروف». ثانياً، ساتدبر مسألة مراضاتها، كوني انا صاحب هذه الفكرة . فقط لنتظر ان تتقدم فكرتي جهة النجاح،

*** اتدبر الآن اجنحة، لاتمكن من التقاط صورة فوقية للألم، ومسسباته العديدة بغرض الدرس.

*** اتدبر الآن مهنة لنفسي يمكن تصنيفها ضمن اسوأ المهن في التاريخ، لاجد منفذاً لرووحي.

*** اتدبر لنفسي غابة لا تنتج ظلالاً، لاسكنها وصديقتي الشمس.

*** انا آخر سلالة احمد علي دفع اللة الدمِّية، واول سلالته الراقمة الراسمة... وربما آخرها.

*** اتدبر الآن نعياً يليق بي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق