الأحد، 1 مايو 2016

مكتوب الي الصديق بلّه الفاضل


يابله: الرب يعرفك أيضاً، ويعرف أيضاً كل الجهات إلا الجهة التي يشير إليها كلامك، فهي اختراع ماكر تموه فيه الرغبات والطوايا والغوابات، خذ مثلاً المرأة التي سألتك تلك الظهيرة، هل سألتك كلامك لم كانت وحيدة؟ ثم هل تأكدت من أنها كانت وحيدة ولم تكن بدنك هو الذي يحتل المقعد المجاور لها، وباستعمال السيد المنطق الذي اتفقنا أنا النور احمد علي، وأنت يله الفاصل على أن لا تزعج غفوته العقلية، أقول: إذا استدعناه عن هذا المنحى، فظل يبدو من وجهة نظر السيد المنطق أقصر في أي وقت، ففي الظل لا علاقة للوقت لمساحة الظل ولا بالغواجات.وبازعاج السيد المنطق: المرأة امرأتك التي تقود لوحدها سيارتها والتي سألتك ذات الظهيرة هي امرأة تعرف أن الليل فاكهة النشوة وهو ظل ساهل يمتد من جهات ليشمل كل جهات الله الذي يعرف المرأة كما يعرفك.يايله المرأة التي تقود وحدها سياراتها التي سألتك ذات ظهيرة السؤال نفسه الذي سأله الرب لعيسي (عل): »أنت قلتها الناس أعبدوني وأمس الهيم من دون الله، فالرب الذي يعرف المرأة ويعرفك ويعرف الظلال مشى تاركاً عيسى في حيرته دون أن ينتظر إجابة. هل أدركت الآن أن المرأة في بعض الأحوال يمكن أن تكون رباً وتكون كل الجهات وتربكك فلا تعرف إن كان السؤال جواباً أم الجهات أسئلة.أنت يايله تنظر الحافلة لتقلك إلى مكان، هلا تدبرت اكتمال ظلك أولاً، أي فخ أوقعتك فيه المرأة الجهات، أنت تريد الذهاب إلى مكان.. المرأة تعرف ذلك المكان، ولذلك هي تربكك بما هو خارج سباق الزمن وهي بذلك تربك مفهوم المكان عندك فهي تشير من جهة ما إلى أنها هي المكان الذي أنت تقصده، وأنت تموه وعيك بأسئلة للرب حتى لا ترى الفخاخ المنصوبة على مدار الوقت لتسقط فيها راضياً بدعوى العماد. ومن العماد لا جهات ولا وقت ولا رجل ولا أمره. وفي العماء تختلط الاسئلة بالأجوبة والأجناس بعتمتها وتبقى وحدك ألقاً يقود هذه دك من الأبجدية صوب غوايات ماكرة تعللها بالظلال حيتاً وبالتغاضي حيناً آخر، وبتغير وجهتك مرات ومرات، وتقف مع نفسك موقف النوه.معللاً لنفسك ولقارئك خدعة »الجهة الثانية« وأنت تدري أنك تمكر به وتمكر بالكلام لتتفادى موج المنطق وجراحة أسئلته.أنت يايله تجهد الكلام وتقوده تجاه متقاده مؤهل له، وأنت تعرف أن قارئك وستعادي الكلام المحتوف ولكه يمد لك وهو يعرف أنك تقوده نوح ظل كثيف، قريب الشبه بالليل، وهو يبدو سعيداً بالمزالق التي تقوده نحوها، بل ويعزبك: بالمجهود أكثر غواية من المكشوف، وليل المرأة نهار مضاد لكل الشهارات، أنت تعرف ذلك جيداً.فلو أخذنا مثلك »بينما النهار في اغفاءته، تتسلى عصافير الليل الماكرة بارتعاشات الماءة، على مرايا الأقبلة«، فهو يتفادى استنتاجاتك التي تقوده بها تجاه عماه وهو يدرك ذلك وبه فرح. وهو يعرف أن تربك قاصداً، فهم السيد المنطق والذي اعتاش عليه ردحاً من عمره، تبتسم بدنه ويقول لك في صمت ماكر: خذ بظلي إلى ما تريد في الجهات فأنا رهن غواياتك كلها.يا صديقي كل الجهات تضح، فحيث يقف كلامك تقف مفاهيم الجهات وإذا تحرك كلامك تربتك كل الجهات ولا بعض إلا كلامك مفرداً وفريداً، يسمى جهات وأضدادها يسمى أبناءه ورسله وتابعيه ويسميك نبرة على حرف. ويسمى كل الحروف حروفاً.ليست كل جهة إلا جهة لما يليها من الجهات، الأخيلة يا صاحب هي كل الواقع القادم من الأمام المفارق لكل واقع.الأخيلة يا صديقي هي المائدة التي نخترعها بدأب وكدح لا يملك وندعو إليها المؤتدبين من عيال القراءة علهم جهاد الأرباب من أرجل كلام يليق بمنطق الحيوان.دعنا نرب على مهل عشب الأخيلة وندعو المعتشبين إلى موائدنا.يحيا العشب والمعتشبونالجهات يا صديقي هي حتى الكتابة، نموت في البدن بقية في عشب فيد الاثبات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق