الثلاثاء، 21 يونيو 2016

خطاب مفتوح الي الدكتور عبد الله علي ابراهيم


اخونا عبد الله.
سلام واحترام.
     عند ابتدار صديقنا حسن  موسي لـ« بوست دونكي ويرك» استقبلت بفرح، كون حواركما يشفي،  لأنه حوار بين  صديقين عاقلين، وانا اعرفهما، من خلال صحبة وفرها لنا الزمن الطيب، وكنت ومازلت علي يقين ان حوارهماسيكون عائده علي عضوية المنبر ، وعلي كل المشغولين بالعمل العام. مهما كانت الاختلافات، التي من طبيعة الاشياء،
     وفرحت اكثر عند وعد عبد الله بالعودة والرد في تلك المنازعة الشيقة، والتي نتوقع عائدها خيراً وفيراً.
  وكنت تخيلت ان تغيب عبدا الله عن تلك المنازعة، امراً طارئاً لمشغوليات الكثيرة، وقد نوه حسن لذلك، وكنت اتوقع عودته في كل آن، ولكن تطاولت الآنات،سنيناً عدة . فبوست حسن كان بتاريخ «السبت ابريل 21, 2012م»
       واتضح ان تلك استراتيجية منهجية في اعمال عبد الله الكتابية وقد نبهتني لذلك كلمة الصديق الخاتم عند تعقيبه علي محاضرة لعبد الله القاها في ابو ظبي.
 كل ذلك من اجل فائدة متوقعة من هذه الحوارات للجميع، ندعوه وبقوي للإفاء بوعده للقراء ، والعودة الي ساحة الحوار.     



    «وأبدأ بأن هناك إختلال أعتبره جوهريا في نقاش أفكار عبد الله على إبراهيم، هو غياب الرجل نفسه عن ساحة الحوار. وهو غياب بغير حجة على ما أعتقد، لأن عبد الله، حسب ما ذكر في هذه المحاضرة وفي مواضع غيرها، مطلع على ما يدور في الإنترنت، وخاصة حول أفكاره وآرائه، وقد شاء مرة أن يرد عليها بصورة غير مباشرة في موضع غير موضعها. غياب عبد الله عن المحاورة يشعر بعض المشاركين فيها أنهم ربما يخرقون قواعد « الفروسية الفكرية» إذ ينازلون رجلا لا ينافح عن نفسه بما يملك من العدة والعتاد، بل ربما يشعر آخرون بأنه ألقى سلاحه وهرب من ميدان المعركة كليا. وهذا الغياب نفسه هو الذي دفع آخرين، لا يتفقون تماما مع عبد الله، إلى تبني قضيته، وربما بحماس أكثر من حماس صاحبها نفسه، وهذا يجلب التشويش أكثر مما يحقق الوضوح الذي هو بغية الجميع. وقد وصفت نصوصه بأوصاف ربما توحي إلى البعض بأنهم غير مؤهلين بصورة ما لمناقشتها، وتحت مثل هذه الأوصاف ترقد أنواع من المجاملة أو الغفلة، بل حتى المبالغة والتخويف، لا يبررها لعبد الله، ماضيه أو حاضره. 

     من أجل تلافي هذا الخلل الذي أشرت إليه أرجو أن نوجه الدعوة لعبد الله أن يشارك في التوضيح والشرح والرد، والدفاع، عما طرحه هنا من آراء، حتى نصل إلى نتيجة ما، بضمير مرتاح وشعور وافر باللياقة الفكرية.»

http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=25&msg=1189232423
     «و أنا اسألك شرحا ولا أستعجلك، كوني اعرف ان كل اشغالك تقتضي المهلة و طوله البال، لكن كمان أمور العمل العام تراكمت علينا و نخشي على نضارة هذه المناقشة الثمينة أن تذبل على رف المُسَوَّفات . و بعدين برضو شايفين الموت العاير هذه الأيام صار لا يبالي بخططنا و لا يراعي أولوياتنا ، طالع ياكل نازل ياكل ، زي المنشار ، بينما الجماعة الطيبين ناوين « يستأجروا» فينا و يدفنونا في مقابر المسلمين كمان.»

file:///Users/rabia/Desktop/sudan-forall.org%20_%20%D8%A7%D8%B7%D9%84%D8%B9%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D9%88%D8%B9%20-%20%22%20%D8%AF%D9%88%D9%86%D9%83%D9%8A%20%D9%88%D9%8A%D8%B1%D9%83%20%22!.html

     «و أنا أنبش في ثنايا الأضابير و بين طبقات الأسافير، عثرت ـ أكثر من مرة ـ على تفاكير مشوِّقة و نادرة لك، أغرتني أصالتها بالتوقف عندها و العكوف عليها و لو من باب « قد عين الشيطان «، لكني ، و قد سبق السيف العذل ، ورّطت نفسي في هذه المناقشة الملولوة المشربكة الأطراف فآليت عليّ أن أمشي فيها حتى نهاية المضمار لا ألوي على شيئ، على أمل أن أعصر عليك و أستفز « غبينتك « المسوّفة [ في مكان ما ] فتجود علينا بتلاوين من تفاكيرك السديدة التي تخرج [ من راسك و ليس من كرّاسك ] فنستفيد و يستفيد قرّاء سودان فور أول بين عيال المسلمين. و أنا ابحث، عبر خاطري تساؤل ابتدائي: هل يستحق أمر عبد الله كل هذا العناء؟
     هل يستحق عبد الله أن نتقصى تفاكيره في كل «جحر ضب خرب في خشم بقرة هالكة» لفرزها و تحليل مضامينها و بذلها على الملأ ؟ هذا السؤال مهم لأن تفاكيرك، ناهيك عن المشقة المفهومية التي تتلبس من يتقصّى مراميها، فهي تقتضي وقتا. هذا الوقت الغالي، المخصوم بالضرورة على وقت الغوايات الأخرى ، يقيّم في منظور تنظيم الأولويات التي تنتصب امام كل باحث بطريقة مختلفة. هكذا ـ على الأقل من منظوري ـ أتعامل مع مطالبات الأصدقاء و الأعدقاء التي تلحّ عليّ في التعريج عليك كلما جرى قلمي بنقد فلان أو علان من أعلام المشهد الثقافي السوداني.و الحديث عنك ، من مشهدي ، هو حديث ذو شجون لا تحصى لأنك صديق و خصم فكري عالي المقام.وتداخل الصداقة و الخصومة بيننا حظوة أحرص عليها و أصونها من طوائل العجلة و الإنفعال.طبعا كلامك ياعبد الله يستحق التقصّي و التمحيص، و قيل الإعجاب بعد الإحترام ، فأنت تقيم بيننا كنوع فريد بين المثقفين السودانيين.
      و فرادتك باب واسع يستحق التأني في أكثر من وجهة، لكني افضل تلك الوجهة التي بدت لي أكثر خصوبة من غيرها، وجهة الإنخراط الواعي في شواغل العمل العام الذي أكل منك جل سنوات عمرك و جعلك « أفندي مضاد» لأحد أقوى أيقونات النجاح الإجتماعي في سودان منتصف القرن العشرين، أعني أيقونه « الأفندي» الذي يثري من جاه الدولة و يتقوّى من قوتها و يبطش باسمها.كل هذا المسار الوجودي المتفرد ، الذي بدأ من رفقة حزب عبد الخالق محجوب لينتهي في رفقة حزب «عليعروة» ،هو أمر محيّر و فتـّان في تركيبه كونه، رغم أنه أوقعك أحيانا في شر أعمالك ، فهو قد اوصلك اليوم لمقام أكثر المثقفين السودانيين تأثيرا في ساحة المناقشة السياسية السودانية ، و لا جناح عليك كونك ـ في ملكوت النـَّص ـ قمين بعقلنة أكثر المواقف غماسة فتؤنـّق الارتباك و ترتق الثقوب المفهومية بخيوط البلاغة الملونه و تبذلها للجمهور المفتون بسحر الساحر العالم المتمكن من موضوعه. و أهو أنحنا فاتحين خشومنا راجينك ، و «كان كترت جريمة و كان حصّلت غرامة «.
«عبد الله
     أقول قولي هذا و استغفر الله لنا كلنا و انتظر منك غبنا أو/و إحسانا تكون عاقبته إضاءة مواقفك من حزب الشيوعيين السودانيين.ذلك لأني أراك ضالعا بكليتك في أشغال حزب الشيوعيين ، حتى في المواقف التي تبدو فيها الأكثر تباعدا من زملاء الأمس.و لعلّك ـ في مكان ما ـ مازلت ذلك « الأفندي الحزبي « الشغوف بصيانة آلة الأحلام الثورية السودانية ضد حداثة رأس المال المتعولم التي تعيث فسادا في بلادنا و هي متسربلة بسرابيل التقليد الديني و العرقي.
و كان مكضـّبني هاك اقرأ كلامك :

     «.. أنا عزيز الجانب من جهة القبيلة و الطائفة و لكنني لم استدعهما طوال شغلي السياسي و الفكري لأنهما لا يمتان بصلة لنوع السياسة التي شغفت بها و لا يخدمان المستقبل الذي أردته لبلادي »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق