- بدني مستوطنة للنازلة
الصديقة النبيلة إيمان، وصلتني رسالتك، وانا رهن الاعتكاف، كمن ينتظر وحياً
كنت اتأمل خارطة جسدي، واتسلل الي اوراقه الخاصة؛ ذلك ان ما بيننا من عشرة مديدة، يسمح لي بهذا التلصص.وهو قد يكتشف تلصصي، ولكنه يغض الطرف ويتغابي عن ما عرف.
الصديقة العزيزة؛ عندما كتبت « امشي علي قدم واصدقاء» تبين لي ان ذلك قد تم تحت إغراء تواتر الخبرات في حقل العمل الاجتماعي من امكانية منازلة الاستعمار، وامكانية هزيمته، تماماً ،كما يحدث في حقل التاريخ السياسي
ولكن ، وبعد ان صَحِبت الدكتور Tomas الهندي الصديق والخبيرز بجغرافية الجسد وتشريحه. اقول يا إيمان بعد ان خبرته لما يقرب من الثلاثة اشهر، وهو يعكف بحنوٍ علي جسدي وصديقي، تبين لي ان المنازعة التي خضتها مع الموت لم تكن بغيتها الاستعمار، بعد ان افشلت مخططه لافساد حقي في الحياة، وهكذا فقد استجبت لتضليل النازلة.
يا إيمان لقد كان ما اصاب جسدي وصديقي، لم يكن استعماراً كما توهمت. بل كان استيطاناً بالمعني الدقيق للاستيطان. لحظت ذلك من طرق المقاربة والاساليب التي يتبعها الصديق الكتور توماس. فهو يبدأ في ملاحقة آثار النازلة في كل مفصل وكل عضلة مهما صغرت. حتي انني اوشكت ان اصبح خبيراً في علم التشريح. فالصديق توماس يلاحق كل الاحتمالات التي قد ترتكبها العلة لتحقيق اهدافها الاستراتيجية. فهو لا يلاحق ليعالج ولكنه يشركني في معرفة خططه في الملاحفة. وهنا تنبهت ايها الصديقة الي ان الاستيطان له اهداف مختلفة واستراتيجية مغايرة. فهو يعمد بدأً الي طمس هوية المستوطنة ومحو تاريخها وإفساد كامل ارشيفها الامر الذي يعني انتسابها الي غابة البله مما يعني صعوبة الاستعانة بذلك الارشيف مطلقاً. كماإن اعادة تأهيلها يعني تأسيس ارشيف جديد يلبي حاجات الجسد الي قوي تلك المستوطنة. هذا يعني اعادة تخليق كامل ما خرب في تلك المستوطنات. كل ذلك يضعني في مواجهات يومية وعنيفة مع صديقي جسدي. الجسد الذي صحبته وصحبني ما يربو علي الستين عاماً، فخبرته وخبرني. اصبح يستوطنني الان حتي اصبح تعارفنا فيه مشقة وعسر.كل عضو مُسْتُوطنً لا يستجيب كسابق عهده معي، وانا بدوري انكر تلكؤه ، واضجر. ولكنني اتقبله بسماحة وإحسان؛ كونه احسن اليّ كثيراً . كما انني اعرف معاناة المُسْتَوْطَنين
الامر مضجر يا إيمان، ولكنني اتبع خطتك في الرحمة والاشفاق، كونه يستحق هكذا معاملة، فقد خبرته صديقاً مضيافاً كريماً . ولكنه يعيش محنة وانا اعيشها معه مشاركة كما شاركني الكثير من مباهج الحياة زمن العافية. كما عليناان نتعاون رغم الكلفة الباهظة لهذا التعاون؛ حت نعبر يداً بيد الي شواطئ الحياة ؛ والتي قربت كثيراً. ولكن علينا خوض النزاع من اجل الحياة؛ والتي هي حق. وسافعل ذلك مابقي ماء في آخر خلية في جسدي صديقي. وساكتب وارسم واقرأ وفق نداء من تأليفي « اكتبوا تصحوا»
تقبلي مودتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق