الاثنين، 10 أكتوبر 2016

«مرة اضحك ومرة ابكي ومرة اتحمل اساي»**




«مرة اضحك ومرة ابكي ومرة اتحمل اساي»** 



هاتفني صديق عزيز مسائلاً، اراك تكثر هذه الايام من إعادة نشــر مكاتــيب د. عبد الله علي ابراهيم، علي قاعدة المشاع الثقافي في (سودان فوراوول)؟ وغضب احد اعضاء هذا المنبر لنفس السبب. وانا اشكر للصديق حسن الذي لمحه المرمي، وشات صح. 
ولكن يبدو ان ذلك لم يوقف سيلان الاسئلة، 
كنت انوي نشر هذه الكتابة، تحت مساهمة الصديق حسن، ولكن لانها تتحرك علي اثر من مساحة، «فاخونا الكبير» رجل فصيح، وبحره يعج بالامواه، وبالمطبات المائية، والتي اجتيازها يحتاج الي الكثير من الدربة، وعدة سباحة وغوص حداثية، وإلا قد تعرض نفسك وتفاكيرك للغرق. فالكثير من مكاتيبه تدعوا للحيرة، والتي عبر عنها حسن موسي اكثر من مرة، ونحن نبذل مكاتيبه هنا، والتي كنت اظن حتي هذه اللحظ، ان هذا الفضاء هو الاولي بالنسبة لماركسي، او لماركسي لينيني، اوحتي لديمقراطي ساكت (علي باب الديمقراطية)
ولكن لاسباب في بطن الشاعر، يفضل «اخونا الكبير»،ان يذيع مكاتيبه، هناك ..وهناك، فقلنا علي رأي البعشوم «الدنيا دايرله اتلباجة» فقلنا « نتلبج» ونأتي بهذه المكاتيب، مستفيدين من حق المشاع الثقافي، ونجيبها بي هنا، لتعيم ما فيها فائدة، ولتفادي مزالقها المحتملة. ارجو ان اكون قد ابنت لمن لا يزال السؤآل يجوس في دماغه. 
وهذا لا يمنع ان نعوج علي تلك الرسالة الملغومة، ونشيل مع حسن شوية، وحسب المثل الذي ننتجه للضرورة ايد مع ايد تشيل كتير» 
واهو كله في شأن ابن «دوحتنا» الدكتور عبد الله علي ابراهيم، 
قليل من الدرمتة 
ذات مدخل ليل من ليالي الرب التي من نصيب عاصمة السودان المثلثة، وامام احد منازلها ، والذي تكشفه دهمة الليل، تتاكي باب مدخل ذلك المنزل المبارك، ومن الخلف، ومن عمق الظلام العميق، يتسلل رقراق من الضوء، لا يكشف، ولكنه يعري الظلام، في مثل هذا الجو، مرقت دهمتان، يستطيع الرائي ان ان يميز شخصين ممتنان جداً لذلك الظلام، وفي البعيد عوي كلب، ومرقت دهمة من الظلام واختفت في الظلام. هذه الحركة، ولوهلة اربكت مشهد الدهمتين. 
توقف الشبحان، ويخيل اليك انهما يتوادعان، ومدّ الشبح الذي كانت رجله اليسري خارج العتبة واليمني بالداخل، مدّ يده (وغمت) في يد الآخر شيئاً يبدو انه صغير جداً، وضعه الآخر يده في جيب جلبابه اليمني، ومضي داخل العتمة لا يلوي علي شئ، وادخل الآخر رجله اليسري والتي تبعها باقي بدنه واغلق الباب كمن يخشي شيئاً تخبئه العتمة 
ومرت ايام ذلك الزمان من العام 1978م، بطيئة ومتشابه، ونحن نلوك في جلساتنا، بحسرة ومرارة كمن فقدوا غالياً. كنا نتناول تسريبات عن خروج «الرفيق» عبد الله علي ابراهيم، وكان طبيعياً ان نتساءل عن الاستقالة وما كتب فيها، وكنا نمني النفس بنفيس في ادب المغادرة، ودائماً كانت الاجابة واحدة 
«خطي كتبت علينا ومن كتبت عيه خطي مشاها» 
هذا كل ما طفح من تسريبات، فقلنا لعل في الامر تمويه فعبد الله الذي نعرفه قادر علي الابانة، 
وتمسكنا بتصورنا ذلك، وذات يو من تلك الايام المتشابههة، اخذتني قدماي الي الصديق المحامي والشاعر كمال الجزولي، كعادتنا في التزاور تلك الايام. اذكر ان منزله كان في شمبات، غشيته وتآنسنا عن الشعر، والصحة والعائلة، ثم فاجأني كمال بانه علي موعد مع الزميلة سعاد ابراهيم احمد، وانهما بصدد زيارة ودية لصديقنا عبد الله علي ابراهيم، ودايرين (نطقس) بصورة شخصية حكاية: «خطي كتبت..» 
فلم يكن عندي ما يمنعني، خاصة وانا في معية سعاد وكمال ويمكن ان اسمع ما يسكت الاسئلة. 
كانت الزيارة بعيد مغادرته مخبئه لآخر مرة، وتمت الزيارة بمنزله ببري المحس، وشربنا شاياً وانساً لطيفاً في حضرة ايقونتنا، دون ان نظفر بمبغانا 
وكرت الايام، لاعرف ان الدهمتان المتسربلتان بالليل: هما لابن دوحتنا الدكتور عبد الله علي ابراهيم، في مخبئه زمن تفرغه موظفاً ثقافياً بالحزب الشيوعي السوداني. ومن تلك الزاوية في دهمة الليل،بدا ان الشخص الآخر هو موظف كبيرفي الحزب ؛ ايّ ان مقامه التراتبي في الحزب اعي من مقام عبد الله، وعرفنا ايضاً ان «المغموت» ربما مثال التسريبات من انها «خطي كتبت علينا» خاصة وان حجم «المغموت» لا يسمح باكثر من ذلك. حتي الآن٫ لم يصدر رسمي يؤيد او ينفي ولا حتي عبد الله، تري هل يمكننا ان نتوقع منه ان يجلي الامر؟ «مندري» 
ان صحت هذه الرواية فقد تزيد حيرتي، حيث لم يجد عبد الله الفصيح، في كل الادب الماركسي اللينيني، ما يمن ان يحمل وضعيته تلك؟؟ كنا نتوقع كتابة جديرة بقامته عندنا، وكان يمكن ان يجد مشايعين كما فعل الخاتم عدلان، الذي خرج بالباب، وظل محترماً الي ان رحل، 
كان شباب تلك الايام متعلق بعبد الله، وكان يمكن ان يحافظ علي رصيده الذي اكتسبه بكدحه الثقافي زائداً البروباقندا الحزبية، والتي كانت تصعد من مقامه بحسب كفاءته الثقافية، 
وبدل ان يحْفي حول الشباب «الساير» ويبذل الكثير من التذلل لاسترصئهم بواسطة بلاغة لا تلائم اذواقهم، وكلما صدوه عاد من الشباك! لماذا كل ذلك يا عبد الله، انت «اخونا الكبير» ولا نرضي لك المرمطة علي ابواب الشباب «الساير» 
وفي شأن «خطي...» اتساءل، لم اختار عبد الله ان يرجع الي الخلف تسعة قرون، ليستعين بالشاعر المصري عبد العزيز الدريني، في التعبير عن مشهد مغادرته للحزب؟ اليس بذلك يهدر قيمة الاستقالة كتقليد لحسم المواقف الفكرية؟ 
ولكن عبد الله استخدم كامل فطنته في التمويه، حتي في اختياره، فهو اذاع ما هو متبادول من قصيدة** عبد العزيز ، وهو شائع الاستعمال في موافق كثيرة ليس من بيها الاستقالة، ولكن عبد الله يرمي الي ما لم يكتبه من الابيات وهو: 
«عجبت لمن يقيم بدار ذلٍ... وارض الله واسعة فضاها 
فذاك من الرجال قليل عقل...بليد ليس يدري ما طماها 
فنفسك فز بها ان خفت ضيماً... وخلي الدار تنعي من بناها» 

وهنا ندرك ما سكت عنه عبد الله دهراً، ويفسر ما غمض من ملابسات. 
المهم في مشهد الدهمة، دخل عبدالله بنفس جلبابه الذي كتب فيه تلك الوريقة الملتبسة، وخرج حاملاً حقيقة صغيرة يبدو ان بها متعلقاته، وترك خلفة عبد الله الموظف بالحزب الشوعي السوداني خلفه واشياء اخري ليست بذات شأن. ولكن تبين لاحقاً ان مع متعلقاته الخاصة عدداً من المغلفات القديمة المؤطرة بمتوازيي مستطيلات بالاحمر والازق، وهي المظاريف التي كان عبد الله يعبئها برسائله ذات البلاغة المميزة ، وكنا نعرفها بلمحة، ونفض ونقرأ وتطغي سطوة الايقونة علي ما نقرأ. هذه المغلفات حملها عمداً، فهو يعرف مذا يعمل بها. 
وخرج عبد الله الي ارض الميعاد، الي امريكات ذات العماد، ونال جنسيتها بكل ما يترتب علي ذلك من مزايا. 
وحال عودته لم ينس ان يحمل معه تلك المظاريف، فما تزال مهمتها قيد الانجاز،، ولكن وطيلة بقائه في امريكا ظل عبد الله يذيع بلاغياته في نفس المظاريف، ويتغيا تجمعات وسائط الاتصال الجماهيري السودانية، العامرة بكل من هب ودب من المتعاملين مع تلك المواقع، علّ بلاغياته تصيب فيؤسس، قاعدة من المعجبن بتلك البلاغيات قد يحتاجها ذات «حملة»، إلا موقع (سودان فوراوول) المحترم فانه استبعده من مفاضلاته بين المواقع، 
وتصور عبد الله ان استعمال المغلفات القديمة، كفيل بان يعيد له سطوته الايقونية، سواء علينا نحن الذين «هرمنا» ولم نتبدل، او علي الشباب « الساير» والذي تصور ان طعم البلاغة المُزَوِّر ، سيكون صيداً سهلاً لتشكيل قاعدة جماهيرية تدعمه لمستقبل سياسي يتوهمه. 
وعرف الشباب ان ذلك الطعم مفخخ بما لا يحصي من «السنارات» والتي قد تعلق في الحلق ، مسببة نزيفاً فكرياً، وربما عاهاتٍ فكرية مستديم. 
عاد عبد الله 2010م، مواطناً امريكياً كامل الدسم والمواطنة، ويبدو ان مسألة قنص الشباب هذه تشكل استراتيجية في مشروع (؟) عبد الله الوجودي، ففي الايام الاولي لعودته، طلب ان يجمع له شباب، ويريد ان يتحدث اليهم، وفعلاً دعاهم في فندق New Horizon بالخرطوم وبعد والمشروبات والتي كان علي حسابه، ارد ان يطمئن علي مافعلت بلاغياته المموهة في تلك الاغلفة القديمة، فسأل عن صورته، لدي الشارع وكيف ينظرون إليه، وكانت الصدمةالموجعة والتي يبدو انها لم تردع طموحات عبد الله الـ.... فوقف شاب من الشباب «الساير» وقال لعبد الله والله يا استاذ سمعنا قالو انت انفنست» ويبدو ان الشباب كانوا واعين لكل الفخاخ فمفردة «المنفنسين» وردت علي قلم عبد الله في مقال له بعوان في غضبة صلاح وفي حلم عبد الخالق» حيث ورد فيها مانصه. ... اعتدالهم قد وصفوهم بـ «المُنْفَنِسين» أي الذين تراخت ظهورهم وأصلابهم من حمل المبادئ والرسالة» 
الرابط 
وهنا يا ابن دوحتنا (تكس راجع) 
وعودة الي الرسالة المسمومة. استوقفني في العنوان «في ذكري 22 يوليو» 
فارتبكت للإختيار،!!؟؟؟ 
يا عبد الله يا ابن دوحتنا، بعد ربع قرن من الصمت، ومن الاصطفاف خلف انقلاب الانقاذ، تعود بالشباب الناهض صباح، شباب «قرفنا» تعود بهم اربعين عاماً فلو كان منهم شاب عمر(44) فيكون عمره سنة واحدة زمن احداث قصر الضيافة ،كأنما تلفت وجهك، جهة واحدة لاتري غيرها، حتي كأن بك عسماً، اليست هناك ذكري قريبة تتفوقون علي بشاعتها وقد تجد من الشباب من يدعمك في ذلك؟؟ 
مثلاً مارأيك دام فضلك في مجزة 28 رمضان 1990حيث قضي في ليلة واحدة 28 ضابطاً من خيرة ابناء القوات المسلحة السودانية، و54 جندياً ، كلهم اغتيلوا بدم مسلم بارد ، ولم يراعوا حرمة الموتي، فقبروا جميعاً في قبر واحد. انت طبعاً ، اخذتهم بعيداً الي الوراء ولا تريدهم ان يروا الواقع، تريد ان تبقي (GURU) وملقناً حتي لا حداثنا التاريخية؟ ما الذي يجري يا عبد الله؟؟!! 
يا عبد الله، في 25 سنةسال دم كثير، وارهق الوطن الذي تدعو له بالدوام؟ ايُّ وطن يا عبدالله؟ وطن الخاطر ام الوطن الذي اصبح كالكعكة القديمة؟؟ ام الوطن الذي يتشظي الآن امام عينيك، وانت وانت ذاهب في غييك، وفي بلاغة ما عادت تجدي!!؟؟ 
يا ابن دوحتنا ، ومع اعترافك بهرمك، الم تقتنع بعد ان لكل عصر بلاغته. وانت الانثروبولوجي الفصيح والذي يعرف الكثير عن تبدلات الوقت والناس، وان لكل وقت رجاله وبلاغته؟؟ 
بم اقسم لتصدقني؟ في تلك الامسية؛ امسية «مشيناها خطي..» لو خلعت جلباب الماركسية، ونسيت امر مغلفاتك،، لظللت علي العين والراس، كونك رجل قيمة. لكن (دا الله ودي حكمته،) 
اما ان يصل بك الامر للتدليس، فهذا مما يخصم من رصيدك الثقافي والسياسي في ان؟؟ 
ففي كلمتك النعيم ود حمد مسخت علينا كولومبيا» 2/ يونيو 2012م 
« وكان يضحك حين احكي له عن اسلامي»
طبعاً لا احد ينازعك اسلامك، اما ان تحكي عن اسلامك «للدكتور مبارك حمد مدير وكالة الإغاثة الأفريقية الأمريكية المحلولة منذ 2005، والمسجون في امريكا بتهمة دعم الارهاب، يعني انه مسجون في امريكا والتي دعا يوماً عبد الله «امريكا انشاالله يوم شكره ما يجي» 
والله ياابن دوحتي لوجا يوم شكره لكف عن العالم اذي كثير. 
«فمبارك حركة إسلامية للنخاع: مثلاً كان موكلاً بإيقاظ نيامها في معسكر شمبات بجامعة الخرطوم لصلاة الصبح.» 
هذه هي الميزات التي تجعل عبدالله يكتب عن هذا النعيم، واضحك حين تدفع لي ذاكرتي كلمة لعبد الله عن: « الحاج ود عبد الرحمن ودتور» ويتغزل في شلوخه « كأنما نخلة قبلته علي خديه» حين انظر الشخصيتين اضحك، وحق لمثلي الضحك!! 
ان تحكي عن اسلامك لهكذا رجل،فلا بدَّ ان بين اسلامك واسلامه لحمة عقيدة، فلوكنت اباضياً، ما حكيت له عن اسلامك، ولو كنت من اهل الحديث، لاخذت حذرك اكثر مما لو كنت شيوعياً. 
ثم حال ترشيحك لرئاسة الجمهورية وفي حوار مع اسماعيل آدم من جريدة الشرق الاوسط، قلت انك لاتزال ماركسياً، وتترشح كماركسي مستقل!؟ وبعدين يا ابن دوحتي، مالو لينين مارقو من حلبة الرقص السياسي، ؟ بس عشان تتفادي مسألة «الحزب» ، يا الراجل ده قدم مسهمة صعدته ان يقترن اسمه بماركس. 
طبعاً ابن دوحتنا الدكتور عبد الله علي ابراهيم ، رجل متعدد المشارب، فمتي ما شربت من مشرب بحثت عن آخر! 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الرابط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيدر إبراهيم: إنما يأكل الضبع من الغنم القاسية (1)(2) عبد الله علي إبراهيم 



** محجوب سراج شاعر سوداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق