الاثنين، 10 أكتوبر 2016

عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟


ارسل: الاثنين يونيو 20, 2016 6:07 pm    موضوع الرسالة: عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟


عبد الله تري هل توهموا فيك من منقذاً؟ 


نقلت بتاريخ 9 مايو رسالة لصديقنا عبد الله علي ابراهيم: « رسالة من عبد الله علي ابراهيم الي سائر شباب السودان، في ذكري20 يوليو 1971»، وقد تناولها الصديق حسن محمد موسي بالقراءة الرشيدة، وشارك عدد من عضوية «منبر سودان فوراوول» كل من الزاوية التي وقف فيها من تلك الكتابة. 
ثم عاد الصديق حسن، بتاريخ الجمعة20/ مايو،ليلحق رسالة اخري للصديق عبد الله علي ابراهيم بعنوان «مسك العصاية من النص»، وحقيقة استوقفني العنوان، فقلت لنفسي وعلي [سنة التشكيليين] يا عبد الله: «يا زول ارجع شوية لي ورا، من اجل توسيع زاوية الرؤية، وهذه حيلة يرتكبها التشكيلي، حين يريد ان ينطر الي تخليقاته التشكيلية، من مسافة مكانية ونقدية حتي يطمئن الي تخليقاتها [ وهيهات] قبل ان يطلقها في فضاء البصر. وفعلاً تراجعت حتي اصبحت الرسالتان في مستوي نظري، 
ودهشت لمتانة البلاغة التي شيدت بها الرسالتين للدرجة التي خفي عني في المرة الاولي انهما رسالة واحدة في مضمونهما : (الجودية) بين الضحية والمُضَحِي. ولعل هذا التموية البلاغي البارع هو الذي دفع صديقنا مامون التلب الي تلك الحماسة الشعرية في استقبال رسالة عبدالله علي ابراهيم، بذريعة خصويتها التي خصه عبد الله بها، وتلك مكيدة اخري من مكايد عبد الله كما سنري ، 
تأكدت لي جدوي مكيدة التشكيليين في المعاينة؛ فرجعت للوري مرة اخري، وبدأت حيرتي تزداد، كلما ارجعت البصر كراتٍ، غير ان الرسالة الاولي، والتي كانت تتمحور حول ما ما دار في الدوحة (؟) عام 2012م والتي يقدمها عبد الله هكذا كنا اجتمعنا نخبة من المشغولين بالرأي والفكر من مشارب عديدة في الدوحة في مايو 2012 في محاولة لإحسان الحوار في ما بيننا حول مأزق الوطن قبل كل شيء آخر. وتقدمت في نهاية جلسات الندوة بمشروع نداءات ليتبناها الجمع فتنشر باسمهم. وهي نداءات اتجهت لتعزيز الحوار الوطني بما اسميه «روحانياته». واقصد بذلك أن نلتفت بقوة وجراءة وأريحية للماضي نميط الأذى الذي وقع فيه من جراء الصراع الطويل السقيم في الوطن. فأكثر ما يحول دون الحوار الوطني (وليس هذه المفاوضات الجارية اليوم مع الحكومة المسماة حواراً تجاوزاً ويختلف فيها الناس) هو أن اياً منا محتقن بالماضي وثأره يظن أن طي سجله خيانة» 
وللمناسبة كان اسمها [ المقالة] عند اعادة نشرها : «نحو روحانية للتعافي الوطني في يوليو أحزاننا .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم 
نشر بتاريخ: 20 تموز/يوليو 2014 » 
ومما زاد دهشتي ان اخونا عبد الله سكت عن ان يقول لنا من هي تلك «النخبة من المشغولين بالرأي والفكر»؟ هل هي جمعية ماسونية؟ وما هي محاور ذلك اللقاء الذي تم في الدوحة؟ ومن الذي نظم ذلك اللقاء؟ وما هي الاوراق الاخري التي قدمها المفكرون الاماجد «للتعافي الوطني» ولماذا خلص ذلك الاجتماع؟ ولماذا لم يقل عبد الله لماذا رفض مفكريه الاماجد تبني نداءآته؟ وبم برروا رفضهم؟ ثم سؤآل مهم لم هذا الحرص المحموم علي تسويق هذه «الجودية»؟؟ والتي اعدت نشرها عام 2014 بعد ان غيرت عنوانها؟؟ 
عجيبة هذه اللهفة، وهذا الاصرار علي تسويق هذه الافكار مهما كلفك الامر من مشقة اراقة ماء الوجه من اجل هذا التسويق، لما قال عنها صديقنا مامون التلب هل هذا الشعر: 
«مقدّمة طينيّة: 
هذه الرسالة، من أجمل وأعمق وأصدق الرسائل التي قرأتها مؤخراً، كتبها الصديق البروفيسور عبد الله علي إبراهيم. أنقلها هنا لقراء طينيا للمتعة المشتركة، وللاتفاق والاختلاف.» 
ولما نشرها بصفته من «الشباب السائر» وكونها موجهة بصفة خاصة له ضمن ذلك الشباب، وعبد الله يعرف جيداً الموقع الذي يقع فيه مامون بين فئة هذا الشباب، وكون «الشباب السائر» مشغول هذه الايام بإشعال نار الغضب، والتي يريد عبد الله ان يبعد لهيبها عن «نظامه»، فهو مشغول بالوقفات الاحتجاية، لاهالي وذوي الطلبة المغيبين في مساجن النظام، صحبة الاذي والالم لهم ولذوية، هذا هو مكان المثقف الحقيقي؛ الي جانب المظلومين وضد الظلمة. 
يا عبد الله هل انت واع الي هذا التحايل؟: تكتب ورقة لمؤتمر! او ندوة! لا نعرف عنها إلا انها « نخبة من المشغولين بالرأي..» وكتبت عند رفضها ولم تلق هذه النداءات قبول اللقاء فاحتفظت بها. وأذيعها اليوم ونحن قد تركنا خلفنا ذكرى يوليو «المرتزقة» ويهل علينا يوليو الشيوعيين. وكلها ذكر تضرجت بدم غال.» وفي كل مرة تكر يولو (الشيوعيين ويوليو (المرتزقة) وكأنك اعمي عشارات اليوليوهات؛ بل وعلي ربع قرت كانت فيه كل شهورنا يوليوهات!! 
.. ثم اعدت نشرها في2014 بعنوان آخر، وابقيت المضمون كما هو، ثم اعدت توجيهها كرسالة خاصة منك للشباب السائر ،حتي كأنما العنوان عندك بتلك الحمولة البلاغية العالية قابل لان يكون باب لأي قول، متناسياً ادب العنوان.. هل انت مدرك لكل هذا التحايل؟؟ 
يا عبد الله لماذا تزكي نفسك لمنصب الوسيط النزية!؟ ودور المثقف اليق بك، ثم وفي هذا المشهد الا تراك تشبة فقهاء التراث الذين تولوا مهمة علماء الامة وفقهائها دون ان يوكلهم احد من المسلمين لهذه المهمة، حتي بلغت بهم الجراءة ان يعمدوا اثنين فقط «ابن حنبل والبخاري» اجماعاً فيا عبدالله، لم هذا اللهاث في مهمة لم ينتدبك لها اطراف النزاع، ورفضها «النخبة» التي ارتضيت ان تطرحها عليهم، وانصرف عنها «الشباب السائر » حتي الآن ، وانا اعذرهم كون اجندتهم مزدحمة بالكثير من المهام الوطنية. 
يا صديقنا عبد الله، ان دور الوسيط؛ مجروح الذمة، ولم يرغبه احد لهذه المهمة لا يليق بقامتك، وباسهاماتك الثقافية المشهودة، انما اري الاليق بك موقف زولا من قضية درايفوس 
انظر الرابط: 
«http://www.sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=9066&sid=7b8352dc82ea9c8dbb816dc8b3e5ed5e» 
وهو دور المثقف المهموم بالدفاع عن من لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم، والفضاء السوداني مزدحم بهؤلاء وبقضاياهم التي تلائم مواهبك. 
ربع قرن يا عبد الله، تحت اقسي الانظمة الشمولية التي ابتلي بها السودان، تراكم الغبن والمظالم، ربع قرن فارقت فيه موقع استاذك، الذي بذل فكره ودمه فداء لمبادئه في الدفاع عن الوطن وعن قضايا العدل والحرية، وانت تنتدب نفسك لدور الوسيط،بين القاتل والقتيل! 
كلنا يا عبد الله نعرف انك مسلم، بن مسلم ،بن مسلمة، وشيوعي سابق ومسلم حديث(!) حسب ما اعلنته في رسالتك المعنونة « النعيم ود حمد مسخت علينا كاليفورنيا» ثم تعود برسالتك الي «الشباب السائر» في مناسبة عنف مضي عليه نصف قرن او يقرب، لتعيده او لترسخه في اذهان «الشباب السائر» وكأنك تموه به كل سائر علي كل ارض الوطن؛ عنف فكري وبدني فاجر. 
يا عبد الله وساطتك مشبوهة لاكثر من سبب، فانت تعتبر مرتد، ،لا يغيب عنك انت البدوي الفصيح [ الم يكن في يوم ما، اسمك بدوي؟] اقول لايغيب عنك ان الارتداد لغة: الذهاب الي مكان والرجوع منه ؛ اما الارتداد الفكري اود الديني فيقال ان تترك موقعك بين فريقك والارتداد الي موقع الخصم، وانت الآن في موقع الخصم، ومثل هذا الالتباس لا يصلح إلا في الشعر « فيك الخصام وانت الخصم والحكم» اما علي الارض المتفاوض علي اديمها والتي قال عنها الصديق حسن انها ارض «مفروشة بالجثث» في مثل هذا المشهد انت لا تصلح مصلحاً، هذه احدي قرائن تلك المشبوهية. 
فانت يا عبد الله حين تركت موقع استاذك الذي بذل فكره ودمه للدفاع عن قناعاته ومبادئه، تركت خلفك الموقع، الذي مازال برجال نسائه و«شبابه السائر» ما يزال يتحمل عبئ الدفاع عن الوطن،واكتفيت انت ، من ضمن ما اكتفيتبه من غنائم موقعك السابق : صورة استاذك، والتي تستثمرها كأنها «الحصن الحصين» لتتقي ما ماتتوهمه غلاً موجهاً ضدك من الشيوعيين، وهي حيلة قادمة من نزاعات (الصحابة ـ الصحابة) في حرب صفين (37هـ) حين رفعت فرقة معاوية المصاحف علي اسنة الرماح؛ مكيدة لتحكيم المقدس، كونك تعتقد في قداسة عبد الخالق بالنسبة للشيوعيين، وبذلك فانت لا تمل من ابراز ذلك الحصن ، حتي انك تخترع له المناسبا وفي كثير من الاحيان من دون مناسب، رجل في بلاغتك لايحتاج لمناسبة! 
كل ذلك يجعل وساطتك مشبوهة، 
لقد عرض الصديق حسن لرسالتك «مسك العصا من النص» فوفي، ولكن إفرادك فقرة للتكفير فيها استوقفني، وحقيقة كلها مستوقفة! ولكن هذه الفقرة هبشت عش دبابير الاسئلة. فقد طلبت الي تلك «النخبة» ان يتوافقوا علي: «ونتوجه بهذا النداء من جمعنا هذا إلى زملائنا علماء الدين الأجلاء وللجماعة..» 
ان تواجه هذه المعضلة الفكرية المزمنة، اليق بالمثقف من الوسيط، ولمن توجه النداء؟ الي زملائك(!) علماء الدين. كنت اتصور ان يحترز عبد الله المثقف القامة، قبل ان يطلق صفة «علماء» علي منتسبين لتنظيم ديني شمولي، بل ومن اسوأ الشموليات التي حكمت في الوطن العربي والاسلامي، ثم انت يا عبد الله تعرف قبل غيرك، ان علماء(!) الدين الذين توجه لهم النداء هم بشر ملوثون بالتراث، مسكونون بالماضي، ويستعينون بالتوابيت لإدارت الحاضر وتشكيل المستقبل، وتعرف ان هذا الاسلوب البائد من اساليب التفاوض لا تجدي في مثل هذه القضايا الفكرية الوعرة، وهم [علماءالدين] غير مؤهلين فنياً ولا اخلاقياً للدخول في مزالقها. وكان الاولي بك وبرفقتك من «النخبة» مواجهة مثل هذه فكرياً ودحر علماء الدين المزعومين الي الابد، هذا ما يليق بك، 
ان افكارك التوسطية التي لا تمل نشرها وعرضها في كل مناسبة وفي لا مناسبة، والتي تنقات بها من الدوحة 2012الي sudanile 2014 بعنوان مختلف، ثم عنوتها كرسالة خاضة للشباب السائر. مليئة بالثقوب والمعايب، حتي اتصور انني كلما عدت لها عثرت بثقب، وعثرت علي عيب، ويخيل لمن يتفحصها بصر، ليري شبهة غرض يخو من براءة وراء هذا اللهاث والاصرار علي تسويقها، فمن ناحية التوقيت، تتوالي الازمات المحيطة بالنظام، واخفاقاته المتتالية في إدارة شوون الوطن، مما ينذر بكوارث تمس وجود النظام نفسه، الامر الذي يزعجك، ويدعم اصراركعلي تسويق تلك الافكار 
هناك ازمات تحيط بالنظام من كل الاتجاهاتت محلياً واقليمياً وعالمياً، ولم يبق بيده إلا العنف الذي افتتح به عهده وما زال، ولم يقدم للوطن إلا المقابر، معلومة ومجهولة، والخوف الذي سكن كل مساحة من ماتبقي من وطن. فانت ترغب ان تحاشي النظام مغبة مظالمه، حتي كأن هناك من يحرشك ويدفعك الي هذا الموقف المشبوه! وهو موقف لا يليق بنباهتك الفكرية! تري هل توهكوا فيك منقذاً؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق